تجد بعضنا حين ينشر المصحف بين يديه ليتلو شيئًا من القرآن، يدب إليه بعد هنيهة استطالة الزمن، فلا يمضي ربع ساعة إلا وتراه تارة يَعُدّ الصفحات المتبقية على نهاية الجزء؟ وتارة ينظر إلى الساعة كم مضى وكم بقي؟ وتارة يفكر في أشغال يرى أنه أجّلها، وأنها عذر لقطع التلاوة، أو أنه بحاجة لقسط من الراحة والنوم.
ثم إذا وضع رأسه على الوسادة فتح جواله باتجاه مواقع التواصل الاجتماعي، وأخذ يلتهم التعليقات، ويركض إبهامه فوق التغريدات يسحبها كالمستزيد، وتمضي ساعة كاملة وأكثر وهو فاغر فاه ساكن ما شعر بنفسه، حتى أنه أحيانًا يضطر لإرغام نفسه على قفل الجوال تجنبًا لتطاول السهر.
كيف يا ترى يستطيل بعض الناس أن يقرأ القرآن نصف ساعة، بينما يخبت أمام تويتر والواتساب ونحوها ساعات منهمكًا ما شعر بنفسه؟!