هناك نوعية من النساء "يدعمهنّ بعض المنسونين من الرجال" ترى أن المرأة العاملة هي صاحبة القيمة الأعلى من غير العاملة، فربة البيت عندهم ليس لها قيمة لأنها لم تجد ذاتها ولم تبحث عن نفسها ولم تحارب من أجل كينونتها، ولم تصنع لنفسهًا مسارًا بعيدًا عن قهر الرجل المنزلي، ولم تجعل لها مصدرًا للمال غير المصدر الأبوي أو الزوجي "الذكوري عندها"!!
فهذا النوع من النساء "وللأسف" هم بذلك لا يحاربون إلا "الأمومة"!!
فهؤلاء في الحقيقة لا يريدونك أُمًا، ولكن يرغبون في أن تكوني شيئًا آخر، عاملة في مصنع، وزيرة في حكومة، راقصة في بار، سكرتيرة حسنة المظهر ولها قدرات خاصة لدي رجال الأعمال، سائقة تاكسي، تقودين الطائرة…. الخ.
كل هذه المهن يجعلونها من قيمة المرأة الحقيقية، أمّا أن تضع إيشاربًا تعصّب به رأسها، وتمسك مقشّتها ومسّاحتها وقطعة القماش المبللة وتنظّف مطبخها وتغسل أطباقها، وتجمّل منزلها، وتطبخ الطعام لأسرتها، وتُحمّي الصغار، وتساعدهم على ارتداء الملابس، وتعلمّهم ما يجب عليهم في دينهم، وأخلاق الأنبياء، وسلوك الأتقياء، فإن هذه هي أوصاف الخادمة لا المرأة القوية!!
والعجيب أنهم يجعلون المرأة العاملة خارج المنزل هي الأقوى والأعلى والأنجح رغم أن بعضهن يخضعن للزبون في المحل، والمدير في المصنع، ورئيس مجلس الإدارة في الشركة، وتغسل وتكنس إذا كانت عاملة، وتساعد المرضي على التبوّل "وغيره" إذا كانت ممرضة، وتتعطّر لاستقبال الزبائن عند السمسرة، وتتزين كأجمل ما يكون عندما تكون سكرتيرة، وترضى بفتات الأجور مقابل أن تكون ملكة متوجة عند النسوية الحديثة!!
مما سبق نستخلص أن هذه المرأة أصبحت ممسَحة لأصحاب المال، وراضخة لأصحاب المناصب، ودجاجة عمومًا مع كل من له سلطة إدارية أو ماليه عليها، وفي نفس الوقت ديكًا شرسًا مع الأب والأخ والزوج!!
وفي النهاية أصبحت أقل مما تريد وبكثير، ولكن سحر كلمات التعظيم والتبجيل والتفخيم للمرأة العاملة قد أضاع قِبلة حياتها ومنظومة فطرتها!