يقول شيخ الإسلام معلقًا على الآية:
يقول تعالى: إذا كان الواحد منكم ليس له من مماليكه شريك فيما رزقه الله، بحيث يخاف ذلك المملوك كما يخاف السادة بعضهم بعضًا، فكيف تجعلون لي شريكًا هو مملوكي، وتجعلونه شريكًا فيما يختص بي من العبادة والمخافة والرجاء، حتى تخافوه كما تخافوني؟!
ومن المعلوم أن ملك الناس بعضهم بعضًا ملك ناقص، فإن السيد لا يملك من عبده إلا بعض منافعه، لا يملك عينه، وهو شبيه بملك الرجل بعض منافع امرأته، وملك المستأجر بعض منافع أجيره.. فإذا كان هذا المِلك الناقض لا يكون المملوك شريكا للمالك، فكيف بالمِلك الحق التام لكل شيء؟!
مِلك المالك للأعيان والصفات، والمنافع والأفعال، الذي لا يخرج عن ملكه شيء بوجه من الوجوه، ولا لغيره ملك مفرد، ولا شريك في ملك ولا معاونة له بوجه من الوجوه، كيف يسوغ في مثل هذا أن يُجعل مملوكُه شريكَه بوجه من الوجوه؟
المصدر:
- شيخ الإسلام ابن تيمية، دراء تعارض العقل مع النقل، 389/7