من قصص المرأة الغربية

من قصص المرأة الغربية | مرابط

الكاتب: محمد العريفي

298 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

إن جولةً واحدة في مجتمعات الانحلال تكفي لإدراك ذلة النساء للرجال، فالمرأة هناك تشتغل حمالة حقائب في المطار، وعاملة نظافة في الطريق، ومنظفة حمام في الشركة. وإن كانت جميلة اشتغلت في مرقص أو بار، فهذا سكير يعربد بها، وذاك فاجر يعبث بجسدها، والثالث يتخذها سلعةً يتكسب منها.. فإذا قضوا حاجتهم منها صفعوا وجهها، أو ركلوها بأقدامهم، وإذا كبرت ألقيت في دار العجزة التي هي أشبه بالسجون أو المقابر!

 

عجبًا.. أهذه هي الحرية التي يعنونها؟! والله لئن كنا نتألم لمصاب مسلمة في الفلبين ، وأخرى في كشمير ، فإن المرأة هناك لا تجد من يتألم لها.

 

يقول أحد الأطباء: كنت أدرس في بريطانيا ، وكانت جارتنا عجوزًا يزيد عمرها على السبعين عامًا، كانت تستثير شفقة كل من رآها، قد احدودب ظهرها، ورق عظمها، ويبس جلدها، ومع ذلك فهي وحيدة بين جدران أربعة، تطبخ طعامها، وتغسل ثيابها، منزلها كأنه مقبرة، ولا يقرع أحد بابها، دعتها زوجتي لزيارتنا ذات يوم فأخبرتها زوجتي بأن الإسلام يجعل الرجل مسئولًا عن زوجته، يعمل من أجلها، يبتاع طعامها ولباسها، يعالجها من مرضها، ويساعدها إذا اشتكت، وهي تجلس في بيتها، تجب عليه نفقتها ورعايتها، بل وحماية عرضها ونفسها، فإذا رزقت بأولاد وجب عليهم هم أيضًا برها والذلة لها، فإن لم تكن المرأة ذات زوج, وجب على أبيها أو أخيها أو وليها أن يرعاها ويصونها.

 

كانت تلك العجوز تستمع إلى زوجتي بكل دهشة وإعجاب، بل كانت تدافع عبراتها وهي تتذكر أولادها وأحفادها الذين لم ترهم منذ سنوات ولا يزورها أحد منهم، بل لا تعرف أين هم، وقد تموت أو تدفن أو تحرق وهم لا يعلمون؛ لأنها لا قيمة لها عندهم. أنهت زوجتي حديثها فبقيت العجوز واجمةً قليلًا ثم قالت: في الحقيقة إن المرأة في بلادكم ملكة..!

 

نعم والله أنتِ عندنا ملكة، نعم ملكة، تسفك من أجلك الدماء (فمن قتل دون عرضه فهو شهيد)، وترخص لأجلك الأرواح وتنفق الأموال. والنساء شقائق الرجال، فكما أن في الرجال عالمًا جليلًا وداعية نبيلًا ففي النساء كذلك، وكما أن في الرجال صوامين في النهار بكائين في الأسحار ففي النساء كذلك، وكم من امرأة سابقت الرجال في صالح الأقوال والأعمال فسبقتهم في عبادتها لربها، ونصرتها لدينها، وإنفاقها وعلمها.

 


 

المصدر:

محاضرة قصة فتاة

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#المرأة-الغربية
اقرأ أيضا
براءة الأشاعرة من مذهب أهل السنة والجماعة الجزء الأول | مرابط
فكر مقالات

براءة الأشاعرة من مذهب أهل السنة والجماعة الجزء الأول


شكل المذهب الأشعري منهجا جديدا مختلفا عما كان عليه السلف المتقدمون منذ أول لحظة من ظهوره حيث إن الأشعري اعتمد طريقة ابن كلاب ومنهجه في تأسيس العقائد ومن حين أن ظهر المذهب الأشعري باعتباره مذهبا عقديا له أصول وعقائد خاصة اتخذ منه أئمة أهل السنة والجماعة الذين هم أخبر بمذهب الأئمة المتقدمين وأعلم بمدلولاتها موقفا واضحا وعدوه من الفرق الخارجة عن السنة التي كان عليها الصحابة وتلاميذهم ومن جاء بعدهم من الأئمة المتبوعين نتيجة لما تلبس به من أخطاء منهجية وعقدية وفي هذا المقال يضع الكاتب أمامنا أهم...

بقلم: سلطان العميري
1479
بين حضارة الجسد وحركات تحرير المرأة | مرابط
فكر مقالات

بين حضارة الجسد وحركات تحرير المرأة


في الغرب يتحدثون عن حقوق المرأة في الوقت الذي تتصاعد فيه معدلات الإباحية والعري ومحاصرة المرأة بمعايير تؤكد أهمية جسدها وتختزلها تماما فيه. في مقال متميز للأستاذ مصطفى المرابط بعنوان صناعة الأنوثة جاء فيه أن الصورة النمطية التي يتم تثبيتها تختزل المرأة في جسدها لم يعد يكتفى بتشيؤ هذا الجسد أي تحويلها إلى شيء إنما جعله في خدمة الشيء حيث يقدم طعما للترويج لسلعة أو منتوج. فالجسد يقدم تارة على أنه مادة للاستهلاك وتارة أخرى وسيلة للاستهلاك.

بقلم: عبد الوهاب المسيري
241
المدخل إلى فهم إشكالات ما بعد السلفية ج2 | مرابط
مناقشات

المدخل إلى فهم إشكالات ما بعد السلفية ج2


حين أخبرني الشيخ أحمد سالم عن كتاب ما بعد السلفية وكان يتوقع رفضا واسعا للكتاب أبديت مخالفتي لهذا التوقع وأن مثل هذا النقد سيكون متقبلا عند التيار الأوسع من السلفيين كنت أرى أن مثل هذا النقد من كاتبين فاضلين سيكون له أثر إيجابي لحظة ما وصلني الكتاب بدأت متلهفا بقراءته قرأته بشكل دقيق فاحص شعرت بعد الانتهاء منه أنني كنت ساذجا جدا حين ظننت أن مثل هذا النقد سيحدث أثرا إيجابيا أو من الممكن أن تتقبله أكثر النفوس أو أن يكون الفضاء الذي سيحدثه فضاء صحيا السبب هو في الروح التي كتب بها هذا النقد وحك...

بقلم: فهد بن صالح العجلان
1032
شبهة أن نمروذ لم يكن حيا في زمن إبراهيم عليه السلام | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة أن نمروذ لم يكن حيا في زمن إبراهيم عليه السلام


تقول الشبهة أن نمروذ لم يكن حيا في زمن إبراهيم عليه السلام فكيف يتفق ذلك وما جاء في القرآن حيث علمنا أنه ألقى سيدنا إبراهيم عليه السلام في القرآن بينما استنادا إلى بعض المصادر وعلى رأسها الكتاب المقدس نجد أنه لم يكن موجودا بعصر إبراهيم بين يديكم في هذا المقال الرد على الشبهة

بقلم: محمد عمارة
1070
الحداثة الغربية والإمبريالية | مرابط
اقتباسات وقطوف

الحداثة الغربية والإمبريالية


إن هذا الإله الصناعي الحديث إغتال عرقا بأكمله العرق الأحمر أي السكان الأصليين في الأمريكتين وأخذ زبدة عرق آخر العرق الأسود عن طريق النخاسة واستعباد ملايين مما يضع عدد ضحايا هذه العملية نحو مائة مليون إنسان باعتبار أن عبدا واحدا يحتفظ به النخاسون الغربيون كان يقتل مقابله تسعة عبيد

بقلم: عبد الوهاب المسيري
468
المذاهب والفرق المعاصرة: العلمانية ج3 | مرابط
تفريغات العالمانية

المذاهب والفرق المعاصرة: العلمانية ج3


ومن الأهداف التي حققها الاستعمار القضاء على التعليم الإسلامي وإيجاد معاهد بديلة عنه تدرس الفكر الأوروبي والفكر العلماني الجديد الذي صار في أوروبا وقصة هذا الموضوع أيضا طويلة لقد وضعوا خططا لذلك مثل: خطة دلوب مثلا في مصر وغيرها وأتوا بجامعات مثل: الجامعة الأمريكية في لبنان وغيرها وأرادوا تربية أكبر عدد من أجيال المسلمين على هذه المبادئ وعلى هذه الأفكار الباطلة

بقلم: عبد الرحيم السلمي
620