تعليقي على سفر الأولاد صبيان وبنات للخارج للتعليم خلاصته كلمتين، هو احنا خلفنا ليه؟!
وعايزين إيه لولادنا في الدنيا علشان يوصلهم بسلام للآخرة؟!
في الحقيقة لا يوجد مانع بين التعليم وبين الآخرة، ولكن إذا كان هناك تعارض بين التعليم الدنيوي والصلاح والاستقامة فطبيعي سنقدم الاستقامة والصلاح.
وإذا كان ظني بأولادي حسن وهم على دين وخُلق فالعاقل لا يرمي بهم في موطن يبيح الزنا والخمر والربا ولحم الخنزير واللواط وغيره ثم أقول بفضل الله أولادي متربيين تربية كويسة!!
فنحن في مصر على سبيل المثال عندنا مشاكل كتير بسبب التواصل المحرّم بين الرجل المتزوج والمتربي تربية كويسة مع زميلة العمل المتزوجة والمتربية تربية كويسة أيضاً!!
وبيتكلموا كلام كل ضحك وهزار، أو حب وغرام، أو جنس وقلة أدب!
وعندنا مشاكل كتير بسبب التواصل المحرّم بين ولادنا المتربيين تربية كويسة وبناتنا المتربيين تربية كويسة، في المدارس والجامعات وغيرها
بسبب فتنة النظر أو الاحتياج أو التطلّع أو التجربة!
ودي بلدنا اللي فيها آذان وقرآن ومشايخ وقنوات اسلامية وحفظ قرآن ونصايح من الأهل والأصحاب والمدرسين وغير ذلك كثير!
فكيف ببلد ليس فيها آذان ولا تشعر بالجمعة ولا الجماعات، وترى فيها القبلات والأحضان في الحدائق والمولات والشوارع وفي كل مكان، وأنا قد شاهدت ذلك بعيني في بعض البلاد الأوروبية، ولا أحدثكم عن سماع!
بل وعندي من الحكايات الكثيرة في إلحاد البعض ودخوله في مزلّة الشو/اذ أو ممارسة الزنا وشرب الخمور وغيرها، وبعض هؤلاء الأبناء والأزواج كانوا في مصر مثلاً على خير ولم يظهر منهم فيها هذه الأشياء المحرمة!
ولا أحد يستدل ببعض النماذج الناجحة في الاستقامة في هذه الأماكن، فلو نفترض أن نسبة الناجين من هذه الموبقات 20% فكيف تضع ابنك في النار وهناك احتمال 80% أن يُحرَق بها، فهل هذا من العقل أو الشرع؟!
هل من العقل لو وجدت ابنك أو بنتك "وهم معك في وطنك" لهم صديق سيء، أن تتركهم معه بحجة أنهم متربيين تربية كويسة؟!
أم أنك ستخبره بوضوح أنك لا تقبل مصاحبة هذا الشخص له لأن ضرره واضح ونفعه قليل!
إذاً كيف تقبل أن تترك ولدك بين كل هذه الشرور، بل وهو بعيدُ عنك؟!
يا جماعة الخير: ابنك أمانة وابنتك ليس لها منك إلا الصيانة، فكيف تضع أمانتك في هذه الأماكن؟! ولأجل ماذا؟!
لأجل أن يكون مرموقاً أو صاحب دنيا جيدة وممتازة؟!
وأين الآخرة من حساباتك؟!
وأين أنت من قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون” ؟!
وأين أنتم من حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: (كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه)
يا جماعة الخير: احسان الظن في غير موضعه ما هو إلا سذاجة نُسأل عنها يوم القيامة.
فجوابي على سؤال تعليم الأولاد في البلاد الغربية حتى ولو تركيا، فإنني أرى ذلك من المفاسد العظيمة على أولادنا وبناتنا ومن يفعل ذلك فهو لا يدري حقيقة مآلات الأمور، ولا عبرة بالنادر فإنه لا حكم له ولا يُقاس عليه، والله أعلم.