شبهة حول اسم مريم أم المسيح عليه السلام في القرآن الكريم

شبهة حول اسم مريم أم المسيح عليه السلام في القرآن الكريم | مرابط

الكاتب: محمد عمارة

1356 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

الشبهة:

يسمى القرآن والدة المسيح - عليه السلام - باسم (أخت هارون) [19: 28] ، ولعل محمدًا - صلى الله عليه وسلم - خلط بين مريم أم المسيح ومريم أخرى كانت أختًا لهارون، الذى كان أخًا لموسى - عليه السلام - ومعاصرًا له، ولا يوجد مثل هذا التناقض فى الكتاب المقدس.

 

الجواب:

يتحدث القرآن الكريم عن مريم أم المسيح - عليهما السلام - باسم (أخت هارون) ، وذلك فى سورة مريم، فيقول مخاطبًا إياها فى الآية 28: (يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيًا) وليس لهذه التسمية ذكر فى الإنجيل..

بل الثابت - فى القرآن والأناجيل - أن مريم هى ابنة عمران (ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها) [التحريم 28]..

وعمران هذا هو من نسل داود - عليه السلام - أى من سبط ونسل يهوذا، وليس من سبط ونسل هارون (سبط اللاويين).. فكيف دعاها القرآن (أخت هارون)؟..

هذا هو التساؤل والاعتراض الذى يورده البعض شبهة على القرآن الكريم..

والحقيقة، التى تُفهم من السياق القرآنى، أن تسمية مريم ب- (أخت هارون) ، ليست تسمية قرآنية، وإنما هى حكاية لما قاله قومها لها، وما خاطبوها ونادوها به عندما حملت بعيسى عليه السلام، عندما استنكروا ذلك الحمل، واتهموها فى عرضها وشرفها وعفافها.. فقالوا لها: (يا مريم لقد جئت شيئًا فريًا. يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيًا) [مريم: 27، 28]..

فلماذا نسبها قومها إلى هارون؟

يختلف المفسرون فى التعليل.. فمنهم من يقول: إن هارون - المشار إليه - كان رجلًا فاسقًا، اشتهر فسقه، فنسبها قومها إليه، إعلانًا عن إدانتهم لها..

ومن المفسرين من يقولون: إن هارون هذا كان رجلًا صالحًا مشهورًا بالصلاح والعفة.. فنسبها قومها إليه سخرية منها، وتهكمًا عليها، وتعريضًا بما فعلت، واستهزاء بدعواها الصلاح والتقوى والتبتل فى العبادة، بينما هى - فى زعمهم - قد حملت سفاحًا.

وقيل: إنه كان لها أخ من أبيها اسمه هارون، وكان من عباد وصلحاء بنى إسرائيل، فنسبوها إليه.. واسم هارون من الأسماء الشائعة فى بنى إسرائيل.. [انظر فى ذلك قصص الأنبياء ص 383، 284، والقرطبى ج 11 ص 100، 101، والكشاف ج 2 ص 508]..

والشاهد من كل ذلك أن هذه التسمية لمريم ب- (أخت هارن) ليست خبرًا قرآنيًا، وإنما هى حكاية من القرآن الكريم لما قاله قومها.. وهذه الاحتمالات التى ذكرها المفسرون تعليلًا لهذه التسمية هى اجتهادات مستندة إلى تراث من التاريخ والقصص والمأثورات.

 


 

المصدر:

محمد عمارة، شبهات حول القرآن الكريم، ص8

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#شبهات-حول-القرآن
اقرأ أيضا
شبهات حول القرآن الكريم | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين مقالات

شبهات حول القرآن الكريم


يناقش هذا المقال بعض الشبهات والأباطيل المثارة حول القرآن الكريم ومن أبرزها: ادعاء وجود أخطاء لغوية في نص القرآن الكريم وادعاء وجود أخطاء علمية أو آيات مخالفة لأمور علمية ثابتة والأخير هو ادعاء وقوع التناقض في نص القرآن والكاتب أحمد يوسف السيد يرد على هذه الشبهات الثلاث بالدليل الدامغ

بقلم: أحمد يوسف السيد
2324
ثقافة عالمية | مرابط
اقتباسات وقطوف

ثقافة عالمية


فكرة الثقافة العالمية التي يتوحد تحت مظلتها الناس جميعا هي فكرة موهومة لا يمكن تطبيقها في الواقع ولا ترمي إلا لهدف واحد فقط وهو إخضاع الأمم جميعا لثقافة واحدة وهي ثقافة الغرب الذي هيمن على كل شيء تقريبا

بقلم: محمود شاكر
1993
نتن الملاحدة | مرابط
الإلحاد

نتن الملاحدة


وما شأن الملحدة إن تكفر تملأ صفحتها بصور عارية لها أو لنساء ورجال يفحشون ببعضهم البعض ولا تتحدث إلا بالإقذاع والزور على أمهات المؤمنين والإفك والبهتان على المحجبات والصالحين وتفح حقدا ولا تطيق صبرا أن تبيد حواضر الإسلام ويذل أهله

بقلم: عمرو عبد العزيز
392
إن الله خلق آدم على صورته | مرابط
اقتباسات وقطوف

إن الله خلق آدم على صورته


هذا الحديث النبوي الشريف إن الله خلق آدم على صورته أشكل على كثير من الناس وتأوله البعض على غير مراده فيما يخص صورة آدم عليه السلام وبين يديكم مقتطف من مختصر تاريخ ابن عساكر جاء فيه تفسير هذا الحديث والمراد بلفظ على صورته

بقلم: ابن عساكر
1222
الرد على المفوضة الجزء الثالث | مرابط
تفريغات

الرد على المفوضة الجزء الثالث


وردت الكثير من الشبه حول مسألة التفويض في آيات الصفات ونسبتها إلى أهل السنة وعقيدة السلف في هذه ذلك هو الإيمان بالمعنى وتفويض الكيف أما المعطلة فيظهر فساد مذهبهم في ذلك وتأثرهم بعلم المنطق وبين يديكم تفريغ لمحاضرة للشيخ الألباني يرد فيه على المفوضة وعلى من نسب عقيدتهم إلى السلف

بقلم: الشيخ الألباني
705
فضيلة شهر شعبان | مرابط
تفريغات

فضيلة شهر شعبان


فمن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهتم بشهر شعبان ما لا يهتم بغيره ولهذا روى النسائي والإمام أحمد من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله رأيتك تكثر من صيام شعبان أكثر من صيامك شهر رجب فقال: صلى الله عليه وسلم: ذاك شهر بين رجب ورمضان وهو شهر تغفل الناس عنه وهو شهر أحب أن أصوم فيه وهو شهر ترفع فيه الأعمال فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم

بقلم: عبد الله بن ناصر السلمي
333