لماذا صمد السوفييت الفقراء الضعفاء من أجل تحقيق حلمهم المادي الفاسد أمام حرب أهلية وغزو من بريطانيا وأمريكا وألمانيا واليابان وتشيكوسلوفاكيا وفرنسا وصربيا واليونان وإيطاليا والصين، بينما نخاف نحن المسلمون من حرب مع دولة ضعيفة هشة مثل إسرائيل؟ هل تهددنا بالإبادة النووية؟
هل يخاف المسلمون حقًا الموت في سبيل الله؟ كيف يخاف المسلمون الموت النووي بينما لم يخشه الفيتناميون في صراعهم مع الأمريكان؟
كيف يخاف المسلمون السحق والجوع، وقد صمد من لا يؤمن بإله، مثل البلاشفة الحمر، في وجه كل العالم بصمود وتمن للموت بلا خوف ولا وجل؟
كيف استطاع هتلر إقناع شعبه بأن لا سبيل للرضوخ أكثر من هذا لإذلال أوروبا ما بعد الحرب العالمية الأولى، وأن الموت الكريم في سبيل الاستقلال أفضل من العيش الذليل تحت جناح التبعية المهينة؟
كيف استطاع هؤلاء الصمود هكذا مهما كانت التضحيات الشعبية؛ بينما المسلمون والمطالبون بالشريعة من أهل الساسة يخافون اللعب (خارج حدود الواقع المرسوم) كيلا يصيبهم ويصيب شعوبهم الأذى؟
المصدر:
- وطن الراشدين، عمرو عبد العزيز، الطبعة الثالثة، ص43