من جماليات الإسلام إنه لا يكبت طاقة عندك أبدًا، كلما كَبَت شهوة أو منع محرم؛ جعل تصريفها في مستحب تُؤجر عليه! تأمل مثلًا؛ حين كبت شهوة اللسان وأمرك بحفظه؛ كيف أتاح لك صرف الرغبة المحمومة في إطلاق لسانك؛ باستحضار معية الله؟!
إذا أغضبك أمر: "حسبنا الله ونعم الوكيل"
وإذا حزبك أمر: "لا حول ولا قوة إلا بالله"
وإذا ساءك أمر: "إنا لله وإنا إليه راجعون"
وإذا أعجبك أمر: "سبحان الله"، "ما شاء الله"
وإذا استفحشت أمرًا: "أعوذُ بالله"
وإذا أحسن إليك أحد: "جزاك الله خيرًا"، "أحسن الله إليك"
وإذا مات أحد: "رحمه الله وغفر له"
وهكذا..
أذكار خفية منسية غير مقيدة بزمن ولا سلوك، تربي النفس، وتهذب الطبع، وتصرف كيد الشيطان، وترسم إطارًا لعلاقاتك بالأحداث والناس؛ ترتد كلها في النهاية لعلاقتك بالله وتصورك عن الله.. فتَتذكر وتُذكِّر أن الحافظ هو الله، وأن الرزاق هو الله، والمنتقم هو الله، والذي يجزي عن المعروف هو الله، والموفق من وفقه الله، وأن المآل إلى الله..
حتى تصير كل ذرة فيك تتبتل بحق العبودية وتسبح في أعماقك بعظمة الله، امتثالًا لقولك: "خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي لله رب العالمين".. قال تعالى: "وتطمئن قلوبُهُم بذكر الله" أي تستقر وتَسكُن بمعرفته وإدراك أن الخير كله بيد الله.