![القرآن متضمن لأدوية القلب | مرابط](/images/articles/thumbnail/murabet.com_ch4pzep.png)
لما أراد الله تعالى أن يمن على عباده بأمرين أساسيين للحياة، ذكر:
- الإطعام
- الأمن
فقال: {فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}
فالجائع لا يُفكر، والخائف لا يعمل، وإذا اجتمعا في مجتمع دخل هذا المجتمع في حالة ركود تقوده إلى شلل تام، ويكون فيه كـ "الميت"، أو كـ "الشاة" لا يضرها سلخها بعد ذبحها.
كل هذا مفهوم .. وهذا ما فهمه الغرب منذ مدة بعيدة، وعملوا على توفيره عبر وسائل الكثيرة لتكون هذه المجتمعات المسلمة بهذه الصورة: جائعة .. خائفة !
إذا نزلنا درجة من المجتمع إلى الأسرة ستجد أن أكثر المشكلات المادية تنتج أصلا من هذين الأصلين، الذين هما (سبب للبعد عن الله وعبادته وتنفيذ أوامره).
فتجد الرجل يكد ويكدح كي يجمع المال لأسرته بالفعل أو لأسرته التي ينوي إقامتها، ومع الوقت يتحول بدون وعي إلى آلة جمع للفتات من أجل العيش
لا اهتمام بزوجة ولا أطفال ولا بيت، ولا أي شيء آخر سوى خوفه من أن تتوقف الساقية التي رُبط فيها فيظن أنه سيحل بأسرته الخوف والجوع.
هذا البيت الذي غاب رجله عن الفعل والتربية، سيخرج أبناء وبنات لا يستطعون إقامة بيوت سوية بصورة طبيعية، لأنهم فقدوا الجزء التربوي الأهم في فترة التنشأة.
الكلام على مرارته معروف، نعيشه جميعا .. إذن ما الحل:
الحل القريب: أن نحاول المحافظة على بنية الأسرة الطبيعية بكل ما نملك، على روابطنا ببعضنا مهما كانت حالتنا المعيشية .. أن نوطن أنفسنا على التحمل في سبيل عدم خسارتنا لأنفسنا.
وسبيل ذلك، وقبله:
أن نقوي صلتنا بالله تعالى، ونعزز اليقين أن الله تعالى هو الرزاق ذو القوة المتين، وأنه مطلع على حالنا، ونتعلم الرضا بالقضاء ونعمل على دفع قدر الله بقدر الله.
أهم شيء في هذه الأزمات، ألا نفقد صلتنا بالله تعالى، وألا نفقد علاقتنا ببعضنا، فإن استطعنا المحافظة على ذلك، فإننا نبقى ونكمل ونقوم من ضعفنا ويتحول حالنا بأمر الحي القيوم إلى أحسن حال.
الله تعالى قادر أن يضيق على أقوام كفروا نعمته وطغوا في البلاد وأكثروا في الفساد، وفي نفس الوقت يوسع برحمته على عباده المتقين المُسلِّمين أمرهم لله تعالى.
فلندمن هذه الأيام من قول لا حول ولا قوة إلا بالله
وقول: ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
إن الله لا يُغلب، فلا تيأسوا من رحمة الله