مشكلة الشر: المنهج المادي والتطور

مشكلة الشر: المنهج المادي والتطور | مرابط

الكاتب: م أحمد حسن

996 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

اعتماد الاعتراض الإلحادي بالنسبة لوجود الشر في العالم على افتراض مسبق لدى الملحد في أن البشر لا ينبغي أن يتألموا أو يُنبذوا أو يموتوا جوعًا أو ظلمًا، لكن الصادم هنا (للملحد طبعًا) هو أن آلية الانتخاب الطبيعي التطورية نفسها The Evolutionary Mechanism of Natural Selection تعتمد بصورة أساسية على القتل والإفناء والعنف من جانب القوي تجاه الضعيف! بل ويُعد هذا الأمر -وفقا لمنهج الإلحاد المادي والتطور- طبيعيًّا تمامًا، وهنا المفارقة والسؤال:

على أي أساس يحكم الملحد على الواقع في عالمنا الطبيعي بأنه ظالم أو مُجحف أو غير عادل على نحو لا ينبغي له أن يكون عليه؟

إن حُكم الملحد هنا لا يُترجم إلا لجوءه إلى شيء (أو جهة ما) غير طبيعية (أو فوق طبيعية، أو ما وراء الطبيعة) ليستمد منها مثل هذا الاعتراض على الطبيعة!

فاعتراضه على وجود الشر هو نفسه تمرد على الطبيعة التي (من المفترض) أنه ينتمي إليها ولا يعرف إلا مفرزاتها (والتي لا تشجع إلا الشر والظلم والألم كآلية للتطور أو النشوء والارتقاء)

لا يمكن للملحد طلب العدل في مقابل الظلم مثلًا إلا إذا كان لديه مسبقًا مصدر يوجب على المخلوقات كيف تعيش ليحتكم إليه وعليه يقيس، ومن هنا: فلا يوجد أي منهج أو فكر إلحادي أو لا ديني عمومًا فيه مثل هذا الوجوب أو الإلزام المُسبق، فحيث لا خالق لا يوجد افعل ولا تفعل.

كل شيء سيصير نسبيًّا حسب حاجة كل فرد لضمان بقائه ولو على حساب ظلم أو هلاك الآخرين (وهذا مطعن آخر في كيفية ظهور أخلاقيات التضحية والإيثار من رحم التطور)

 


 

المصدر:

م. أحمد حسن، أسس غائبة: 25 مسألة في مشكلة الشر، ص124

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#مشكلة-الشر #الإلحاد
اقرأ أيضا
بالمساواة يتحقق العدل | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات

بالمساواة يتحقق العدل


المساواة هي الشعار البراق اللامع الذي يرفعه الكثير من الناس ويقدمونها كأنها قيمة مثالية عليا متى تحققت صلح الواقع وبالتالي فلا يحق لأحد معارضتها أو إنكارها ولكن الحقيقة أن هذا الشعار البراق هو محض وهم فالمساواة ليست دائما حسنة ومن هنا يقف بنا المقال عند قيمة العدل وقيمة المساواة للتفريق بينهما وفهم ميدان عمل كل واحد منهما

بقلم: عبد الله بن صالح العجيري وفهد بن صالح العجلان
2288
تجربة محاكم التفتيش الأوروبية على الشواطئ الإسلامية | مرابط
تاريخ

تجربة محاكم التفتيش الأوروبية على الشواطئ الإسلامية


شكلت المكائد الأوروبية للنيل من المسلمين والتنكيل بهم وتهجيرهم من الأندلس بداية موجة صليبية ثانية بعد الموجة الصليبية الأولى التي شنتها على بلاد الشام ومصر القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين فحقد الإسبان والبابوية على المسلمين والرغبة في الانتقام منهم في الأندلس بعد سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس عام 1492م جعلهم يؤسسون ما سمي في الأدبيات التاريخية بمحاكم التفتيش التي حاولوا نقل تجربتها من مدن الأندلس إلى شواطئ شمال إفريقيا المسلمة في المراحل اللاحقة فما هي محاكم التفتيش

بقلم: علي محمد الصلابي
2370
عين الخصم! | مرابط
مقالات

عين الخصم!


عندما تحاور من يستشكل أو يشكك في أحكام الإسلام فلا يفوتنك شيء مهم وهو أن لدى بعض من تحاورهم خللا منهجيا يجب أن تسلط الضوء عليه لتظهر قوة موقفك فمثلا قد يسألونك عن سبب التحريم للحم الخنزير وفي خلفية سؤالهم أنهم يطلبون مصدرا معينا من المعارف وهو المصدر الحسي والتجريبي والواقع أن اختزال المعرفة في الحس والتجريب خلل منهجي سائد في الغرب

بقلم: د. طارق عنقاوي
416
التشكيك في الإسلام بسبب تأخر المسلمين | مرابط
أباطيل وشبهات فكر مقالات

التشكيك في الإسلام بسبب تأخر المسلمين


يردد كثير من الملحدين والمشككين في الإسلام هذه الأسئلة:لماذا يعيش العالم الإسلامي متأخرا عن العالم الغربي وعن الدول الإلحادية في الجوانب الصناعية والتقنية والعسكرية ألا يدل ذلك على عدم صحة الإسلام ولماذا يكثر القتل بين المسلمين في حين يعيش الملحدون بسلام وفي هذا المقال رد على هذه الإشكالية أو الشبهة

بقلم: أحمد يوسف السيد
1911
انشراح الصدر وأسبابه | مرابط
تعزيز اليقين

انشراح الصدر وأسبابه


وللمحبة تأثير عجيب في انشراح الصدر وطيب النفس ونعيم القلب لا يعرفه إلا من له حس به وكلما كانت المحبة أقوى وأشد كان الصدر أفسح وأشرح ولا يضيق إلا عند رؤية البطالين الفارغين من هذا الشأن فرؤيتهم قذى عينه ومخالطتهم حمى روحه

بقلم: ابن القيم
409
مصادر التنظير في التاريخ الإسلامي ج2 | مرابط
مقالات أبحاث

مصادر التنظير في التاريخ الإسلامي ج2


وكثير من المصادر الغربية يغلب عليها الطابع الحداثي في قراءة الأحداث التاريخية أو تحليلها ذلك أنها اعتبرت الشريعة مثل القانون والأمر ليس كذلك نشأت وتطورت تبعا لنمو المجتمع وتطوره فأخضعت كل مجريات تاريخ التشريع الإسلامي لهذا المبدأ! في حين أن الشريعة سابقة على وجود الدولة لا مسبوقة بها حاكمة للمجتمع لا محكومة به والذي يتطور إنما هو وعي الناس بها.

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
321