الجهل بأن الدنيا دار ابتلاء وامتحان

الجهل بأن الدنيا دار ابتلاء وامتحان | مرابط

الكاتب: م أحمد حسن

665 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

وهذه المسألة هي الأخرى أصل مشترك وثابت في كل إشكالات مشكلة الشر، وذلك من أعتى الفلاسفة وأكبر العلماء إلى أبسط البشر، ومن المؤمن الملتزم إلى المؤمن العادي، فأنا كمؤمن قد (أقرأ) كثيرًا عن الابتلاء في القرآن والسنة، بل وقد أقوم بتدريس ذلك للناس بنفسي، أو (وعظهم) به لسنوات، لكن كل هذا لن يغني وقت (تعرضي) لابتلاء حقيقي كموت حبيب في حادث، أو سجن، أو تعذيب.. لن يُغني ساعتئذ شيء إلا إيماني بأن هذه الدنيا دار مرور وليست دار سكن، دار ابتلاء وامتحان وليست جنة، فإذا كنت متشربًا بكل ذلك متفهمًا له، مستوعًا، مؤمنا به أشد الإيمان سيهون كل ابتلاء في عيني، وسيتعاظم أجر احتسابه لوجه الله في قلبي، وهذا هو درب الرسل والأنبياء والصالحين وما تعرضوا له..

فالابتلاء في هذه الحياة مثل الكأس وكل الناس شارب منه ولا بد، لكنه يتفاوت من شخص إلى آخر حسب قوة إيمانه ويقينه، وحقيقة نفسه التي يخرجها الله بهذه الامتحانات؛ يقول الله عز وجل "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"

ويقول "وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً"
ويقول كذلك "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ"
وأخيرًا وليس آخرًا: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ"

وأما العوامل التي تساعد على أن يضل مؤمن ملتزم بالابتلاءات فمنها:
المثالثة الزائدة في تصور الحياة الدنيا
قراءة القرآن بغير تدبر حتى لو كان حافظًا له
الغفلة عن قصص ابتلاء الرسل والأنبياء والصالحين والصحابة والسلف.
العبادة الجافة التي تخلو من الارتباط بالله تعالى الذي يهون كل شيء من أجله

 


 

المصدر:

م. أحمد حسن، أسس غائبة، ص143

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#مشكلة-الشر #الدنيا
اقرأ أيضا
القلب لا يعيش إلا في العواصف والمحن | مرابط
اقتباسات وقطوف

القلب لا يعيش إلا في العواصف والمحن


وهذا القلب إنما يستمد مادة حياته من المحن ومن العوارض ومن المتاعب فالجوارح تستمد حياتها من الراحة أما القلب فهو يستمد حياته من المحن ففيها سلامة القلب فالقلب لا يعيش إلا في العواصف والمحن ولذلك اختار الله عز وجل البلاء فجعله من نصيب أوليائه

بقلم: أبو إسحق الحويني
520
من أخلاق الكبار: عبد الله بن مسعود | مرابط
تفريغات

من أخلاق الكبار: عبد الله بن مسعود


وسل نفسك لو أنك رجعت إلى بيتك ووجدت أن البيت قد كسر وأن المتاع قد سرق أو وضعت يدك في جيبك فوجدت أن ما تحتفظ به من نقود وأوراق ووثائق قد نشلت وسرقت أو خرجت إلى سيارتك فإذا هي قد كسرت وأخذ ما بها ونثر زجاجها على قارعة الطريق ماذا تصنع؟

بقلم: خالد السبت
445
مختصر قصة الأندلس الجزء الثاني | مرابط
تاريخ أبحاث

مختصر قصة الأندلس الجزء الثاني


سلسلة مقالات مختصرة تطوف بنا حول الأندلس لنعرف قصتها من البداية حتى النهاية من الفتح إلى السقوط سنعرف كل ما دار من أحداث بين لحظة الفتح والصعود ولحظة الانهيار والأفول والهدف من ذلك أن ندرك ونعي تاريخنا بشكل جيد وأن نتعلم منه حتى نبني للمستقبل

بقلم: موقع قصة الإسلام
1619
بين حضارة الجسد وحركات تحرير المرأة | مرابط
فكر مقالات

بين حضارة الجسد وحركات تحرير المرأة


في الغرب يتحدثون عن حقوق المرأة في الوقت الذي تتصاعد فيه معدلات الإباحية والعري ومحاصرة المرأة بمعايير تؤكد أهمية جسدها وتختزلها تماما فيه. في مقال متميز للأستاذ مصطفى المرابط بعنوان صناعة الأنوثة جاء فيه أن الصورة النمطية التي يتم تثبيتها تختزل المرأة في جسدها لم يعد يكتفى بتشيؤ هذا الجسد أي تحويلها إلى شيء إنما جعله في خدمة الشيء حيث يقدم طعما للترويج لسلعة أو منتوج. فالجسد يقدم تارة على أنه مادة للاستهلاك وتارة أخرى وسيلة للاستهلاك.

بقلم: عبد الوهاب المسيري
328
بعيدا عن الضجيج! | مرابط
فكر

بعيدا عن الضجيج!


الناس تتغير كل يوم بقطع النظر للأفضل أو الأسوأ في زحام الحياة ومتطلباتها يحتاج المرء إلى وقت للابتعاد عن الضجيج لتقييم خطواته وآرائه وبذا يتعمق أكثر.

بقلم: يوسف سمرين
340
هل العمل عبادة؟ | مرابط
مقالات

هل العمل عبادة؟


والعمل ليس عبادة إلا إذا نوى الإنسان به نية حسنة ككف نفسه عن سؤال الناس والحاجة إليهم أو النفقة على أهله والتصدق على المحتاجين وصلة الرحم ونفع المسلمين بهذا العمل.. ونحو ذلك من النيات الصالحة التي يثاب عليها. ولا بد من استحضار النية.

بقلم: قاسم اكحيلات
583