وإذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله، حين زعم أنه في كل مكان، ولا يكون في مكان دون مكان، فقل له: أليس كان الله ولا شيء؟ فسيقول: نعم.
فقل له: حين خلق الشيء هل خلقه في نفسه أو خارجا عن نفسه؟
فإنه يصير إلى ثلاثة أقاويل:
واحد منها: إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه = كفر، حين زعم أنه خلق الجن والشياطين وإبليس في نفسه.
وإن قال: خلقهم خارجًا عن نفسه، ثم دخل فيهم = كان أيضًا كفرًا، حيث زعم أنه في كل مكان وحش قذر ردي
وإن قال: خلقهم خارجًا عن نفسه ثم لم يدخل فيهم = رجع عن قوله أجمع، وهو قول أهل السنة (1)
تعليق شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، على كلام الإمام أحمد:
وهذه القسمة حاصرة كما ذكره أحمد: أنه لا بد من قول من هذه الأقوال الثلاثة (2)
المصدر:
- أحمد بن حنبل، الرد على الزنادقة والجهمية، ص40
- شيخ الإسلام ابن تيمية، بيان تلبيس الجهمية، 550/2