خدمة المرأة لزوجها في المذهب المالكي

خدمة المرأة لزوجها في المذهب المالكي | مرابط

الكاتب: قاسم اكحيلات

3436 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

اعلم رحمني الله وإياك أن العلاقة الزوجية لا تحتاج إلى كل هذا، فهي تقوم على المحبة والود وكل يفعل ما فطر عليه وجُبل، لكن الدعوة المعاصرة التي تأثرت بالفكر النسوي تريد هدم البيوت وإيقاع المسلمات في حرج كبير كما سترى.

 

الفقه يؤخذ بشموليته، ولا يحل الانتقاء، وإلا وقع المرء في الفسق واللعب بأمور دينه، قال الإمام الشاطبي:«فإذا صار المكلف في كل مسألة عنت له يتبع رخص المذاهب، وكل قول وافق فيها هواه؛ فقد خلع ربقة التقوى، ‌وتمادى ‌في ‌متابعة ‌الهوى، ونقض ما أبرمه الشارع وأخر ما قدمه، وأمثال ذلك كثيرة». [الموافقات (3/ 123)].

 

ومسألة خدمة المرأة لزوجها نأخذها بهذا الشمول:

  • المذاهب الأربعة على أنه لا يجب على الزوجة خدمة زوجها، لكن المالكية لم يطلقوا هذا، وإنما فرقوا بين الشريفة والوضيعة.
    فالشريفة عندهم هي ذات القدر من ذوات الحسب كبنات الأمراء والأعيان ممن لها خدم تأمرهم وتنهاهم في بيت والدها. والوضيعة عسكها. ولا يعتبر وصفا قدحيا فهو مصطلح فقهي عندهم لا يحمل على المصلطح المعاصر.
    وهذا ما لا يقوله فقهاء المالكية في عصرنا مراعاة لمشاعرها، ولن تحب سماعه المرأة الداعية المتأثرة بالفكر التغريبي، قال الحطاب: «يعني أنه يجب على الزوج إخدام الزوجة إذا كانت أهلا للإخدام لشرف قدرها وكون مثلها لا يخدم». [مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (4/ 184)].
    فالمالكية يقولون أن التي كانت لا تخدم في بيتها أبيها هي التي لا يجب عليها. قال زروق: «(‌وإخدام ‌أهله) بأن يجعل متسع الحال لزوجته من يخدمها إن كانت أهلا لذلك بأن تكون من ذوات القدر اللاتي خدمتهن في البيت الأمر والنهي». [شرح الزرقاني على مختصر خليل وحاشية البناني (4/ 441)]. فمن العجيب أن تأتي من تعمل في بيت أبيها تطبخ وتكنس ثم لا تريد خدمة زوجها وتدعي أنها مالكية !.

 

  • يرى جماهير الفقهاء أن الزوج لا يجب عليه علاج زوجته، وهذا من شمولية الفقه، وهذا قول المذاهب الأربعة ومنهم المالكية، جاء في الفواكه: «ولا يلزمه لها ‌الدواء ‌لمرضها ولا أجرة نحو الحجامة ولا المعالجة في المرض». [الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (2/ 23)]. فانظر كيف يعالج الفقهاء الأمر بشمول تام، الشريفة عند المالكية لا تخدم وفي المقابل لا يلزمه علاجها، لكن في مقابل الفكر الدعوي النسوي لا تخدمه ويعالجها أيضا !.

 

  • يرى المالكية أن التي لها حق السكن المستقل هي ذات القدر، أما الوضيعة فلا حق لها، قال خليل: «ولها الامتناع من أن تسكن مع أقاربه ‌إلا ‌الوضيعة». [مختصر خليل (ص136)]. قال الشارح: «(إلا) الزوجة (الوضيعة) بالضاد المعجمة والعين المهملة، أي الدنية القدر فليس لها الامتناع من سكناها مع أقاربه المتيطي إلا أن يتحقق الضرر فيعزلها عنهم». [منح الجليل شرح مختصر خليل (4/ 395)].

 

فالداعيات المتأثرات بالنسوية ممن يدعين تمسكهن بالمذهب المالكي في الحقيقة يهدمن البيوت، ولو تركن البيوت على ما عهدناه عليها من وفاء وتضحية دون مبالاة بهذه الأمور ما وقعت المسلمة المسكينة في هذا الحرج الكبير، حتى صارت العلاقة بين المسلم والمسلمة علاقة صراع. فإن كن مالكيات فهذا هو المذهب المالكي الذي ألزمن به أنفسهن، بيناه للمسلمة حتى تعلم الحرج الذي أوقعنها فيه، إذ الغرض ليس هو المذهب وإنما خراب البيوت بانتقاء نصف المذهب

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
إنهم يبرمجونك! | مرابط
اقتباسات وقطوف

إنهم يبرمجونك!


إنهم يبرمجونك يا رجل عن بعد إنه تتم برمجتك يا رجل! تشاهد هذا في الأخبار فتقول: لقد شاهدت هذا في الأخبار.. إنها حقيقة.. لا ليست كذلك إنها هراء! نعم إن هذه هي حقيقة هذا الجهاز المسمى بالتلفاز إنه يقوم ببرمجة عقولنا إنه يقوم بقصف العقل بمجموعة هائلة من الصور بدون تسلسل منطقي لها

بقلم: محمد علي فرح
418
شبح الحروب الصليبية الجزء الأول | مرابط
تاريخ مقالات

شبح الحروب الصليبية الجزء الأول


إذا أردنا أن نقف على الأسباب الحقيقية للعداء البغيض الذي تحمله أوروبا ويحمله الغرب تجاه الإسلام علينا أن نرجع عدة خطوات إلى الخلف إلى الماضي الذي شكل معالم المدنية الأوروبية وتشربه الرجل الأبيض وتوارثه مع مرور الوقت سنقف هنا أمام الحروب الصليبية لندرك أثرها على الهوية الأوروبية فيما يخص الإسلام فكما يقول المؤلف: يمكننا أن نقول من غير أن نوغل في المبالغة أن أوروبة ولدت من روح الحروب الصليبية لقد كانت ثمة قبل ذلك الزمن أنكلو سكسون وجرمان وفرنسيون ونورمان وإيطاليون ودنماركيون وسلاف ولكن في أثن...

بقلم: محمد أسد
2170
من علامات الساعة: ضياع أمانة الدين ج3 | مرابط
تفريغات

من علامات الساعة: ضياع أمانة الدين ج3


إن الأمانة اسم عام لكل تكليف كلفناه ربنا تبارك وتعالى أو الرسول عليه الصلاة والسلام كما في قول الله عز وجل:إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولاالأحزاب:72 فالأمانة هي كلمة: لا إله إلا الله بتكاليفها هذه هي التي أشفقت السماوات والأرض والجبال عن حملها ومن علامات الساعة ضياع الأمانة وبين يديكم تفريغ لجزء من محاضرة للشيخ أبو إسحق الحويني يتحدث فيه عن ضياع الأمانة في زمننا

بقلم: أبو إسحق الحويني
673
اللسان العربي والعلوم العقلية | مرابط
لسانيات

اللسان العربي والعلوم العقلية


تغيرت طبيعة التعبير اللغوي بتأثير من العلوم العقلية المتغلغلة في الأمة وقد ظهر هذا الأثر في مجالين كبيرين: الأدب والعلوم الشرعية وهناك الكثير من الشواهد التي لا تحصى على تغير اللسان وابتعاده عن اللسان الأول بسبب تأثر العبارة الشرعية بالمنطق اليوناني خصوصا وبالعلوم العقلية عموما

بقلم: البشير عصام المراكشي
608
لماذا يختلف العلماء | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات

لماذا يختلف العلماء


إذا كان الوحي موجود محفوظ بين يدي العلماء فلماذا ينشأ بينهم الخلاف وماذا يجب على المسلم أن يفعل تجاه هذه الخلافات وكيف يتعامل معها كل هذه التساؤلات تدور في أذهاننا بين الفينة والأخرى وفي المقال إجابة عليها جميعا للكاتب أحمد يوسف السيد

بقلم: أحمد يوسف السيد
2256
دين المؤتفكات: النسوية الجزء الثاني | مرابط
النسوية الجندرية

دين المؤتفكات: النسوية الجزء الثاني


إن الموجة الجندرية المتصاعدة في هذه الأيام والتي تدعو إلى عدم اعتبار الهوية الجنسية البيولوجية الذكر والأنثى وإنما تدعو إلى هوية جندرية جديدة مصنوعة قد يرى فيها الرجل أنه امرأة والعكس قد تشعر فيها المرأة أنها تريد أن تصبح رجلا وتؤدي دوره الاجتماعي كاملا أي أن الجنس لا دلالة له ومن حق الرجل والمرأة اختيار الدور الاجتماعي المفضل وفقا للهوية الجندرية وهذه الموجة التي تدعو إلى تقنين الشذوذ واللوطية وإطلاق الحريات الجنسية لم تصعد إلا على أكتاف الحركة النسوية ومبادئها وأفكارها التي آلت إلى الفلسف...

بقلم: عمرو عبد العزيز
2233