أصول الانحراف الدرس الأول ج2

أصول الانحراف الدرس الأول ج2 | مرابط

الكاتب: أحمد عبد المنعم

644 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

من مقاصد الوحي وضوح طرق الضلال

بل إن من مقاصد الوحي وضوح طرق الضلال، أن تكون واضحة أمامنا، وفي سورة الأنعام بعد شوط طويل من الشرح والتوضيح والتبيين للآيات البينات ذكر ربنا سبحانه وتعالى محاولة خبيثة من أهل الباطل لإضلال النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الله سبحانه وتعالى عصمه، ومحاولة لدس الحقد والضغينة بين المسلمين.
فذكر محاولة قام بها أهل الباطل مع النبي صلى الله عليه وسلم، ودائمًا أهل الباطل إذا أرادوا التأثير على الداعية فإنهم غالبًا لا يسلكون مدخل دنيوي وإنما يبحثون عن طريق يحبه ويميل إليه الداعية -وذكرت هذا المعنى في أكثر من سورة وتكلمت عنه في سورة الرعد-.

 

فالداعية يحب أن يؤمن الناس، فيدخل له من هذا المدخل، من مدخل أننا سنجعل الناس تؤمن، فدخلوا من مدخل أننا نريد أن نسمع المجالس ونحضرها لكن المشكلة في عاداتنا وعادات القبيلة والملأ والشرف والترف لا يصح أن نقعد مع الفقراء وبجوارهم، فأنت اطردهم واجعل لنا مجلسًا خاصًا، ومجرد تطبيق الفكرة أصلًا يجعلهم يشكون في أنه نبي، مثل ما تكلمت في درس "الهدهد والصدمة الحضارية" أن أهل الباطل يعملون اختبارات للأنبياء ولورثة الأنبياء ليعرفوا هل هو من أهل الدين أم من أهل الدنيا، لما قالت: { وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ} [النمل:35] لنرى لو قبلها فهو يقبل الرشوة إذًا هو ملك وليس نبي.

 

فلو كان -النبي- طردهم هم سيشكون فيه، فبعد أن نزلت الآيات توضح هذه الطريقة الخبيثة ونهاه الله سبحانه وتعالى عن طرد هؤلاء المؤمنين، وأخبر الله سبحانه وتعالى بل أنه جعل هؤلاء فتنة لهؤلاء { وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ } [الأنعام:53] فوجود فتنة أصلًا هذا من مقاصد الابتلاء، أننا نُبتلى ببعض في مكان واحد.

 

أخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية المحورية {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}[الأنعام:55] أن من مقاصد القرآن استبانة ووضوح سبيل المجرمين، { وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ }، {وكذلك} أي: كمثل هذا التفصيل السابق في سورة الأنعام، أو كعادة ابن عاشور عندما تأتي "كذلك" أنه لا يوجد شيء يُشبَّه بمثل هذا الأمر إلا هو؛ لأن لو بحثنا على أي شيء نشبِّهه لن نجد في قمة الوضوح إلا مثل هذا الأمر، فيشبهه بنفسه.  {وكذلك} ومثل هذا الأمر العظيم، {وكذلك نفصل الآيات} أصلًا كلمة الفصل في اللغة من معانيها: التَّمايُز  والقَطع، نفصل شيئين عن بعضهما.

{وكذلك نفصل الآيات} بعد ما يحدث تفصيل، القرآن حين يوضح الربوبية والألوهية، ويتكلم عن أسماء الله وصفاته، ويتكلم عن التكاليف الشرعية، ويتكلم عن أهل الضلال، لما يحدث هذا التفصيل: تلقائيًّا سبيل المجرمين تصير واضحة.
{ولتستبين} لتستبين ماذا؟ "سبيلُ" أم "سبيلَ"؟ 

 

عندنا قراءتين، قراءة: {وليستبين} و {ولتستبين} بالياء والتاء؛ لأن سبيل تأتي مذكر ومؤنث، و"سبيل" جاءت مرفوعة في قراءة حفص، وجاءت منصوبة في قراءات أخرى.
لو جاءت منصوبة أي: ولتستبين أنت يا محمد صلى الله عليه وسلم، "تستبين" الألف والسين والتاء هنا للطلب، أي: ولتَتَطلَّب.
فالسلسلة التي نبدإها اليوم هذا مطلب قرآني للنبي صلى الله عليه وسلم، {ولتستبين} أي: ولتتطلَّب، الألف والسين والتاء للطلب، ولتتطلَّب يا محمد صلى الله عليه وسلم سبيل المجرمين، لا بد أن تستبينها.

 

فما معنى تستبين؟ أي أن النبي صلى الله عليه وسلم مُطالَب بعد تفصيل الآيات أنه يتعرَّف ويُبصِر سبيل المجرمين، ما معنى الاستبانة أصلًا؟ الاستبانة من الإبانة، من البَون، أيضًا من القَطع والفَصل، فتجد أن الآية كلها مليئة بمسألة القطع والفصل والتمايز ما بين المؤمنين والمجرمين، ما بين طريق الحق وطريق الباطل، هذا مقصد قرآني أصيل، بل قلت: ومن أسمائه الفرقان.

 

إذًا على قراءة النصب -سبيلَ- يكون المعنى: ولتستبين يا محمد صلى الله عليه وسلم أي: ولتتطلَّب بعد نزول الآيات عليك، أي: بعد أن عرَّفَك الله دورك في سورة الأنعام وبيَّن لك هذه الطريقة الخبيثة التي حاولها أهل الباطل معك؛ لا بد أن تستبين وتتَّضح لك سبيل المجرمين.

 

على القراءة الأخرى -حفص-: {ولتستبين سبيلُ} "سبيلُ" هنا هي الفاعل، أي هي التي ستظهر لوحدها، هي التي ستتطلَّب الظهور، 
وإن كان ابن عاشور رفض أن الألف والسين والتاء هنا تكون للطلب -لو سبيل مرفوعة- وقال: الألف السن والتاء هنا تكون للمبالغة، مثل "استجاب" أي: مبالغة في الإجابة.
فسواء سبيل المجرمين ستتطلَّب الظهور أو ستُبالِغ في الظهور، فإنها لن تتضح سبيل المجرمين لنا جميعًا ولكل الناس إلا بتفصيل الآيات القرآنية، فإذا أردنا أن نُعرِّف الناس أن البرنامج الفلاني الذي يقدِّمه فلان الفلاني هذا يقدِّم ضلالًا، ونريد أن يتعرف الناس بأنفسهم على هذا الضلال، فماذا نعمل؟ نُفصِّل لهم الآيات، فلما يسمع أوصاف المنافقين بكثرة، وأقوال المنافقين طوال الوحي، وكيف تَعامَل الوحي، وما هي صفات أهل الإيمان، حينما يسمع الكلام يقول: ما هذا؟! -أيًّا كان المتكلم أو اسمه أو شكله- هذا كلام المنافقين.

 

يوجد كلام معين حين تسمعه تقول: هذا من كلام الشيطان، حين يخوِّفك أحدهم من السير في الطريق إلى الله { إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ } [آل عمران:175]، كلام أول ما تسمعه تقول هذا كلام شياطين الإنس والجن، { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ } [البقرة:268]، كان دائمًا الشيخ يعقوب يقول: يأتيك أحدهم يقول أنا  أنصحك نصيحة لوجه الله، احلق لحيتك واترك هذا الطريق، لوجه الله! فواضح أن هذه نصيحة في مفهومه.

 

فهناك كلام ممكن يكون المتكلم به ليس منافقًا، لكن هذا كلامٌ أَلقاه الشيطان على لسانه، وأحيانًا النصيحة تأتيك من مُحبٍّ مُشفق، لكنه لا يدري مراد الله سبحانه وتعالى، فبتفصيل الآيات تتَّضح. 

 

إذًا هذا مقصد قرآني كما يقول الشيخ السعدي أنّ حتى لا تظل طريق الضلال تظل ملتبسة مشتبهة على الناس يجب أن يحدث تمايز، هذا التمايُز يَحدُث في قمة الوضوح يوم القيامة، سيظل هناك نوع من اللَّبس والاختلاط حتى يأتي يوم القيامة فيقول الله سبحانه وتعالى: {وامتازوا اليوم}، المَيز: الفصل، { وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ } [يس:59] هناك تَمايُز وفصل.
فإذًا معرفة سبيل المجرمين وطرق الضلال وأسباب الانحراف وأصول الانحراف هذا مقصد قرآني أصيل أخبرنا القرآن أنه لا بد أن يُتطلَّب، حسنًا، ومن أين نتطلَّبه؟ 

 

أولًا: من خلال كتاب الله، وبالتأكيد ندرس الواقع، وكنت ذكرت هذا في أهمية دراسة الواقع في قصة شعيب في "سورة الأعراف"، وكيف أن سيدنا شعيب كان عنده اطِّلاع بخطط المجرمين لمنع الناس عن الوصول إليه، كان يعرف أنهم يقسمون بعض ويقعدوا على كل صراط، ويعرف أنهم يقومون بتهديد المؤمنين، اطِّلاع المؤمن على تقارير مثلًا مؤسسة راند، على المؤسسات التي تدرس أحوال المسلمين، متابعة هذا من أهل التخصص؛ لأن هناك ناس لما يطَّلعون على هذا الأمر يصيبهم إحباط ويأس، فكلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلق له، هناك أناس لما يطَّلعوا على نوع من الأمر فيه { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ } [النساء:83] فهذا يعمل حالة من الفزع، فليس لكل أحد، {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} هذا لبعض الناس، لمن أُوتي قوةً على ذلك.

 

فنرجع أن هذا مقصد قرآني، مَطلَب من خلال دراسة الواقع والاطِّلاع على الوحي، سأذكُر إن شاء الله الطريقة العملية، وسؤال الوحي؛ حتى يعطيك الوحي ويعطيك القرآن إجابة على هذه التساؤلات.

 

ملخص لما سبق

إذًا تكلمنا عن درس اليوم "استعادة ثقة"، نحن نتكلم عن سلسلة "أصول الانحراف من خلال الوحي"، وقلت أن القرآن لم يتعامل مع الإنسان على أنه مجرد عقل وهذا أيضًا مذكور في درس: "مميزات الخطاب القرآني"، بل تَعامل معه على أنه عقل ونفس وقلب ومشاعر؛ فبالتالي نُفاجَأ أن القرآن عندما يتكلم عن الضلال والانحراف لا يتكلم عن أسباب أو شبهات فكرية فقط، وإنما يتكلم عن شبهات فكرية، ويتكلم عن قضايا نفسية، ويتكلم عن أمور عملية أدت بالإنسان للضلال.

 

قلنا في هذه السلسلة سنمضي بطريقة "العشوائية المنظمة"، سنخلط ما بين الكلام عن أهل الباطل المحض، أهل الباطل أي الضلال، ومن الممكن أن نتكلم عن وقوع بعض المؤمنين في نوع من أنواع الضلال نتيجة تأثرهم بهذا الضلال الموجود عند المجرمين أو عند الكفار، أي سنتكلم عن الضلال عمومًا سواء عند الكفار أو عند أهل الكتاب المشركين أو عند المؤمنين الذين وقعوا وتأثروا ودخلوا جُحر الضَبّ، فتأثروا بهذا الأصل من أصول الضلال، لذلك التحذير القرآني أحيانًا يأتي عامًّا لكل الناس، وأحيانًا يأتي خاصًا لطائفة معينة.

 

تكلمنا عن استعادة الثقة وأن الوحي أَنزله الله سبحانه وتعالى لنستمسك به، مهما رأينا الكلام المزخرف والكتب المزخرفة لا بد أن نستمسك بكتابنا، في سورة الزخرف: {فاستمسك بالذي أُوحي إليك}، وفي سورة الحِجر مهما حاولوا أن يصنعوا حِجرًا وحاجزًا بين الناس وبين الوحي لا بد أن نكسر هذا الحِجر وأن نَصدَع بالوحي، كما قال ربنا في سورة الأنبياء: {إنما أنذركم بالوحي} [الأنبياء:45]. 

 

وأن القرآن فيه هدًى، بل من مقاصد القرآن الأساسية هو الهدى، فأحيانًا يحدث خلاف في نقاش مثلًا بعض القضايا في الإعجاز العلمي، وتجد أن بعض الذين يحاولون الرد على من يتكلمون في الإعجاز العلمي يقول: هذا ليس من مقاصد القرآن، ويحدث بينهما نقاش، يقول الآخر: لا هذا قد يكون من مقاصد القرآن، أنا لست بصدد المحاكمة بينهما، لكن من المقاصد التي لا يُختلَف عليها، بل المقصد الأصلي أن القرآن هدًى للناس، لتبيين الحق.

 

وبالتالي كما يقول الإمام الرازي: "{ولتستبين سبيل المجرمين} جاءت تلقائيّة بعد تفصيل الآيات" أي أن هذا أمر تلقائي، شَرْح الحق يؤدي إلى رؤية طرق الباطل؛ لأن الذي يعرف الحق يعرف الباطل، أو معرفة الشر في حد ذاته مفيدة، "عرفتُ الشر لا للشر ولكن لأتَّقيه، ومَن لا يعرف الشر يقع فيه".

إذًا معرفة طرق الضلال هامة لأجل ذلك، كما قال حذيفة رضي الله عنه: "كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر" لماذا؟ "مخافة أن يدركني" (1)

إذًا مسألة معرفة أصول الانحراف مخافة أن تدركنا، حسنًا، الطريقة المستعملة التي سنحاول أن نتبعها إن شاء الله:

1. مشاعرك مع القرآن:

أول شيء أنك تقبل على القرآن بنوع من المشاعر، تفصيل هذه الجملة موجود في درس اسمه "مشاعرنا تجاه القرآن"، أرجو الرجوع له والسماع، الدرس ليس طويلًا، ملخصه أن هناك أربع مشاعر أو أربع معاني لابد أنك تستشعرها وأنت تقرأ القرآن حتى تكتشف الهدى الذي فيه.

 

• كنت تكلمت عن شعور الاحتياج أنك تحتاج للوحي، أنت بدون الوحي تكون في التيه، في الظلام، في الظمأ، كل ما حولك سراب بدون وحي، هذه المعاني لا بد أن تتحول من الكلام الخطابي إلى الكلام العملي، أنك بالفعل تستشعر هذا المعنى، أنك بالفعل لما تغيب عن الوحي فترة تشعر حقيقةً أنك في التيه، أنك في ظلمات، لأن هذا التعبير القرآني أن دور القرآن أن يخرجك من الظلمات إلى النور. 
إذًا نحن من غير القرآن في ظلمات، لابد أن شعور الاحتياج يكون موجود عندك، شعور الاحتياج كلما كان قويًا كان الدافع أكبر، أي كلما كان احتياج الإنسان إلى الدواء قويًا سار إليه بقوة، كلما كان الإنسان عنده قناعة تامة أنه يحتاج أن يتعالج من مرض ما وأن العلاج موجود، هذا الشعور عندما يسيطر عليه يدفعه دفعًا حتى لو لم يكن معه مال، يقترض ويسأل ويذهب ويجرب لأنه محتاج، فرقم واحد شعور الاحتياج

 

• رقم اثنين: شعور الاكتفاء وليس الاحتياج فقط، أي أنك تحتاج لهذا الدواء، وهذا الدواء فقط {أو لم يكفهم} تكلمنا عن الاكتفاء المنهجي في شرح {أولم يكفهم} في آية العنكبوت.
وليس شعور الاحتياج وفقط أو الاكتفاء وفقط، فزودت  في درس "مشاعرنا" مشاعر الرضا والفرح، الاكتفاء أنك تأخد الدواء وهو مر، لكن مع القرآن أنت فرحان أنت تحمد الله على هذه النعمة {الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي أَنزَلَ عَلى عَبدِهِ الكِتابَ}[الكهف:1] الحمد لله أن ربنا نزل لنا قرآنًا، السورة التي ذكرت كثيرًا من أنواع الفتن سورة الكهف ابتدأها الله سبحانه وتعالى بالحمد على نعمة القرآن، لأننا لن يخرجنا من هذه الفتن إلا الوحي {الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي أَنزَلَ عَلى عَبدِهِ الكِتابَ} فقبل أن تقرأ السورة المليئة بفتن ضل بسببها كثيرٌ من الناس فتحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة. 

 

• إذًا الاحتياج، الاكتفاء، رقم ثلاثة التعامل مع الوحي على أنه حقائق، أي أن كل ما ذكر في القرآن ليس قضايا نسبية أو نظريات قابلة للنقد فيُكتب عنه حاشية تنقده، لا، هذه حقائق مطلقة، التعامل مع الوحي على أنه حقائق، وتكلمت عن هذا بالتفصيل في درس  "المعرفة القرآنية"، القرآن يختلف عن أي معرفة أخرى، أي معرفة بشرية قابلة للأخد والرد قابلة للـ try and error  ، أن أحدًا يرد وينقد ويُكتب عليه رد حاشية، القرآن ليس كذلك هو حقائق ثابتة.

 

• رقم أربعة وهذا يختلف عن أي تعامل مع أي معرفة أخرى، أن القرآن إثماره الحقيقي يكون بتحويل هذه المشاعر لعمل، فتكون المشاعر كالآتي: 

• الاحتياج احتجت 
• فاكتفيت احتجت فاكتفيت
• فصدقت لأن أنا أتعامل مع حقائق.
• فطبقت أي لكي يثمر يجب أن تطبق، يجب أن يتحول إلى واقع عملي في حياتك، (كان خلقه القرآن) (2) 

فهذه الأربع مشاعر، الأربع قيم، الأربع معاني، تُحدث فارقًا معك في تعاملك مع الوحي، فإقبالنا على القرآن لاستخراج ما هي أصول الانحراف، وهذه المقدمة -درس اليوم- تصلح لأي موضوع يريد أن يقدمه أحد من خلال الوحي.. إذًا رقم واحد المشاعر تجاه القرآن قبل الإقبال. 


 

الإشارات المرجعية:

  1. [عن حذيفة بن اليمان:] كانَ النّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الخَيْرِ، وكُنْتُ أسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، مَخافَةَ أنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنّا كُنّا في جاهِلِيَّةٍ وشَرٍّ، فَجاءَنا اللَّهُ بهذا الخَيْرِ، فَهلْ بَعْدَ هذا الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: نَعَمْ قُلتُ: وهلْ بَعْدَ ذلكَ الشَّرِّ مِن خَيْرٍ؟ قالَ: نَعَمْ، وفيهِ دَخَنٌ قُلتُ: وما دَخَنُهُ؟ قالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ بغيرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ منهمْ وتُنْكِرُ قُلتُ: فَهلْ بَعْدَ ذلكَ الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: نَعَمْ، دُعاةٌ على أبْوابِ جَهَنَّمَ، مَن أجابَهُمْ إلَيْها قَذَفُوهُ فِيها قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنا، قالَ: هُمْ مِن جِلْدَتِنا، ويَتَكَلَّمُونَ بأَلْسِنَتِنا قُلتُ: فَما تَأْمُرُنِي إنْ أدْرَكَنِي ذلكَ؟ قالَ: تَلْزَمُ جَماعَةَ المُسْلِمِينَ وإمامَهُمْ قُلتُ: فإنْ لَمْ يَكُنْ لهمْ جَماعَةٌ ولا إمامٌ؟ قالَ: فاعْتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّها، ولو أنْ تَعَضَّ بأَصْلِ شَجَرَةٍ، حتّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وأَنْتَ على ذلكَ. البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٧٠٨٤  •  [صحيح]
  2. [عن عائشة أم المؤمنين:] دخلنا على عائشةَ فقلنا: يا أمَّ المؤمنين ! ما كان خُلُقُ رسولِ اللهِ ﷺ؟ قالت: كان خُلُقُه القرآنُ. الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الأدب المفرد ٢٣٤  •  صحيح لغيره  •  أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (٣٠٨)
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#أصول-الانحراف
اقرأ أيضا
انهيار الشباب وظهور الخلل والاضطراب في أوساطهم | مرابط
فكر تفريغات

انهيار الشباب وظهور الخلل والاضطراب في أوساطهم


نقف وقفة ونسأل: لماذا هذا التباين الرهيب بين ما عليه شباب أمة الإسلام الآن وبين ما ينبغي أن يكون عليه من المؤكد أن الخطأ لم ينبع من الشباب وحدهم لكن الخطأ خطأ مركب فهذه منظومة كاملة حدث فيها نوع كبير من الاضطراب والخلل في هذه المحاضرة أحصي لكم أربعة أسباب لانهيار مستوى الشباب

بقلم: راغب السرجاني
882
هالة البعيد | مرابط
مقالات

هالة البعيد


الوعي أحيانا بحقيقة وتفاهة اللذائذ المادية ذاتها .. وإدراك شيء من زيف ظاهرها الخلاب .. يمنحك قوة مضاعفة في مواجهة الفتنة وهذا هو سر الشيء المدهش في عبارة ابن مفلح .. فبدلا من أن يقدم موعظة خالصة .. عمد إلى تفتيت وهج الفتنة ذاتها.. حيث يقول ابن مفلح في عبارته المركزة: وليحذر العاقل إطلاق البصر فإن العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه.!!

بقلم: إبراهيم السكران
571
من أخلاق الكبار: عبد الله بن مسعود | مرابط
تفريغات

من أخلاق الكبار: عبد الله بن مسعود


وسل نفسك لو أنك رجعت إلى بيتك ووجدت أن البيت قد كسر وأن المتاع قد سرق أو وضعت يدك في جيبك فوجدت أن ما تحتفظ به من نقود وأوراق ووثائق قد نشلت وسرقت أو خرجت إلى سيارتك فإذا هي قد كسرت وأخذ ما بها ونثر زجاجها على قارعة الطريق ماذا تصنع؟

بقلم: خالد السبت
445
كيف نتغلب على حالة هدر الوقت | مرابط
تفريغات ثقافة

كيف نتغلب على حالة هدر الوقت


يجب أن نقول في البداية: إن الواحد منا مهما أبدى من الكفاءة والألمعية في تنظيم وقته والاستفادة منه فإنه لن يستطيع استثماره على نحو تام فالعنصر الروحي الذي يتمتع به الإنسان يفقده المرونة الكافية للعمل المتواصل ولذا فإن طبيعة عمله تظل مغايرة لطبيعة عمل الآلة كما أن الظروف والأحوال المحيطة هي الأخرى تحول دون ذلك ولذا لا بد إذا أن نقنع باستثمار نسبي واستفادة منقوصة

بقلم: د عبد الكريم بكار
505
هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء | مرابط
اقتباسات وقطوف

هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء


تعليق ماتع من شيخ الإسلام ابن تيمية على قوله تعالى ضرب لكم مثلا من أنفسكم ۖ هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم ۚ كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون فالمتأمل لهذه الآية يجد فيها أعظم دلالة على عقيدة التوحيد

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
2139
معرفة جلال الله وعظمته | مرابط
اقتباسات وقطوف

معرفة جلال الله وعظمته


مقتطف لأبي حامد الغزالي من كتابه إلجام العوام عن علم الكلام يشير فيه إلى السبيل الحق وهو معرفة جلال الله وعظمته وصفاته من كتابه بعبارة الوحي الصادقة الصافية بعيدا عن عبارات أهل الكلام حتى لو أنهم يصلون إلى نفس النتيجة ولكن بطرق ملتوية تشوش قلوب المؤمنين

بقلم: أبو حامد الغزالي
2238