رسالة المصلح

رسالة المصلح | مرابط

الكاتب: أحمد يوسف السيد

253 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

لا تنحصر رسالة المصلح الصادق في (منبر) معين، ولا في مساحة محددة، بل هي متصلة بأنفاسه، لا تنقطع إلا بانقطاعها.

إن البرامج التعليمية، والحسابات النافعة ونحوها، ليست إلا (وسائل) يتخذها المصلح للدعوة إلى الله تعالى ونفع الناس، وقد يظن البعض أن هذه (الوسائل) إنما هي الصورة الوحيدة لقيام المصلح برسالته، وأن انقطاعه عنها لأي سبب يعني انتهاء رسالته، وتوقف مشاريعه = وهذا غير صحيح.

إن المصلح الصادق لا تغره أرقام المتابعين، ولا أعداد المشاهدين، ولا كثرة المنتسبين لبرامجه، إذ إن نجاحه الحقيقي هو في تحقيق عبوديته لله تعالى بالقيام بدينه، وتبليغ العلم النافع، والإصلاح ما استطاع، ثم إن بارك الله له فيما قدم فانتفع به الناس فهو يدرك أن هذا الفتح والبركة إنما هي من الله سبحانه وتعالى فيحمده ويشكره، ويفرح بنعمة الله عليه وعاجل بشراه له.

ثم إن المصلح الصادق لا (ييأس) ولا (يُحبط) إن عرض له عارض أو مانع في (وسيلة) من (وسائل) دعوته إلى الله، فضلا عن أن ينقلب على عقبيه؛ لأنه يتعامل مع الله سبحانه في رسالته، ويسلّم له، ويستسلم لأقداره، ويتحرى ما يرضيه في كل أحواله.

فالمصلح لا يتعامل مع وسائل الدعوة على أنها (دكاكين تجارية) إن توقف منها شيء = خسر تجارته وقلت أرباحه؛ لأنه قد دخل في تجارة لا خسارة فيها البتة،، وهي التجارة مع الله سبحانه: (هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) وقال سبحانه: (فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به)

فالمصلح الصادق القائم بأعباء الدين يضع نصب عينيه هذه الآية وهو قائم على تجارته الرابحة مع ربه سبحانه؛ وهي قوله: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد)

فالحمد لله على دينه
والحمد لله على كتابه
والحمد لله على نبيه ﷺ
والحمد لله على نعمه
والحمد لله على جلاله وكبريائه وعظمته.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#رسالة-المصلح
اقرأ أيضا
لمحات من سيرة البخاري | مرابط
اقتباسات وقطوف

لمحات من سيرة البخاري


قال البخاري: فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك ووكيع وعرفت كلام هؤلاء يعني: أصحاب الرأي وبين يديكم مقتطف بديع من مقدمة فتح الباري المسماة هدي الساري لابن حجر العسقلاني ينقل فيها بعض الأخبار عن سيرة الإمام البخاري رضي الله عنه

بقلم: ابن حجر العسقلاني
653
ذكر الربا وآكله في السنة | مرابط
تفريغات

ذكر الربا وآكله في السنة


الربا من السبع الموبقات ودليل ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين والحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا السبع الموبقات قيل: وما هي يا رسول الله؟! قال: الشرك بالله والسحر

بقلم: سعيد بن مسفر
305
التنكيت على الطقس؟ | مرابط
مقالات

التنكيت على الطقس؟


يقول الدكتور إياد قنيبي: مع استمرار الشتاء أكثر من المتوقع هذا الفصل والحمد لله سمعت من اثنين من الإخوة عبارات لم أرتح لها فاستفتيت صديقا لي من أهل العلم فيهما وأود مشاركتكما الفائدة.. وهذا مقال موجز فيه تعليق على إشكالية التنكيت على الطقس.

بقلم: د. إياد قنيبي
361
شبهة الأخطاء اللغوية في القرآن: نصب الفاعل | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة الأخطاء اللغوية في القرآن: نصب الفاعل


يعلق بعض المشككين حول الآية وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما قال: ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين حيث ووقع بصرهم على كلمة الظالمين وصورت أوهامهم أن فيها خطأ نحويا لأنها عندهم فاعل والفاعل حكمه الرفع لا النصب فكان حقه أن يكون هكذا: لا ينال عهدى الظالمون لأنه جمع مذكر سالم وعلامة رفعه الواو وبهذا تخيلوا بل توهموا أن القرآن لا سمح الله قد أخطأ فنصب الفاعل الظالمين ولم يرفعه الظالمون هذا هو منشأ هذه الشبهة وبين يديكم الرد عليها

بقلم: مجموعة كتاب
878
حول مشروع الجندر | مرابط
الجندرية

حول مشروع الجندر


تدور الفكرة الرئيسية لمفهوم الجندر حول أن صفاتنا النفسية والاجتماعية وأدوارنا لا تولد معنا بل نكتسبها من خلال التربية والثقافة المحيطة وأن الاختلاف الطبيعي الوحيد بين الذكر والأنثى هو في تلك الوظيفة الإنجاب أما الاختلافات الأخرى من حيث الطباع أو الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها كل من الذكر والأنثى فهي ليست مرتبطة بالاختلافات البيولوجية أو الفيزيولوجية الموجودة في جسد كل منهما بل بسبب عوامل اجتماعية صنعها البشر أنفسهم

بقلم: الحارث عبد الله بابكر
378
تأصيل موجز حول إشكالية المعازف | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين

تأصيل موجز حول إشكالية المعازف


بين يدي القارئ مجموعة من التغريدات لإبراهيم السكران حول موضوع المعازف حاول فيها تأصيل المسألة بشكل موجز وسريع وأشار إلى عدد من المصادر لمن أراد الاستزادة في هذه المسألة ثم تم جمع هذه التغريدات لما فيها من فائدة على وجازتها واختصارها

بقلم: إبراهيم السكران
2352