الانغماس في حياة الغرب

الانغماس في حياة الغرب | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

420 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

الانغماس في حياة الغرب لاسيما المتعصب ضد الإسلام؛ كارثي بجميع المقاييس! تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا بريءٌ من كل مسلمٍ يُقيم بين أظْهر المشركين"..

في أحد وجوه تأويل الحديث أن المقصود ضمان دينه.. أي أن يَأمن على دينه، كأنه أعان أسباب الخذلان على نفسه بمقامه بينهم!

فبقدر ما تنغمس فيهم بقدر ما تصيبك لعنتهم دون أن تشعر؛ فإما تتنازل عن قيمك وتتخلى عنها؛ فتغوص في الرذائل.. أو تداهن وتوارب في قيمهم فتتورط في كوارث.. أو تنبهر بالتعليم واحترام الخصوصيات و و..؛ فتصير حاكمية الذوق الغربي أهم من حاكمية الدين، ويصير فهم الدين بمعايير الإنسانية أهم من فهمه بمعايير أهل العلم!

فإذا كانت لديك قوة نفس راسخة تحفظك من كل ذلك؛ فمصير "إدريسا غاييه" لاعب كرة قدم ينتظرك عاجلًا أم آجلًا! اللهم إلا من رحم..

لتفهم هذه الفكرة جيدًا.. 
تأمل مواقف باقي لاعبي كرة القدم المسلمين (غير إدريسا غاييه) في نفس النادي في نفس الحدث (دعم الشذ*)، فضلًا عن باقي نوادي أوروبا!

لا، أبسط من ذلك؛ تأمل بعض المواقف في أزمة "الترحم على غير المسلم"، والمواقف الشبيهة بها من قبل؛ تجد أن كثيرًا ممن يعيشون في الغرب من المسلمين يتخذون موقفًا مختلفًا عن الموقف الشرعي (المعتبر والمشهور) مراعاةً لذوقيات الوقت أو مجاملات القضية الوطنية أو غير ذلك!

لو سألتَ أي مهاجر عن أكبر تحدي يواجهه في الحياة في الغرب، سيقول لك الاندماج.. كلمة في كل احتمالاتها لا تحمل إلا أفكار: الموقف من قيم الغرب ومقدساته، والموقف من قيم المسلم وهويته.. كلمة لا تحمل في أغلب معانيها إلا معنى الذوبان !
لماذا؟! ليس لاختلاف الثقافة فقط، بل الأهم لأن مركزيات الغرب تناقض مركزيات الدين، ليست لأن منطلقات الحياة ليست واحدة؛ بل لأنها متعارضة.

الغرب يُريدك أن تندمج فعلًا، لا يرفض ذلك، يريد منك أن تكون ترسًا في آلته الرأسمالية، لكن أيضًا ترسًا في آلته القيمية.. أن تكون فاعلًا في منظومته؛ ليس المادية فقط، بل الحداثية بكل مضامينها، تزيد قوته المادية وتزيد قوته الثقافية.. وأي ممانعة معناها أنك تعطل عمل هذه الآلة وسير هذه المنظومة!
بالضبط كما يفعل مع معادن وخيرات أفريقيا؛ يسرقها ثم يعيد إنتاجها للعالم كـ "براند" جديد يُنافس به ويُصارع.. أنت فقط "براند" من نوع آخر!

قال تعالى:
"..ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره إنكم إذا مثْلُهُم"
لماذا كانوا مثلهم؟!
لأن نفوسهم تُسر أن يرى المسلم المنكر ويسمعه فلا يمتعض.. لأنهم إذا يأسوا من عَمَلك المنكر؛ لم يطمعوا في أكثر من أن ترضى عَمَلهم له.. ومن رضي بمنكر رآه وخالط أهله، وإن لم يباشره؛ كان في الإثم بمنزلة المباشر!

نعم، أفهم أن حياة البعض في الغرب قد تكون اضطرارًا.. لكن مهم فهم أساس المشكلة حتى ولو لم يقدر على حلها الآن، ليكون مستعدًا، لأن للأخلاق عدوى!
والاستعداد؛ بعلم تدفع به الشبهات، ودين تمنع به الشهوات، بقوة راسخة في النفس؛ تحفظ من السقوط في وحل قيم الغرب ومقدساته.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الغرب
اقرأ أيضا
كيف تقرأ كتابا ج4 | مرابط
تفريغات

كيف تقرأ كتابا ج4


أحد الشباب كان في المذاكرة أيام الجامعة يذاكر وكان الكتاب ضخما فيه ما هب ودب فكان يستخدم الألوان اللون الأصفر للأشياء المهمة جدا قانون يجب حفظه الشيء الأزرق أقل أهمية الشيء الأحمر أقل شيء ويترك الباقي بياضا أو يرقمه فيجعل للشيء المهم جدا رقم واحد وللمتوسط رقم اثنين وما يمكن تأجيله في المذاكرة رقم ثلاثة فإذا وجد وقتا قرأه وإلا تركه

بقلم: محمد صالح المنجد
483
حقوق المال في الإسلام | مرابط
تعزيز اليقين مقالات

حقوق المال في الإسلام


وضح لنا ديننا الواجبات المالية توضيحا تاما مجملا ومفصلا فأمرنا بأداء الحقوق المالية والإنفاق مما رزق الله وأثنى على القائمين بها وذم المانعين لها أو لبعضها وفصل ذلك فذكر الأموال التي تجب فيها الزكاة من الحبوب والثمار والمواشي والعروض والنقود وذكر شروطها ونصبها ومقدار الواجب منها ولمن تدفع للمصالح المحتاج إليها وللمحتاجين

بقلم: عبد الرحمن بن ناصر السعدي
1197
الإنسان ذئب لأخيه الإنسان | مرابط
الإلحاد

الإنسان ذئب لأخيه الإنسان


في عالم إلحادي ليست الأنانية القصوى رذيلة إذ أننا لن نجد سببا ماديا لإدانة الرغبة في احتكار أسباب المتعة.. في عالم مظلم بلا خير ولا شر لا يمكن أن نجد أساسا وجوديا لإدانة من يروي عطشه لسعادته الشخصية على حساب غيره إذ إن سعادة الآخرين أمر غير جدير بالاعتبار

بقلم: د. سامي عامري
1112
يؤمنون بالشريعة إلا قليلا | مرابط
تعزيز اليقين مقالات

يؤمنون بالشريعة إلا قليلا


أين من يقرأ في نصوص الشريعة ويبحث في أحكامها لينظر في مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم لأجل أن يؤمن به ويعمل بمقتضاه ويؤمن بعد ذلك كله أن هذا هو العقل والمصلحة ويعتمد في سبيل ذلك على أقاويل الصحابة وتفاسير التابعين ومذاهب الفقهاء واللغويين حتى يهتدي إلى مراد الله و مراد رسوله صلى الله عليه وسلم أين هذا ممن يضع أحكاما عقلية مسبقة و مصالح دنيوية معينة يرى أنها بحسب هواه وعقله القاصر هي العقل و المصلحة التي لا تأتي الشريعة بما ينافيها فإذا وجد آية محكمة أو حديثا صحيحا يهز بعض جوانب هذه...

بقلم: د فهد بن صالح العجلان
2212
الوسطيتان | مرابط
فكر مقالات

الوسطيتان


من الملاحظ أن مصطلح الوسطية قد كثر استخدامه في الساحات الفكرية والشرعية في بلادنا فيقول لك الإسلام الوسطي والشيخ الوسطي ويبدو أن الأمر يحتاج إلى فحص وتمحيص حتى نعلم مرادهم من هذه الوسطية ومن هنا يأتي المقال الذي بين يدينا للكاتب إبراهيم السكران ويوضح لنا نوعين من الوسطية: أحدهما مطلوب ومحمود والآخر مرفوض ومذموم

بقلم: إبراهيم السكران
2070
الخوف من الله حقيقته وفضله ج1 | مرابط
تفريغات

الخوف من الله حقيقته وفضله ج1


من العبث ومن الكلام الباطل المعسول أن ينقل عن بعض المتصوفة سواء كانوا نساء أو رجالا أن أحدهم كان يقول في مناجاته لربه تبارك وتعالى: ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك إلى آخر الخرافة المزعومة لا يتصور من إنسان عرف الله حق معرفته ألا يخشى من ربه تبارك وتعالى بل -كما ذكرنا- كلما كان مقربا إلى الله كلما كان أخوف من الله وأخشى لله عز وجل وما المقصود من مثل هذه الخرافة الصوفية إلا أن يحمل الناس أن يعيشوا هكذا ليس هناك خوف منهم لله يحملهم على تقواه ولا -أيضا- عندهم رغبة فيما عند الله يطمعهم ف...

بقلم: محمد ناصر الدين الألباني
678