
أدلة النبوة هي أساس اليقين، ولهذا كثرت وتنوعت؛ لأن من سنة الله تعالى كثرة أدلة المطالب الكلية، رحمة بالعباد، وتيسيرا لهم لسلوك طريق الرشاد، وهي على كثرتها تدور على سبعة أصول:
1- بشارات الكتب الأولى بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
2- إرهاصات نبوته صلى الله عليه وسلم؛ وهي الآيات والبراهين التي كانت قبل نبوته؛ توطئة وتمهيدا لها.
3- الآيات الخبرية؛ وهي الإخبار عن المغيبات إخبارا صادقا ومفصلا، ثم يكون الواقع مطابقا له كل المطابقة.
4- الآيات الفعلية؛ وهي الخوارق التي كانت لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وكانت خارجة عن معهود الخلق، فلا يقدر أحد من الخلق على معارضتها أو الإتيان بمثلها.
5- المسلك الشخصي؛ وهو الاستدلال بصفات النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية والخلقية على صدقه، كالاستدلال على صدقه بنور وجهه، أو خاتم النبوة الذي كان بين كتفيه.
6- المسلك النوعي؛ وهو الاستدلال بموافقة شرعه لشرع المرسلين قبله في الأصول والمقاصد الكلية، ففي ذلك دلالة قاطعة على أنها كلها تخرج من مشكاة واحدة.
7- الآية الكبرى؛ وهي القرآن الكريم، الذي يدل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم من جهة لفظه، ومن جهة معناه، ومن جهة حفظه، وتجدد إعجازه على مدى الدهر، مع ما علم من حاله أنه لم يتدرج في العلم حتى يبلغ الذروة كما هو المعهود في البشر، وإنما أتى به وهو أمي في سن الأربعين، وكان في أعلى درجات الكمال وظل على ذلك حتى كمل إنزال القرآن في أكثر من عشرين عاما، وآخره كأوله في الإحكام والإتقان، وليس كتأليف البشر المعتاد، الذي يكون أوله ليس كآخره في الجودة والإتقان.
وهذه الأمور قد بسطتها لطالب العلم المبتدئ في كتاب: "خلاصات في مباحث النبوات (ص 109-165)"، وأما طالب العلم المتقدم فأنصحه بكتاب: "الجواب الصحيح"، وخاصة آخر فصل في الكتاب، وهو في أدلة نبوة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.