القرآن الكريم وطلب العلم

القرآن الكريم وطلب العلم | مرابط

الكاتب: حسين عبد الرازق

535 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

﴿أوَمَن كانَ مَيِّتًا فَأحْيَيْناهُ وجَعَلْنا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ في النّاسِ كَمَن مَثَلُهُ في الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنها كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكافَرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾

كتاب الله هو النور الذي ترى به وتمشي، واللهِ لم أتعلم أي صنف من العلوم الشرعية أو الإنسانية أو الفكرية إلا رجاء أن يكون سبيلا بوجهٍ ما للعلم بالقرآن الكريم.

وأكثرُ ما أعطيه انشغالي وجهدي ووقتي هو لكتاب الله تلاوةً وتفسير وتدبرا وحفظا ومراجعة وطلبا لما فيه من الهدى والبينات والفرقان والنور، وكتابُ الله كما قال الشافعي رحمه الله بكلمة جامعةٍ موجزة: لا يعلمُ من جهلَه ولا يجهلُ مَن علِمه..

كلما وجدتُ شخصا يريد الفقه في الدين ويلتمسُ العلم يبذل ويتعب ويجتهد في التحصيل والقراءة ويصبر على قراءة واستماع سجالات فكرية ومسائل مُثارة وكتب فكرية ونحوها.

لكنّه مصروفٌ عن القرآن لا يصبر على تلاوته ولا على تعلُّمه ولا يسعد به، ولا يطلب معانيه ولا يطلبه أن يكون في صدره، بل لو قرأ شيئا منه يقرأه قراءة روتينيّة قراءة موظَّف يفكِّر متى ينتهي من ورده (لو كان له وردٌ أصلا)؛ أقولُ: هذا شخص مسكين جدا واللهِ أُشفِق عليه جدا

نفسُ صرفِه عن القرآن وعدم صبره عليه وظنه أنه لمجرد البركة والثواب وليس مصدر الهدى =تلك نفسها مصيبة عظيمة.. ومِن أول وأخصّ ما أُوصي به كلَّ مَن أتدارسُ معهم علوم الشريعة وغيرهم ممن يقضي وقتا في طلب العلم ، وأُشدّد عليه فيه وأكرّره:
أن يكون أهمَّ ما يدّخر له وقتَه وجهده ( كتابُ الله) حفظًا وفقهًا وتفسيرا.. ليس ذلك لقيمته في تكوين طالب العلم فحسب ،فهذا أقلُّ ما أقصده منه.

ولكن لأن كتابَ الله حياةٌ ورُوحٌ يهتدي به العبدُ لنفسه أولًا، وينعمُ به، ويعيشُ به حياةً طيّبةً في الدنيا والآخرة بقدر تمسّكه به ولا أعلمُ أحدًا أجَّلَ الاشتغالَ به وتعلّمه وحفظه وانشغل بغيره( آمِلًا أن يتفرّغ له يومًا ما ويُنجزَه) وتحقق أملُه.. بل يصيرُ شاقًّا عليه جدا..

خيركُم = مَن تعلّم القرآن وعلّمه.. ونحن إنما نطلب كل العلوم لأجل القرآن 

انظر كَم تُضيّع من العمر فيما تُوقن أنّه لا ينفعُك ؟ وسل اللهَ مُصرّف القلوب: أن يُصرّف قلبك إلى كتابه.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#القرآن-الكريم
اقرأ أيضا
أعيادنا بين العادة والعبادة | مرابط
فكر مقالات

أعيادنا بين العادة والعبادة


لم يبق من معنى كلمة العيد في الإسلام إلا أنه يعود في زمن مقدر أما ما عدا ذلك فصرفه إلى معان دينية مما ينفع الناس ففي العيدين المشروعين أحكام تقمع الهوى من ورائها حكم تغذي العقل من تحتها أسرار تصفي النفس من بين يديها ذكريات تثمر التأسي في الحق والخير وفي أطوائها عبر تجلي الحقائق وأمثلة عملية في الإحسان وتقوية ملكته وقواعد متينة في التربية الفاضلة وموازين تقيم المعدلة بين الأصناف المتفاوتة من البشر ومقاصد سديدة في حفظ الوحدة وإصلاح الشأن ودروس تطبيقية عالية في التضحية والإيثار والرحمة والمحبة...

بقلم: محمد البشير الإبراهيمي
1941
مقام الصبر ومقام الشكر | مرابط
مقالات

مقام الصبر ومقام الشكر


مما يخدعك به نفسك والشيطان أنهما يشعرانك أنك في مقام ابتلاء.. واختبار الصبر لمجرد ما تمر به من بعض الضيق أو المرض أو الخوف أو غير ذلك وينسيانك ما أنت فيه من نعمة الله. فبينما أنت تظن أنك في مقام الصبر والضراء وحدهما.. لكن في الواقع أنت كذلك في مقام الشكر والحمد والرضا والفرح وكذلك في حياتك ما يتطلب الصبر

بقلم: حسين عبد الرازق
483
حياتنا بين هموم الدنيا والآخرة الجزء الثاني | مرابط
فكر مقالات

حياتنا بين هموم الدنيا والآخرة الجزء الثاني


ثم ورث هموم الآخرة الصالحون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ويظهر ذلك في أمانيهم وأحلامهم وتتبع أحوالهم ومن ذلك أن عمر قال لأصحابه يوما: تمنوا فقال رجل منهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله عز وجل فقال: تمنوا فقال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا وزبرجدا وجوهرا أنفقه في سبيل الله عز وجل وأتصدق بهثم قال: تمنوا قالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين قال عمر: لكني أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح

بقلم: د منقذ بن محمود السقار
1535
الضابط في الأمور المحدثة | مرابط
مقالات

الضابط في الأمور المحدثة


إن الناس لا يحدثون شيئا إلا لأنهم يرونه مصلحة إذ لو اعتقدوه مفسدة لم يحدثوه فإنه لا يدعو إليه عقل ولا دين فما رآه الناس مصلحة نظر في السبب المحوج إليه: فإن كان السبب المحوج إليه أمرا حدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم من غير تفريط منا فهنا قد يجوز إحداث ما تدعو الحاجة إليه وكذلك إن كان المقتضي لفعله قائما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن تركه النبي صلى الله عليه وسلم لمعارض زال بموته.

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
342
المدنية المادية وهل أفلست في إسعاد البشرية | مرابط
فكر

المدنية المادية وهل أفلست في إسعاد البشرية


أجمع العقلاء بعد ما بلوا هذه المدنية المادية وابتلوا بها أنها قد أفلست في إسعاد البشرية وذهبوا في تعليل ذلك مذاهب شتى أقربها إلى الصواب أن تلك المدنية إنما أفلست لأنها فقدت أهم العناصر للوصول إلى هذه الغاية وهو العنصر الروحي أو عنصر الدين فالمدنية إن لم تنتظم هذا العنصر فلن تصل إلى غايتها أبدا ذلك أن الدين يطهر النفوس من الأدران والأضغان ويكسر شرة الأطماع ويحرم التطاول والطغيان ويزيل الفوارق بين الأجناس والألوان وينظم العلاقات بين الأفراد والجماعات ويقيمها على أسس العدل والمحبة والتعاون

بقلم: أبو الوفا المراغي
7710
الخصوصية العيدية | مرابط
أباطيل وشبهات فكر مقالات

الخصوصية العيدية


الأعياد من جملة الشرائع والمناهج والمناسك التي قال الله لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه كالقبلة والصلاة والصيام فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر

بقلم: إبراهيم السكران
525