حقيقة التخاطر

حقيقة التخاطر | مرابط

الكاتب: قاسم اكحيلات

229 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

  • الخلاصة: «عقيدة التخاطر تقوم على فكرة وحدة الوجود وغيرها من العقائد الفاسدة للديانات القديمة، وادعاء لإمكانية معرفة الغيب الذي هو ركن من أركان الدين، وحاول بعضهم أسلمة هذه العقيدة بنصوص لا تدل على ذلك».

التخاطر هو انتقال أفكار وصور عقلية بين كائنات حية من دون الاستعانة بأي حاسة من الحواس،  وأول من استعمل هذا المصطلح هو (فرديك مايزر) 1882م (1)

وفي الحقيقة هذا التخاطر لا يخلو من عقائد فاسدة تقوم على وحدة الوجود والطاقة الكونية، بل المبدأ الأساس الذي يقوم عليه هو العقائد القديمة [Telepathy and the Etheric Vehicle. Alice]. وقد أجريت تجارب كثيرة  لإثبات التخاطر، كتجربة بطاقات (زينر) وهي عبارة عن 25 بطاقة عليها أشكال مختلفة، فينظر فيها الشخص ويحاول الآخر معرفتها من خلال نظرة الأول إليها. ومع ذلك لم تنجح أي واحدة من هذه التجارب.

ولا شك ان هذا مخالف لشرعنا، لما يروجه لفكرة وحدة الوجود والمذاهب الباطنية الثيوصوفيا  وزعم معرفة الغيب ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ ‌بِذَاتِ ‌الصُّدُورِ ﴾ [المائدة:7]. (2)

طبعا لن يُفوت بعض سفهاء قومنا هذا الادعاء حتى يتجاورا به، فربطوا بينه وبين نصوص الشرع، كما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك أنه «بعث جيشا، وأمر عليهم رجلا يدعى سارية قال: فبينا عمر يخطب قال: فجعل يصيح وهو على المنبر ‌يا ‌سارية: ‌الجبل، ‌يا ‌سارية ‌الجبل، قال: فقدم رسول الجيش، فسأله، فقال: يا أمير المؤمنين، لقينا عدونا فهزمونا وإن الصائح ليصيح، ‌يا ‌سارية: ‌الجبل، ‌يا ‌سارية: ‌الجبل، فشددنا ظهورنا بالجبل، فهزمهم الله، فقيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك». (3)

وهذا استدلال باطل منهم،  فما حصل لعمر هو كرامة لا تخاطر،  عن ‌أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إنه قد كان فيما مضى قبلكم من ‌الأمم ‌محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب.» (4)

«قال ابن وهب: محدثون: ملهمون. وقال ابن عيينة: مفهمون» (5) ولم يكن عن قصد منه وطلب.


الإشارات المرجعية:

  1. [البارسيكولجي بين المطرقة والسنداد لجمال حسين ص 16 ط دار الطليعة].
  2. وراجع كتاب [حركة العصر الجديد لهيفاء الرشيد].
  3. [الاعتقاد للبيهقي (ص314)].
  4. [صحيح البخاري (4/ 174 ط السلطانية)].
  5. [كشف المشكل من حديث الصحيحين (3/ 381)].
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#التخاطر
اقرأ أيضا
حجاب المرأة ولباسها في الإسلام | مرابط
فكر مقالات المرأة

حجاب المرأة ولباسها في الإسلام


لا يختلف العلماء في جميع المذاهب: أن المرأة يجب عليها ألا تلبس لباسا ملتصقا يصف جسمها ولا أن تلبس شفافا يبدي لون أو هيئة ما يجب عليها ستره من بدنها وهن المقصودات بقوله صلى الله عليه وسلم في أحد الصنفين من أهل النار: نساء كاسيات عاريات يعني: لا هي كاسية ولا هي عارية لشفوف لباسها ووصفه وفي المسند عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي فكسوتها امرأتي فقال: ما لك لم تلبس القبطية

بقلم: عبد العزيز الطريفي
686
قطاع طريق النصيحة | مرابط
فكر مقالات

قطاع طريق النصيحة


كما أنه لطرق الناس وأموالهم قطاع فللنصيحة قطاع طريق يعترضون طريقها ويمنعون خيرها وهم العقبة الكبرى في تخلف المصالح أن تتم أو تثبت وكثير من الناس إنما يقلع عن زلته حياء ألا يجد موافقا إن أقام عليها مع حبه لها وتمنيه العودة إليها فإن وجد من يفسد على الناصح نصحه فهذه نعمة النفس التي جاءت بلا مقدار

بقلم: عبد العزيز الطريفي
2370
تميز السلف بكثرة الحفظ لإخلاصهم وهمتهم العالية | مرابط
تفريغات

تميز السلف بكثرة الحفظ لإخلاصهم وهمتهم العالية


إنك عندما تنظر إلى هؤلاء الأعلام وإلى عزائمهم وتنظر إلى المتأخرين مع توفر الإمكانات وسهولة الحركة والتنقل ومع ذلك لا ترى عند هؤلاء -المتأخرين من أهل العلم- عشر معشار ما عند المتقدمين فالواحد لا يستطيع أن يحفظ مائة حديث مسند فيدخل حديثا في حديث ويدخل متنا في متن وتضطرب عليه الكلمات أما أولئك فكانوا يحفظون الألوف المؤلفة من الأسانيد وقصة البخاري المشهورة لما دخل بغداد فقلبوا عليه الأحاديث خير دليل على ذلك فالبخاري كان يحضر مجلسه مائة ألف ولم يكن في وجهه شعرة حتى كان بين المستملي والمستملي عشر...

بقلم: أبو إسحق
652
فضل علم النحو | مرابط
تفريغات لسانيات

فضل علم النحو


وعلم النحو علم شريف عظيم ولا يمكن لطالب علم أن يطلب العلم من دونه كأن يطلب العلم والنحو ولا يجد في طلبه لأنه من علوم الآلة فهذا لا بد أن يعض عليه بالنواجذ حتى وإن انتهى مثلا من الآجرومية وما بعدها من تكملة الآجرومية لأن الأهم هو أن يستقيم لسانه وأن يعقل عن الله مراده وكذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

بقلم: محمد حسن عبد الغفار
445
النمو الصامت | مرابط
ثقافة

النمو الصامت


أخوف ما أخافه على نفسي: هذا النمو الصامت غير المحسوس للعاددات السلبية والمشاعر القبيحة والأفكار السوداوية.. تنمو ببطء وهدوء وبدون أن ننتبه أو نشعر.. وبلا أي إرهاصات ننغمس في خطوات التغيير. كم من علاقة إنسانية قوية.. نمى الإهمال فيها حتى نضج وتضخم وانتهت بالهجر والانفصال

بقلم: د. خالد الدريس
350
لماذا نحب الرسول الجزء الأول | مرابط
تفريغات

لماذا نحب الرسول الجزء الأول


في هذه المحاضرة يدور الحديث حول محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم: الطريق إليها معناها وأهميتها واجباتها ومستلزماتها وما ينبغي أن يكون موقف المسلم تجاه نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وهذا الموضوع على درجة عظيمة من الحساسية لما وقع الناس فيه من أهل الإسلام أهل القبلة بين الإفراط والتفريط هذا الموضوع ينبغي أن يفتح كل مسلم قلبه وسمعه لتفاصيله ويتذكر حتى ولو لم يتعلم شيئا جديدا ويستعيد إلى نفسه وقلبه ذكريات هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويتذكر حقوق رسول الله وواجباته

بقلم: محمد المنجد
715