الزينة والنمص

الزينة والنمص | مرابط

الكاتب: محمد العريفي

398 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

ومن اتباع الهوى والشيطان تكلف الفتاة في تزيين مظهرها، ولو كان في ذلك التعرض للعنة الله، ومن ذلك نمص الحواجب وترقيقها إما بالنتف أو الحلق، وهو تحقيق لوعيد الشيطان لما قال لربه: "لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ" [النساء:118-119].

 

والنمص تغيير لخلق الله، وهو تعرض للعنة الله، فقد صح عند أبي داود وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة، والمستوشمة، والنامصة، والمتنمصة، المغيرات لخلق الله).

 

سبحان الله! كيف تفعلين ما يعرضك للعنة الله وأنت تسألين الله المغفرة والرحمة في الصلاة وخارجها؟! أليس هذا تناقضًا بين قولك وفعلك، تطلبين الرحمة وتفعلين ما يطردك منها.. إن هذا لشيء عجاب! بل أفتى العلماء الربانيون بتحريمه، وبين يدي أكثر من عشرين فتوى كلها تحرم نمص الحواجب، فمن مقتضى إيمانك بالله أن تطيعيه فيما أمر، وأن تجتنبي ما نهى عنه وزجر.

 

بل إن النمص أيضًا من التشبه بالكافرات، و(من تشبه بقوم فهو منهم)، والله يوم القيامة يقول: "احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ" [الصافات:22] أزواجهم: أي شبهاؤهم ونظراؤهم، ومن أحب قومًا حشر معهم.

 

ولا تقولي: كثيرات يفعلن ذلك. فأقول: نعم، العبرة ليست بالكثرة، فكثيرات أيضًا يعبدن الأصنام، هل تعبدين الأصنام معهن؟ كثيرات يعلقن الصليب هل تفعلين مثلهن؟! إن كثرة العاصيات لا تعذرك عند الله، فأنت مسئولة عن عملك، وكما كنت في ظهر أبيك وحدك، ثم في بطن أمك وحدك، ثم ولدت وحدك فإنك تموتين وحدك، وتبعثين يوم القيامة وحدك، وتمرين على الصراط وحدك، وتأخذين كتابك وحدك، وتسألين بين يدي الله وحدك، قال الله: "إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا" [مريم:93-95].

 


 

المصدر:

محاضرة قصة فتاة

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#المرأة-المسلمة #النمص
اقرأ أيضا
معالجة الإسلام للجريمة ومعالجة المناهج الأخرى | مرابط
تفريغات

معالجة الإسلام للجريمة ومعالجة المناهج الأخرى


وعندما توجد الجريمة ينبغي أن تعالج وعلاجها في الإسلام مختلف فالإسلام يعالجها لا كما تعالجها أوروبا إذ أن علاجها في أوروبا جعلها تزداد وتنتشر لأنها تعالج علاجا خاطئا فالإنسان قد يجرم بجريمة واحدة فيأتي عالم الغرب بعلاج السجن فيلتقي مع مئات من المجرمين فيعلمونه الإجرام ويخرج أستاذا في الإجرام ويكثر المجرمون فيحتاج الناس إلى أن يهيئوا لهم السجون ويهيئوا لهم الحراس ويهيئوا لهم الذين يطبخون والذين يعنون بهم فنحتاج إلى جيوش يقومون على رعايتهم

بقلم: عمر الأشقر
730
واجب الأخوة في الله | مرابط
تفريغات

واجب الأخوة في الله


فالإنسان يجب أن يكون بالنسبة لأخيه مرآة له يريه ويبصره بما يرى على سبيل التناصح فالنصيحة واجبه بيننا أما إن كانت علاقاتنا عاطفية أو أخوية تتجرد عن التناصح وعن تسديد الأخطاء وعن بيان الواجب في الدعوة إلى الله فإننا مع الزمن تتضخم لدينا الأخطاء ولا نستفيد من هذه العلاقة إلا راحة نفسية يجدها الإنسان عندما يرى إخوانه ولا شك أن هذه الراحة مطلوبة

بقلم: سفر الحوالي
406
مكانة المرأة في الإسلام | مرابط
تعزيز اليقين فكر مقالات المرأة

مكانة المرأة في الإسلام


روى الترمذي في سننه من حديث أم عمارة - رضي الله عنها - أنها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشيء فنزلت هذه الآية: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما الأحزاب: 35

بقلم: د أمين بن عبدالله الشقاوي
1632
الوقاية بالغض من البصر | مرابط
تفريغات

الوقاية بالغض من البصر


إن الشارع قد منع إتيان أماكن الفساد والمحرمات بالإضافة إلى ذلك وأمر بغض البصر عند دخول الأسواق وغيرها من المجامع التي فيها مظنة النظر إلى ما حرم الله أو شيء من انكشاف العورات. ونحن اليوم ما أحوجنا إلى غض البصر أمام هذا الكم الهائل من الأجساد التي تعرت عما أوجب الله ستره والتي كشفت بقصير أو ضيق أو شفاف أو برقع فاتن أو نقاب واسع أو عيون قد غشاها الكحل ونحو ذلك من وسائل الفتنة!

بقلم: محمد صالح المنجد
291
خرافة قانون الجذب | مرابط
فكر اقتباسات وقطوف

خرافة قانون الجذب


إن الشريعة جاءت ببيان أن مجرد ما يتردد في النفس من الخواطر والأفكار فليس محلا للمؤاخذة أو المحاسبة ما لم ينتج عنه عمل وهؤلاء يريدون أن يجلعوا الخواطر السيئة بمجردها سببا لنزول المصائب والبلايا مطلقا مناقضين بذلك قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوسوت به صدورها ما لم تعمل أو تكلم فأصحاب قانون الجذب الفاسد يقلبون الموازين بحصر سبب المصيبة في تفكير من وقعت عليه مغفلين بذلك الأسباب الحقيقية التي أثبتتها نصوص الشرع وقواعد العقل الصحيح

بقلم: عبد الله العجيري
382
الطفل الإسلامي والطفل الغربي الجزء الأول | مرابط
تفريغات

الطفل الإسلامي والطفل الغربي الجزء الأول


تأملوا تكريم الشريعة للطفل الذي يولد جاءت بأشياء تدل على أنه قد حدث أمر مهم وليس مجرد أرحام تدفع ولا مجرد ولد خرج وإنما يحتفى به غاية الاحتفاء ويكرم غاية التكريم الشريعة تكرم الطفل من مبدأ أمره فيحنك بأن تلين التمرة حتى تصير مائعة بحيث تبتلع ويفتح فم المولود وتوضع فيه ويدعى له بالبركة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم

بقلم: محمد المنجد
620