ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: هلاك أمتى في ثنتين، وذكر في أحد هذين الأمرين: الكتاب، يعني القرآن؛ فلما سُأل النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يكون هلاك الناس بالقرآن؟ قال: يقرأونه فيتأولونه على غير وجهه.. يتأولونه على غير وجهه، ولذلك تجد في زماننا هذا أكثر من أي زمان قبلنا، وفي الزمان القريب أكثر مما كان في الزمان الذي قبله إلى أن نصل إلى القرون الفاضلة.
تجد من غرائب التفاسير وعجائب التأويل، ومن الأمور التي تقشعر لها جلود المؤمنين من أناس يتجرأون على كلام الله عز وجل، ويقولون فيه بظنهم وحدسهم، ويقولون فيهم بجهل لا بمجرد الظن
وقد دُوِّن في الخبر أن من قال في كتاب الله بظنه فأصاب = فقد أخطأ، أي فهو آثم وإن وفق للصواب.
ولذلك لو تأملت في طريقة السلف الصالح رضوان الله عليهم في تحرزهم وتخوفهم من أن يأتوا بقول لم يسبقوا إليه في كتاب الله عز وجل لرأيت عجبًا.. فهذا صديق الأمة، وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر الناس ملازمة له، أبو بكر الصديق، يُسأل عن آية في كتاب الله عز وجل، فيقول: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم.
لقد ضرب لنا أبو بكر الصديق أروع الأمثلة في التورع عن القول في تأويل في كتاب الله عز وجل وتفسيره بالظن والجهل، ولذا فإن المسلم يجب عليه أن يتقي الله في تفسير كلام الله وأن ينظر فيه بلسان العرب وبمراد الله تعالى الذي كشفه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم.