ما أكثر ما نجد في الكتب الفكرية من يفخّم شأن الشك وعدم الحسم.. ويقزّم اليقين واليقينيات.. بل ويطالبون أن يتخلص الخطاب الديني من اليقين! ولذلك تجدهم يكثرون من ترداد مقولة (إلى المزيد من طرح الأسئلة)! فيفرحون بالأسئلة ولا يكترثون كثيرًا بحسم الإجابات! لأن الإجابة تعني الالتزام بأمرٍ ما.. والسؤال المفتوح يجعل الخيارات متاحة دومًا لما هان على النفس والتذت به.. والهوى المتغير ألذ من الالتزام بموقف.. على أية حال.. تأمل في مدح كثيرٍ من الكتب الفكرية للشك والحيرة والأسئلة المفتوحة.. وقارن كيف يعظّم الله كتابه بأنه منزّه عن الشكوك والتردد (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ) [البقرة:2]. ويقول (وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ) [يونس:37]. وقال (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [السجدة:2]. فهذا القرآن لا ريب فيه، وقضايا القرآن التي تضمنها لا ريب فيها.. فأين هذا من مرضى الحيرة والمحرومين من اليقين؟!
المصدر:
مقال سوانح قرآنية لإبراهيم السكران