الأطفال وجناية الشهرة

الأطفال وجناية الشهرة | مرابط

الكاتب: د. طلال الحسان

318 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

من الظواهر المؤلمة التي ظهرت مؤخرًا؛ ظاهرة شهرة الأطفال وإبرازهم وجعلهم ممن يشار إليهم بالبنان، وممن تلاحقهم الأضواء والفلاشات، وهذه ظاهرة سيئة لها تبعاتها الخطيرة على الطفل وعلى مستقبله في هذه الحياة.

والأدهى والأمرّ تصنيف ذلك على أنه نجاح وتوفيق وتحقيق هدف، ونموذج ينبغي أن يُحتذى، فيكون ميزان النجاح بعدد المتابعين وكثرة لظهور أمام الفلاشات، وهذا وربي من المفاهيم المغلوطة التي ينبغي أن تصحح.

فالشهرة لها تبعات عظيمة قلّما يسلم منها أحد من الكبار، فكيف بهؤلاء الأطفال؟

وأجدني مشفقًا غاية الإشفاق على هؤلاء الصغار، لأنهم ضحايا يتكسب بها غيرهم، من والد غُيِّبت عنه المفاهيم التربوية أو شركات رأسمالية همّها الأول والأخير جني الأموال.

إن الطفل في هذه المرحلة بأمس الحاجة إلى المعاني التربوية وغرس قيم الخر فيه، وتنشئته على الفضائل، وإقحامه عالم الشهرة والأضواء في هذه السن جناية عليه وعلى مستقبله، وقلما يُفلح من سُلِك به هذا المسلك.

ﻷن حاجته في هذه السن تكمن في غرس معاني الإيمان والتدين فيه، وتمتين علاقته بالله، فظهوره صغيرا سيقلب عنده الموازين ويضخم الدنيا في قلبه، ويُضعف عنده الحرص على الفضائل ومعالي الأمور، ﻷن ثمرتها آجلة، وغير ملموسة، فعقله ونمط تفكيره لم يعتد عليها، وسيكون الضرر الكبير على دينه وأخلاقه.

وهذه من الأمور التي يجب أن يتنبه لها الآباء والمربون.

نعم، كم جنت هذه الشهرة المبكرة على مواهب، وكم قتلت من طاقات، وكم أفسدت من قيم، فالحدث إذا تصدر واشتهر فاته علم كثير كما قال الشافعي.

فالأبناء من الرعية التي سيُسأل عنها العبد أمام الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الأطفال #الشهرة
اقرأ أيضا
خصائص المحافظة على صلاة الفجر ج2 | مرابط
تفريغات

خصائص المحافظة على صلاة الفجر ج2


الرسول صلى الله عليه وسلم يا إخواني كان يعلم أنه يصعب علينا صلاة الصبح في موعدها لأجل هذا كان له أسلوب تربوي رائع في تحفيز المسلمين لهذه الصلاة المحورية الخطيرة التي تميز الصادقين من المنافقين فقد أعطى صلى الله عليه وسلم خصائص هامة فريدة لصلاة الصبح لترغيب المسلمين في هذه الصلاة العظيمة الهامة وبين يديكم تفريغ لجزء من محاضرة الدكتور راغب السرجاني يتحدث فيها عن هذه الخصائص

بقلم: د راغب السرجاني
617
سلسلة كيف تصبح عالما: الدرس الثاني ج1 | مرابط
تفريغات

سلسلة كيف تصبح عالما: الدرس الثاني ج1


ما حال أمتنا في العلوم الحياتية ما حال أمتنا في علوم الطب والهندسة لا شك أن أمتنا تعاني حالة من التردي في العلوم الحياتية وليس هذا كلاما عاطفيا إنما هناك ظواهر ومشاهدات واستقراءات نريد أن نتحدث عنها اليوم فأي مشكلة لها حل وأول وسائل الحل أن تعرف الواقع ليست هذه دعوة للإحباط ولا دعوة للتشاؤم فعندما يأتي إلينا مريض يعالج من مرض كذا أو كذا لابد أن تعرف واقع المريض: هل عنده أمراض أخرى عمره كم سنة ما هي ظروفه هل عمل عمليات قبل ذلك أم لا أخذ أدوية أو لم يأخذ

بقلم: د راغب السرجاني
706
الإنسانية في أصدق معانيها | مرابط
فكر

الإنسانية في أصدق معانيها


فالعالم العالم بحجة الشرع والقوي قوي بالله والمرحوم مرحوم بالتسليم والطاعة والغني غني بالافتقار إلى الله والواصل واصل بتدبير الله.. فمن جعل الإنسانية دينا جعل الإنسان إلها على الحقيقة! أي إنسانية يدعون إليها؟!

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
333
شدة نفور الصحابة رضوان الله عليهم من البدع | مرابط
تفريغات

شدة نفور الصحابة رضوان الله عليهم من البدع


فقد كان إحساس الصحابة بالبدعة ونفورهم منها فوق كل تصور وعندما نعرض بعض النماذج المبتدعة في زمن الصحابة نحن الآن نراها من المستحبات وكانت عندهم من البدع لأن الأمر كما قالت عائشة رضي الله عنها: يا ويح لبيد كيف قال: ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب فالذي عرف الرسول صلى الله عليه وسلم ورأى هذا النور وعاش بعده الزمان الغدر يكون من أشد الناس غربة لذلك فمحنة الصحابة في المعارك التي حدثت بينهم كانت شديدة كان الواحد منهم مع أخيه أمام الرسول صلى الله عليه وسلم إخوة متحابين لا مشاكل...

بقلم: أبو إسحق الحويني
820
التزمت ولم أجد الراحة | مرابط
اقتباسات وقطوف

التزمت ولم أجد الراحة


التزمت ولم أجد الراحة التي كنت أطلبها تلك العبارة نسمعها كثيرا على ألسنة الملتزمين الجدد ويبدو أنها تنطوي على إشكالية واضحة كما أنها تثبط من يسمعها من غير الملتزمين وتزهده في طريق الالتزام وهذا المقتطف للدكتور إياد قنيبي يجيب فيه عن هذه الإشكالية

بقلم: إياد قنيبي
1148
إبراهيم عليه السلام يحاجج النمرود | مرابط
اقتباسات وقطوف

إبراهيم عليه السلام يحاجج النمرود


لم يكن إبراهيم بذلك الرجل يناقش الضعفاء والعامة ويترك الأقوياء والكبراء وإنما كان يثبت الحق عند الجميع لم يكن ليخاف في الله لومة لائم ولذلك لما وصلت القضية إلى النمرود قام إبراهيم لله بالحجة بين يديه فأمره ونهاه وقام لله بالحجة على هذا الطاغية

بقلم: محمد المنجد
616