حكم الأنام إذا عمهم الحرام

حكم الأنام إذا عمهم الحرام | مرابط

الكاتب: أبو المعالي الجويني

1955 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

ومقدارُ غرضنا من ذلك: أنه قد يظن ظان أن حكم الأنام إذا عمهم الحرامُ حكمُ المضطر في تعاطي الميتة، وليس الأمر كذلك؛ فإن الناس لو ارتقبوا فيما يطعمون أن ينتهوا إلى حالة الضرورة، وفي الانتهاء إليها سقوطُ القوى وانتكاثُ المِرر، وانتقاضُ البنية، سيمّا إذا تكرر اعتيادُ المصير إلى هذه الغاية، ففي ذلك انقطاعُ المحترفين عن حرفهم وصناعاتهم، وفيه الإِفضاءُ إلى ارتفاع الزرع والحراثة، وطرائقِ الاكتساب، وإصلاح المعايش التي بها قوامُ الخلق قاطبةً، وقصاراه هلاكُ الناس أجمعين، ومنهم ذو النجدة والبأْس، وحفظةِ الثغور من جنود المسلمين، وإذا وهَوْا ووهنوا، وضعفوا واستكانوا، استجرأ الكفار، وتخللوا ديار الإسلام، وانقطع السلك، وتبترَّ النظام.

ونحن على اضطرار من عقولنا نعلم أن الشرع لم يرد بما يؤدي إلى بوار أهل الدنيا، ثم يتبعها اندراس الدين، وإن شرطنا في حق آحاد من الناس في وقائع نادرة أن ينتهوا إلى الضرورة، فليس في اشتراط ذلك ما يجر فسادا في الأمور الكلية، ثم إن ضعف الآحاد بطوارئ نادرة، إن جرّت أمراضًا وأعراضًا، فالدنيا قائمة على استقلالها بقوامها ورجالها، ونحن مع بقاء المواد منها نرجو للمنكوبين أن يسلموا ويستلبوا عما بُلوا به.

 


 

المصدر:

  1. أبو المعالي الجويني، غياث الأمم في التياث الظلم
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الجويني #غياث-الأمم
اقرأ أيضا
قضايا يدور حولها الجدل: الحرية | مرابط
أباطيل وشبهات فكر مقالات

قضايا يدور حولها الجدل: الحرية


إن رسالة الرسل كان فيها من معاني الحرية ما هو أكثر من ذلك وهي تخليص الإنسان من معاني العبودية الخفية التي لا يشعر بها كالخضوع للمال وعبادته أو للشهوة وعبادتها وفي هذا المقال يقف بنا المؤلف على مفهوم الحرية لفحص ما أثارته من الجدل وتوضيح معناها السليم

بقلم: أحمد يوسف السيد
1809
في الفرق بين الحكم والفتوى | مرابط
فكر

في الفرق بين الحكم والفتوى


تخيل أن تذهب إلى شيخمفتي في عام 2000م فتسأله عن حكم ارتداء قميص عليه ألوان قوس قزح أو جعلها شعارا لشركتك أو متجرك. ثم تذهب لنفس المفتي في عام 2022 م لتسأله نفس السؤال. ثم يشاء الله أن تنحسر الغمة قبل عام 2040م أو أن يتغير شعارها وينفصل تماما عن قوس قزح فتذهب لنفس المفتي- أطال الله بقاءه وبقاءك- فتسأله نفس السؤال.

بقلم: معتز عبد الرحمن
241
الاشمئزاز الشافعي من شبهات المتكلمين | مرابط
مناظرات

الاشمئزاز الشافعي من شبهات المتكلمين


في ذيل مناقب الشافعي للبيهقي ذكر مناظرة الإمام الشافعي مع بشر المريسي وفيها أن بشر المريسي سأل الشافعي سؤالين فلما أجابه الشافعي جوابا شافيا عنهما قال بعدها: وإن قلب امرئ لا يشمئز من سؤاليك هذين: لقلب بعيد من بركات اليقين.

بقلم: د. تميم بن عبدالعزيز القاضي
487
ذروا ظاهر الإثر وباطنه | مرابط
اقتباسات وقطوف

ذروا ظاهر الإثر وباطنه


نهى الله عباده عن اقتراف الإثم الظاهر والباطن أي: السر والعلانية المتعلقة بالبدن والجوارح والمتعلقة بالقلب ولا يتم للعبد ترك المعاصي الظاهرة والباطنة إلا بعد معرفتها والبحث عنها فيكون البحث عنها ومعرفة معاصي القلب والبدن والعلم بذلك واجبا متعينا على المكلف

بقلم: عبد الرحمن السعدي
315
أيام الصبر | مرابط
تفريغات

أيام الصبر


أهل العلم قالوا: ليس من الممكن أن يستوي من وقف أيام الشدة وأيام الفاقة وأيام الذلة ولما قل الناصر: وقف في ظهر النبي ليقول: أنا هنا مالي موجود وأنا موجود! أنا لن أتخلى عنك! وشخص آخر جاء وقت الرخاء.. نحن الآن في نفس هذه الأيام اليوم الدين ليس له أحد دين الله ليس له أحد الناس تعيش لحياتها أنت تصلي لنفسك وليس لدين الله أنت تصوم لنفسك وليس للدين الدين كل يوم ينقص.

بقلم: محمد سعد الشرقاوي
535
جمالية الأمومة | مرابط
مقالات المرأة

جمالية الأمومة


الأمومة في الإسلام مفهوم خاص وكذلك سائر مفاهيم الأسرة كالأبوة والبنوة والعمومة والخؤولة ... إلخ. يخطئ من يظن أن تلك المصطلحات كما وردت في النصوص الشرعية من كتاب وسنة هي بالمعنى البيولوجي التناسلي فقط! كلا! إنها مفاهيم تعبدية! فالأبوة بالمعنى الجنسي أو الأمومة بالمعنى التناسلي كلاهما مفهوم بيولوجي له دلالة جنسية يشترك فيها بالتساوي الإنسان مع سائر البهائم والحيوانات الأهلية والوحشية!

بقلم: فريد الأنصاري
442