السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله شخينا الكريم، رأيت شبهة تقول أن إبراهيم شك في ربه، وذلك للحديث المتفق عليه، فكيف نرد عليها. وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: {رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}». (1)
وقوله (نحن أحق بالشك من إبراهيم) فيه النفي الشك عن إبراهيم،وأراد ما جرت به العادة في المخاطبة لمن أراد أن يدفع عن آخر شيئا قال: كل ما تريد أن تقوله لفلان من الإساءة قله لي، ومقصوده لا تقل عليه شيئا.
قال ابن الجوزي:«مخرج هذا الحديث مخرج التواضع وكسر النفس، وليس في قوله: ((نحن أحق بالشك)) إثبات شك له ولا لإبراهيم، وإنما يتضمن نفي الشك عنهما، لأن قوما ظنوا في قوله ( {أرني كيف تحيي الموتى} أنه شك، فنفى ذلك عنه، وإنما المعنى: إذا لم أشك أنا في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى فإبراهيم أولى ألا يشك، فكأنه رفعه على نفسه. ودل بهذا على أن إبراهيم ما سأل لأجل الشك ولكن لزيادة اليقين؛ لأنه أراد المشاهدة التي لا يبقى معها وسواس». (2)
فإذا كنا نحن لا نشك فإبراهيم عليه السلام أولى، وفي هذا يقل ابن حزم:«وأما ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحن أحق بالشك من إبراهيم فمن ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم شك قط في قدرة ربه عز وجل على إحياء الموتى فقد كفر وهذا الحديث حجة لنا على نفي الشك عن إبراهيم أي لو كان الكلام من إبراهيم عليه السلام شكا لكان من لم يشاهد من القدرة ما شاهد إبراهيم عليه السلام أحق بالشك فإذا كان من لم يشاهد من القدرة ما شاهد إبراهيم غير شاك فإبراهيم عليه السلام أبعد من الشك». (3)
الإشارات المرجعية:
- [صحيح البخاري (6/ 31 ط السلطانية)]
- [كشف المشكل من حديث الصحيحين (3/ 358)].
- [الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 6)]