ستبقى أميريكا تعاني من التفرقة بين البيض والسود ما دامت العقيدة التي يدرسها الأطفال في المدارس عقيدة داروينية، تعارض شعارات المساواة المعلنة لديهم، وما دام داروين يُعظَّم على أنه "مكتشف الحقيقة" عن أصل الإنسان والكائنات.
أصل الإنسان
في كتابه (أصل الإنسان)
(The Descent of Man)
يتكلَّم دارون عن الإنسان الأوروبي الأبيض على أنه "أرقى تطوريًا" بينما باقي الأمم في مرحلة وسطى بين "الأسلاف الحيوانية" والإنسان، لم يكتمل تطورهم بعد! لأنهم في نظره أقرب من الأوروبيين إلى الحيوانات في بعض الصفات، كلون البشرة أو محيط الرأس أو تفلطح الأنف أو بروز الجبهة للأمام أو كبر حجم الفك أو الشفتين.
ثم استنتج دارون أن الأعراق الراقية من الإنسان لن تتابع الارتقاء التطوري إلا من خلال الصراع لإبادة الأعراق المنحطة، وهذا هو أساس الداروينية الاجتماعية، والتي تعني تنزيل قوانين داروين في الأحياء على علم الاجتماع.
ثم يقول في الفصل السادس: "At some future period, not very distant as measured by centuries, the civilized races of man will almost certainly exterminate & replace the savage races throughout the world.” (Charles Darwin (1871) The Descent of Man, 1st edition, pages 168 -169.)
أي: (في فترة مستقبليةٍ ما ليست ببعيدة إذا ما قيست بالقرون، ستقوم الأجناس المتحضرة من الإنسان وبشكل شبه مؤكد بإبادة واستبدال الأجناس الهمجية عبر العالم)!
العنصرية وشعارات المساواة
هذه "عقيدة" صاحب خرافة التطور التي تدرس لأطفالهم على أنها أم الحقائق البيولوجية. فلا تستغرب بعدها من التصرفات المشوهة التي تعود من فترة لأخرى على الرغم من شعارات المساواة.
في أميريكا أناس بيض وأناس من مختلف الأجناس يرفضون التفرقة ووقفوا بجانب السود في أزمة (جورج فلويد)، لكن ستبقى المآسي تتكرر ما لم يتم تجفيف منابع الإرهاب في المناهج، الإرهاب الذي يؤصل في العمق واللاوعي للتفرقة بين الناس على لون البشرة !
ديننا الإسلام
فالحمد لله القائل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
الحمد لله على دينٍ يقول نبيه صلى الله عليه وسلم: «يا أيُّها النَّاسُ ألا إنَّ ربَّكم واحدٌ وإنَّ أباكم واحدٌ. ألا لا فضلَ لِعَربيٍّ على أعجميٍّ ولا لعَجميٍّ على عربِيٍّ ولا لِأحمرَ على أسودَ ولا لِأسودَ على أحمرَ إلاَّ بالتَّقوى».
الحمد لله على دينٍ جعل أمير المؤمنين قاهر الفرس والروم رمز العدل عمر بن الخطاب العربي القرشي شريف النسب يقول: (أبو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وأَعْتَقَ سَيِّدَنَا -يَعْنِي بلَالًا)، والأثر رواه البخاري عن جابر بن عبد الله. وبلالٌ رضي الله عنه حبشي أسود.
الحمد لله على نعمة الإسلام.
لا يهدف المنشور لاختزال مصدر العنصرية في الغرب بما يسمى بـ"نظرية التطور".
فالعنصرية واستعباد الناس بناء على لون بشرتهم كان موجودا قبلها كما هو معلوم، ولن تزول هذه العنصرية بزوال "النظرية" من مناهجهم الدراسية...ونعلم أن الوصول إلى مجتمع سوي خالٍ من هذه الأمراض لا يحدث إلا تحت شرع الله الذي معيار التفاضل فيه التقوى والعمل الصالح.
وفي الوقت ذاته فهذه "النظرية" المزعومة قد ساهمت وبشكل موثق تاريخيا في العديد من التصرفات العنصرية والكوارث الإنسانية كما بينا في حلقة (رصاصة دارون على الإنسانية):
الجزء الأول: https://youtu.be/_ENJRhTbqyo
الجزء الثاني: https://youtu.be/Kcx6pnh2SUk
ولمن يقول أن هذا لا يبطل "النظرية". فنقول: إبطالها بالأدلة العلمية كنموذج على المغالطات المنطقية والعلم الزائف تم عبر عشرات الحلقات في رحلة اليقين، ولم نستدل بفساد تبعاتها.
المصدر:
صفحة الفيسبوك