اليمين الغربي واليسار الليبرالي

اليمين الغربي واليسار الليبرالي | مرابط

الكاتب: عمرو عبد العزيز

649 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

الهرولة إلى اليمين الغربي، وقراءة طرحه، والتأثر به، ليس أدنى شرا على الناهِل، من الطرح اليساري والليبرالي! 
بل أزعم، أن أطروحات اليمين أمسُّ بواقعنا وتاريخنا من الباقين، فالعنصرية متجذرة في المجتمعات الإسلامية منذ قرون طويلة، والمدونة التراثية التي ازدهرت في العصر العباسي طافحة بآثارها، وهو عصر فشل الاندماج العرقي الكبير في بغداد، وسيطرة روح الإثنية والسلالية على الجميع. فالعنصري سيجد ضالته بلا ريب في التراث، وسيزعم أنه (المتبع للأئمة وممثل الإسلام) أمام غيره! 

وما غابت عنه النصوص القرآنية والسنية، حضرت فيه النصوص التراثية للآراء الخاصة والمفاهيم الشائعة!
وواقعنا المزدحم بالقضايا والصراعات العرقية والسلالية في اليمن والجزائر والمغرب والشام وتركيا والعراق وجزيرة العرب، ستزداد ناره ارتفاعا بهذه الأطاريح الضالة! 
ولا يكون الرد على توثين المرأة، وتخنُّث الرجال، بتحقير المرأة، وتأليه الذكورة!
ولا يكون الرد على المساواة بين المؤمنين والكافرين، والصالحين والفاسقين، وأهل الفطرة واللوطيين =بمنع المساواة والسخرية من المفهوم مطلقا، ورفض حتى المساواة بين الأعراق والأجناس والشعوب!

وإن لكل جاهليةٍ نقيضٌ من جاهلية! 
فلتوثين المساواة المطلقة، تحقير مطلق المساواة!
ولتقديس الأنوثة وصفاتها، إهانة مطلق النساء!
واليمين جاهلية لا تقل سفولا عن جاهلية اليسار والليبرالية!
وواجب المسلم إعداد نفسه كي ينقض على هذا وذاك!
وكما أن الليبرالية كانت وثن الإسلاميين الحركيين والحداثيين قبلا، سيكون اليمين وثن الإسلاميين التراثيين عما قريب!
والإسلام لا إلى ذلك ولا إلى ذاك!

وعلى المسلم إبصار سبيله، ومعرفة الحق من الضلال، وامتلاك زمام المبادرة بالفهم، على أن يقرأ للنقد من كان له أهل، لا كل محب يتقافز شوقا لنصرة الدين، ولا يعرف ما هو الدين أصلا، ولا يضبط أدنى إشكالات الموضوع الذي ينوي القراءة فيه لهذا الطرف أو ذاك!

واعلم أن اليمين أكثر شرا من اليسار!
وأن الليبرالية لن تلقى أعظم إحياءً لمنتوجها، وأكثر تصحيحا لمنهجا، وهي المريضة المتناقضة، من رواج طرح اليمينيين فينا! فهو طرح غبي، ضيق الأفق، معادٍ للإنسانية، مفرِّق للجموع، ومشيد فوق أوهام يكذبها التاريخ، وضلالات يفضحها الاجتماع، وزيوف ينقضها العلم =فأي نكاية ينتظرها الناس في الليبرالية من هذا الطرح! 
إنما هو، إن شئت صدقا، ترياق لبعث شباب العجوز، واستجلاب نضارتها، ووقف رجفتها!

 


 

المصدر:

قناة المشكاة الخاصة بالدكتور عمرو عبد العزيز على تلجرام

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الليبرالية #اليمين-الغربي
اقرأ أيضا
النظرة الكلية للإنسان والكون والوجود | مرابط
تعزيز اليقين

النظرة الكلية للإنسان والكون والوجود


إن هذا الدين العظيم لا تفهم محاسنه ولا يتوصل إلى جمالياته إلا بإدراك نظرته الكلية للكون وللوجود وللدنيا والآخرة وللإنسان وما وراء وجوده على هذه الأرض وإذا تأملت كثيرا مما يثار من الاستشكالات والاعتراضات ضد أحكام الشريعة فستجد أنها منبعثة من تجزئة النظر إلى الإنسان أو إلى الحياة والوجود وناشئة من عدم فهم التكامل المراعى في تشريعات الإسلام والذي يتجاوز إطار المادة الضيق

بقلم: أحمد يوسف السيد
906
أسباب الوضع المأساوي للمسلمين اليوم | مرابط
تفريغات

أسباب الوضع المأساوي للمسلمين اليوم


إن المشكلة ليست مشكلة دولة أو مجتمع أو فرد وإنما هي مشكلة أمة كاملة أمة عاشت سنوات تقود غيرها فإذا بها اليوم تقاد أمة رفعت رأسها قرونا فإذا هي اليوم تطأطئ رأسها للشرق وللغرب أمة ظلت دهرا تعلم الناس الخير وتضرب لهم الأمثال في الأخلاق وتأخذ بأيديهم إلى طريق الله عز وجل فإذا بها بعد أن عرفت طريق الهدى وعرفت به تتبع هذا وذاك وهذه مشكلة خطيرة

بقلم: د راغب السرجاني
747
من واجبات الأمهات اليوم | مرابط
المرأة

من واجبات الأمهات اليوم


من أوجب واجبات الأمهات اليوم تربية بناتهن على الإيمان والحياء والحشمة على أساسيات العقيدة والقرآن والسنة والسير والقدوات من نساء السلف على حب البيت وإدارته وحسن تدبيره على الطبخ كفن لإسعاد القلوب على الاقتصاد وحسن التصرف والجود بالموجود على صناعة مملكة عطاء لفتاة تعد لتكون ملكة.

بقلم: د. ليلى حمدان
372
مفهوم الصلاح وحبائل الشهوة | مرابط
المرأة

مفهوم الصلاح وحبائل الشهوة


وإني لأسمع كثيرا ممن يقول: الوفاء في قمع الشهوات في الرجال دون النساء فأطيل العجب من ذلك وإن لي قولا لا أحول عنه: الرجال والنساء في الجنوح إلى هذين الشيئين سواء وما رجل عرضت له امرأة جميلة بالحب وطال ذلك ولم يكن ثم من مانع إلا وقع في شرك الشيطان واستهوته المعاصي واستفزه الحرص وتغوله الطمع وما امرأة دعاها رجل بمثل هذه الحالة إلا وأمكنته حتما مقضيا وحكما نافذا لا محيد عنه البتة

بقلم: ابن جزم
213
شبح الحروب الصليبية الجزء الأول | مرابط
تاريخ مقالات

شبح الحروب الصليبية الجزء الأول


إذا أردنا أن نقف على الأسباب الحقيقية للعداء البغيض الذي تحمله أوروبا ويحمله الغرب تجاه الإسلام علينا أن نرجع عدة خطوات إلى الخلف إلى الماضي الذي شكل معالم المدنية الأوروبية وتشربه الرجل الأبيض وتوارثه مع مرور الوقت سنقف هنا أمام الحروب الصليبية لندرك أثرها على الهوية الأوروبية فيما يخص الإسلام فكما يقول المؤلف: يمكننا أن نقول من غير أن نوغل في المبالغة أن أوروبة ولدت من روح الحروب الصليبية لقد كانت ثمة قبل ذلك الزمن أنكلو سكسون وجرمان وفرنسيون ونورمان وإيطاليون ودنماركيون وسلاف ولكن في أثن...

بقلم: محمد أسد
2039
كيف تبحث قضية نشأة العلوم وتطورها؟ | مرابط
أبحاث

كيف تبحث قضية نشأة العلوم وتطورها؟


يعتمد كثير من الباحثين في الحديث عن نشأة العلوم وتطورها على التدوين والكتابة في العلوم فتراه يحدد نشأة العلوم ومراحلها بناء على حالة التدوين فيها فيحكم على أن علما ما نشأ في وقت كذا لأجل أن كتابا معينا ألف في مسائله ويحكم على أنه تطور إلى مرحلة ما لأجل أن نوعا من الكتب ظهر في معالجة مسائله. ولا شك أن حالة التدوين والكتابة في العلم تعد معلما من أهم المعالم المفسرة لنشأة العلوم وتطورها ولكنها ليست المعلم الوحيد فهناك مكونات أخرى لا بد من مراعاتها في دراسة نشأة علم العقيدة وتحديد مراحل تطوره.

بقلم: سلطان العميري
331