هل كان أبو هريرة يدلس

هل كان أبو هريرة يدلس | مرابط

الكاتب: أبو عمر الباحث

1750 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد

 

أصل الشبهة:

فقد زعم أحد الرافضة أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يدلس!!

واستدل الرافضي بما رواه ابن عساكر!
قال ابن عساكر:
[أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد أنا الحسن بن عثمان التسترى نا سلمة بن حبيب قال سمعت يزيد بن هارون قال سمعت شعبة يقول أبو هريرة كان يدلس].(1)

 

وإليكم الرد المختصر على هذه الفرية:

 

الرواية من جهة السند

أولا: هذه الرواية لا تصح من جهة الإسناد،، ففي سندها الحسن بن عثمان التسترى، وهو كذاب يضع الحديث.

قال الإمام الذهبي:
[ الحَسَن بْن عثمان بْن زياد، أبو سَعِيد التُّسْتَريّ … وكان كذّابًا.
قَالَ ابن عديّ: كَانَ عندي أنه يضع الحديث. سألت عبدان الأهوازي عَنْهُ: فقال: كذَّاب ].(2)

فلسنا ملزمين أن نصدِّقَ أكاذيبَ الحسن التستري وافتراءته على أبي هريرة رضي الله عنه.

 

الفهم المغلوط لما ذكره ابن عساكر

ثانيا: على فرض صحة الرواية؛ فليس فيها هذا المعنى المضحك الذي فهمه هذا الرافضي!

فلقد ذكر الحافظ الذهبي هذه الرواية ثم عَلَّقَ عليها قائلًا:
[قُلْتُ: تَدْلِيْسُ الصَّحَابَةِ كَثِيْرٌ، وَلاَ عَيْبَ فِيْهِ، فَإِنَّ تَدْلِيْسَهُمْ عَنْ صَاحِبٍ أَكْبَرَ مِنْهُمْ، وَالصَّحَابَةُ كُلُّهُمْ عُدُوْلٌ].(3)

يعني التدليس المقصود ليس هو التدليس بمعناه المشهور في زماننا، وإنما معناه أنَّ أبا هريرة حينما يروي حديثًا نبويًا سَمِعَه مَثَلًا من أبي بكر الصديق؛ فإنه لا يرويه عن أبي بكر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وإنما يختصر فيقول: قال رسولُ الله مُبَاشَرَةً، لِأَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يعرف يَقينًا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصديقَ ثِقَةٌ صَادِقٌ أَمِينٌ فيما ينقله عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك جميع الصحابة صادقون، ويستحيل أن يكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فما هي المشكلة أَنْ يُسْقِطَ أبو هريرة رضي الله عنه الصحابيَّ الذي سَمِعَ الروايةَ عن رسول الله منه، ويرويها مباشرةً عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
والذهبي قال إن هذا التدليس كثيرٌ في الصحابة، يعني كثيرٌ من الصحابة كانوا يفعلون ذلك!!

وعليه فأبو هريرة لم ينقلْ لنا ما سمعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، وإنمَّـا نقل عن صحابةٍ أكبرَ منه!

 

أبو هريرة يعرض رواياته على النبي صلى الله عليه وسلم

ثالثا: أبو هريرة كان يعرض رواياته عن الرسول صلى الله عليه وسلم أما السيدة عائشة ويسألها عن صحتها فتقر بصحتها!!

كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَجْلِسُ إِلَى حُجْرَة أم المؤمنين عائشة عليها السلام، فَيُحَدِّثُ، ثُمَّ يَقُوْلُ: يَا صَاحِبَةَ الحُجْرَةِ، أَتُنْكِرِيْنَ مِمَّا أَقُوْلُ شَيْئاً؟ فَلَمَّا قَضَتَ صَلاَتَهَا، لَمْ تُنْكِرْ مَا رَوَاهُ، لَكِنْ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْرُدُ الحَدِيْثَ سَرْدَكُمْ].(4)

فإذا كان أبو هريرة يدلس لماذا أَقَرَّت السيدة عائشة رضي الله عنها بصحة أحاديثه كلها ؟!

وحدَّث أبو هريرة بحديث، فنقلوه لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فقال: أَكْثَرَ أبو هريرةَ على نَفْسِهِ، قال: فقيلَ لِابْنِ عُمَرَ: هل تُنكِرُ شَيئًا مما يقول؟ قال: لا، ولكنه اجْتَرَأَ وَجَبُنَّا قال: فبلغ ذلك أبا هريرة، قال: فما ذنبي إن كنتُ حَفِظتُ ونَسُوا؟!]. (5)

إذًا قد تبين لكل عاقل أن الرواية لا تصح، وإذا صَحَّتْ فليست كما فهمها هذا الرافضي، واثنان من أَجَلِّ الصحابة كعائشة وابن عمر رضي الله عنهما شَهِدَا لأبي هريرة رضي الله عنه بصحة ما يرويه.
 
والحمد لله رب العالمين ،،،،

 


 

المصدر:

  1. https://antishubohat.net/2020/02/24/horirah-tadlees/
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#أبو-هريرة
اقرأ أيضا
عن الولاء والبراء | مرابط
اقتباسات وقطوف

عن الولاء والبراء


مقتطف لشيخ الإسلام من مجموع الفتاوى يتحدث عن الولاء والبراء ووجوب الموالاة في الله والمعاداة فيه كما أنه يقف على نقطة هامة وهي وجود الظلم هل هو حائل دون الولاء الحقيقة أن الظلم لا يمنع الولاء ولا يقطع الموالاة الإيمانية وهذا ما يناقشه شيخ الإسلام

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1373
الشعور بالذنب في زمن الحداثة | مرابط
فكر

الشعور بالذنب في زمن الحداثة


التفسير الأول يرى أن الشعور الطبيعي العميق بالذنب ينجم ضمن عملية تفرد الإنسان في الحداثة وهذه العملية الضرورية للتطور والنمو تستوجب على الفرد أن يضع نفسه في مواجهة الطبيعة أو الكون وهذه الوضعية تشعر الفرد بالضعة الهائلة أمام الكون وتملؤه بإحساس الضآلة والصغر والهامشية وانعدام القيمة ومن ثم يتولد الشعور بالذنب.

بقلم: عبد الله الوهيبي
532
العلمانية الجزء الثاني | مرابط
العالمانية

العلمانية الجزء الثاني


مدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيسا في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه فإن سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما وقد ظهرت في أوروبا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر

بقلم: الندوة العالمية للشباب الإسلامي
2146
شبهة حول اسم مريم أم المسيح عليه السلام في القرآن الكريم | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة حول اسم مريم أم المسيح عليه السلام في القرآن الكريم


تقول الشبهة: يسمى القرآن والدة المسيح - عليه السلام - باسم أخت هارون 19: 28 ولعل محمدا - صلى الله عليه وسلم - خلط بين مريم أم المسيح ومريم أخرى كانت أختا لهارون الذى كان أخا لموسى - عليه السلام - ومعاصرا له ولا يوجد مثل هذا التناقض فى الكتاب المقدس وفي هذا المقال رد على التساؤل أو هذا الزعم وتوضيح الخطأ فيه

بقلم: محمد عمارة
1539
طاعة المرأة: للزوج أم للوالدين | مرابط
المرأة

طاعة المرأة: للزوج أم للوالدين


وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية: عن امرأة تزوجت وخرجت عن حكم والديها. فأيهما أفضل: برها لوالديها أو مطاوعة زوجها؟

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
543
إنه الله | مرابط
تعزيز اليقين فكر مقالات الإلحاد

إنه الله


حوار ماتع يدور بين متشكك ومتيقن الأول هو أبو الحكم والثاني هو الكاتب حسام الدين حامد وفي هذا المقال المقتطف من كتابه المفيد لا أعلم هويتي يدور الحديث حول عناية الله سبحانه وتعالى بالإنسان ويعرض لنا الكاتب الكثير من الأدلة التي تشير إلى وجود الله وإلى كماله وحكمته وأنه لم يترك الإنسان هملا وهذه الأدلة ليست بعيدة عن الإنسان بل هي من داخل جسده

بقلم: د حسام الدين حامد
2091