إذا كانت البنت ستقضي زهرة عمرها في التنقل بين المدرسة ومراكز الدروس، في حالات (وبين حلقات التحفيط في المسجد)، ثم تعود البيت منهكة من التعب، تجد أمها قد أعدت كل شيء، وتقول لها العبارة المشهورة: (أنا متحملة عند الحاجات دي عشان تاخدي بالك من مذاكرتك وحالك ..).
وكنوع من النصاااحة تكمل: (بس خلي بالك بعد كده لازم تتعلمي كل الحاجات دي يا هانم)
ويأتي الرد المحفوظ (حاااضر يا مامااا، ربنا يخليك)
مع انتهاء فترة المرحلة الإعدادية، قد البنت قد بلغت وبدأت هرموناتها تشتغل عليها وعلى اللي خلفوها، وبدأت أحوالها تختلف عن الطفلة التي كانت تسمع وتطيع.
تدخل مرحلة الثانوية، فيتحمل البيت أي عبء يعكر صفو هذه المرحلة المقدسة البائسة حتى تتمكن من المذاكرة عشان تجيب مجموع تدخل به كلية كويسة.
مع الوقت تتعود البنت على التنقل بين الأماكن، ويحصل لها نوع تحمل وتعود على هذا الجهد، بخلاف أي عمل من أعمال البيت، مهما كان تافها في الأساس.
وتبدأ مرحلة البحث عن قرة العين وانتظار الفرج.
المشكلة لم تأتي بعد..
هذه الفتاة التي قضت قرابة عشرين عاما بعيدا عن أعمال البيت وتدبيره ومسئوليته، (بمجرد أن ترتبط وتتزوج) [هل ستتحول مرة واحدة إلى حب الاستقرار والقرار في البيت وخدمة الزوج والأولاد وتأسيس بيت صالح، ورعاية زوجها وأولادها والاهتمام بنظافتها الشخصية في طورها وكل هذه الأمور؟]
اقرأ السؤال مرة أخرى من فضلك.
** ج/ المشكلات الطافحة ليل نهار ووجبات الإندومي والأكل خارج البيت، والحديث عن غياب بديهيات شخصية جدا في يوم المرأة المسلمة يوضح أن الإجابة: (لا)
بطبيعة الحال البيوت ليست سواء لكن هذه مشكلة تختلف باختلاف البيوت لكن أصلها موجود ومنتشر.
** ما الحل؟
الحل أن تربي البنت كـ "أنثى"، كـ "زوجة صالحة"، كـ "أم"، كما كانت التربية، كانت البنات يلعبن بالعرائس دور الأمهات ويهتممن لها، لم يكن يلعبن (بابجي)، ولا تقضي وقتها على وسائل التواصل.
الدراسة: وسيلة وليست غاية، أوبشن، ليست منهج حياة، وليست هي كل الحياة،
لكن من الغباء أن تربي البنت للمذاكرة والوظيفة والتفوق والمنافسة وفي الآخر تقولها ممكن تخلي بالك من بيتك؟
هتقولك خلي بالك منه أنت، أنا متعلمة أحسن منك، وشغالة في كارير أفضل، وباخد مرتب أعلى.
الخلاصة بعد كل هذا التطويل: ما نفعله في حياة أبنائنا في سنهم المبكرة يمكن أن نعنون له بعنوان: كيف تقضي على حياة أولادك المستقبلية؟
فاتقوا الله وأصلحوا ما بين أيديكم.