مجاراة الموضة والعالم الافتراضي

مجاراة الموضة والعالم الافتراضي | مرابط

الكاتب: محمد علي فرح

507 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

يظلّ كثير من الناس على نفورهم من تلك التقليعات الجديدة، مثل البلاك بيري، والآي فون، والآي باد، وتويتر وسكايب، وماي سبيس، وكتاب الوجوه، فمنهم من يبقى وفيًّا لمبدئه، ويبقى على نفوره، ومنهم من يُقرر تجريب هذه التقليعات؛ لعلّه يجد فيها ما يُبرّر ما يحيط بها من ضجيج وتهافت، ومن الذين يجربون كتاب الوجوه من يجد فيه وفي غيره نفعًا فيقيم فيه، ومنهم من يندم على ما أنفق فيه من وقت بلا طائل، ويعود إلى سابق عهده من القطيعة معه، ومع غيره من المجتمعات الافتراضية.

وفي نهاية الدراسة التي قام بها الدكتور محمد مزيد، فقد قام بعرض الآراء حول سؤال هو: هل من الممكن استبدال المجتمع الافتراضي بالواقعي؟

فيقول: إنه لا يجب أن يحدث هذا، ويجب التمسك بالعالم الواقعي، والحذر من المخاطر التي يحتوي عليها المجتمع الافتراضي، ويوضّح أن الناس في كلّ بقاع العالم يقومون بالبحث عن كنوز العالم الافتراضي بينما ننشغل نحن في العالم العربي بالبحث عن القمامة

إن المجتمع -كما نعرفه، وكما يعرفه التاريخ- لم يعد له وجود، نعم؛ لقد تلاشت الصورة التي كان عليها المجتمع الذي نعرفه، أو قل: إنها تتلاشى بانتهاء الجيل الذي شهد المجتمع الحقيقي الذي كانت المعرفة أهم سماته، والفكر قوامه، والعلاقات الحقيقية هي التي كانت تربط أفراده، سواء على مستوى العائلات أو الصداقة أو غيرهما.

والحقيقة أن المجتمع اليوم هو مجتمع افتراضي، أو قل: يتجه نحو شكل المجتمع الافتراضي، لا روابط بين أفراده إلا تلك الروابط التي أنشأتها الشبكة الاجتماعية الافتراضية الزرقاء، فهي الآن تعد وسيلة الاتصال الأساسية بين البشر وغيرها، تشكل وسائل إضافية؛ ﻷنه لم يعد هناك لوازم اجتماعية لوجود اتصال بين الناس، فلا يلزم من كون الفرد الذي ستتصل به أن يكون جارا لك، صديقًا يسكن في مكان قريب منك، أو أحد أفراد العائلة الذين حضروا للاطمئنان، وتبادل الأخبار، والمكوث لتناول وجبة الغذاء، وشرب الشاي...، هذا الشكل الجديد للمجتمع الافتراضي لا يمكن وصفه بحال أنه مجتمع حقيقي.

 


 

المصدر:

محمد علي فرح، الإعلام وضبط المجتمع، ص238

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
كيف تنمي مهارة الحفظ؟ | مرابط
مقالات ثقافة

كيف تنمي مهارة الحفظ؟


وأما الهمة وإدمان النظر فقد سئل الإمام البخاري رحمه الله عن دواء للحفظ فقال: لا أعلم شيئا أنفع للحفظ من نهمة الرجل ومداومة النظر وأهل العلم كان يكررون قراءة الكتاب الواحد مئات المرات فمثلا نجد الإمام المزني رحمه الله يقول: قرأت الرسالة خمسمائة مرة ما من مرة إلا واستفدت منها فائدة جديدة

بقلم: محمد سالم بحيري
204
لا خير في كثير من نجواهم | مرابط
اقتباسات وقطوف

لا خير في كثير من نجواهم


قرأ الإمام اليوم فينا آية انهمرت مع حروفها أمام ناظري كثير من السجالات الفكرية المعاصرة يسكبون ساعات المقاهي في نقاشات فكرية متشعبة تسمع شرارتها الأولى وتغيب البقية وسط الضجيج والله يقول: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس فيا ضيعة الأعمار

بقلم: إبراهيم السكران
422
فضائل سورتي الفلق والناس | مرابط
تفريغات

فضائل سورتي الفلق والناس


فمعلوم أن التعوذ هو الالتجاء وهو أيضا نوع من أنواع الرقية والدعاء فيكتفي الإنسان بذلك فتكون حينئذ رقية وتكون كذلك أيضا تعوذا من الجان وكذلك أيضا تعوذا من العين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان ويتعوذ من العين فلما نزلت اكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما

بقلم: عبد العزيز الطريفي
4109
آراء المذاهب الفقهية في اختلاط الرجال بالنساء | مرابط
تعزيز اليقين إنفوجرافيك المرأة

آراء المذاهب الفقهية في اختلاط الرجال بالنساء


اهتمت المذاهب الفقهية بشكل بالغ بمسألة الاختلاط بين الرجال والنساء ويبدو أن معالجة الموضوع تكررت وترددت في مختلف الكتب المعتمدة في المذاهب وبين يديكم نضع بعض النقولات من المذاهب الفقهية فيما يخص موضوع الاختلاط ونعرضه في شكل إنفوجراف تيسيرا على القراء

بقلم: إبراهيم السكران
1303
الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف | مرابط
مقالات

الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف


هذا البيت الذي غاب رجله عن الفعل والتربية سيخرج أبناء وبنات لا يستطعون إقامة بيوت سوية بصورة طبيعية لأنهم فقدوا الجزء التربوي الأهم في فترة التنشأة.الكلام على مرارته معروف نعيشه جميعا .. إذن ما الحل: الحل القريب: أن نحاول المحافظة على بنية الأسرة الطبيعية بكل ما نملك على روابطنا ببعضنا مهما كانت حالتنا المعيشية .. أن نوطن أنفسنا على التحمل في سبيل عدم خسارتنا لأنفسنا.

بقلم: محمد حشمت
330
الإيمان يزيد وينقص | مرابط
تعزيز اليقين تفريغات

الإيمان يزيد وينقص


محاضرة ماتعة للشيخ ابن عثيمين يجيب فيها عن سؤال طرح عليه: عرفنا في لقاءاتنا الماضية -وخاصة في اللقاء الماضي القريب- عرفنا الإيمان وعرفنا أركان الإيمان الستة وتحدثتم عنها الحديث الذي نرجو أن يكون فيه البركة للمستمعين لكن هناك سؤال لا بد من طرحه في هذا اللقاء وهو: هل الإيمان يزيد وينقص ونود أن نعرف بأي شيء تحصل الزيادة وبأي شيء يحصل النقصان

بقلم: ابن عثيمين
480