الهجرة النبوية نقطة تحول في التاريخ الإنسان ج2

الهجرة النبوية نقطة تحول في التاريخ الإنسان ج2 | مرابط

الكاتب: علي الصلابي

635 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

8 – أمانات المشركين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم:

في إيداع المشركين ودائعهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مع محاربتهم له، وتصميمهم على قتله دليلٌ باهرٌ على تناقضهم العجيب، الَّذي كانوا واقعين فيه؛ ففي الوقت الَّذي كانوا يكذِّبونه، ويزعمون: أنَّه ساحرٌ، أو مجنونٌ، أو كذَّابٌ، لم يكونوا يجدون فيمن حولهم مَنْ هو خيرٌ منه أمانةً وصدقًا، فكانوا لا يضعون حوائجهم، ولا أموالهم الَّتي يخافون عليها إلا عنده! وهذا يدلُّ على أنَّ كفرانهم، لم يكن بسبب الشَّكِّ لديهم في صدقه؛ وإنَّما بسبب تكبُّرهم، واستعلائهم على الحقِّ الَّذي جاء به، وخوفًا على زعامتهم، وطغيانهم، وصدق الله العظيم؛ إذ يقول: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيات اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾ [الآنعام: 33].

وفي أمر الرَّسول صلى الله عليه وسلم لعليٍّ رضي الله عنه بتأدية هذه الأمانات لأصحابها في مكَّة؛ برغم هذه الظُّروف الشَّديدة؛ الَّتي كان من المفترض أن يكتنفها الاضطراب، بحيث لا يتَّجه التَّفكير إلا إلى إنجاح خطَّة هجرته فقط؛ برغم ذلك فإنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم ما كان لينسى، أو ينشغل عن ردِّ الأمانات إلى أهلها، حتَّى ولو كان في أصعب الظُّروف الَّتي تُنسي الإنسان نفسه، فضلًا عن غيره.

 

9 – الرَّاحلة بالثَّمن:

لم يقبل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يركب الرَّاحلة، حتَّى أخذها بثمنها من أبي بكرٍ رضي الله عنه، واستقرَّ الثَّمن دَيْنًا بذمَّته، وهذا درسٌ واضحٌ بأنَّ حملة الدَّعوة لا ينبغي أن يكونوا عالةً على أحدٍ في وقتٍ من الأوقات، فهم مصدر العطاء في كلِّ شيءٍ. إنَّ يدهم إن لم تكن العليا، فلن تكون السُّفلى، وهكذا يصرُّ صلى الله عليه وسلم أن يأخذها بالثَّمن، وسلوكه ذلك هو التَّرجمة الحقَّة لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء: 109].

إنَّ الذين يحملون العقيدة والإيمان، ويبشِّرون بهما، ما ينبغي أن تمتدَّ أيديهم إلى أحدٍ إلا الله؛ لأنَّ هذا يتناقض مع ما يدعون إليه، وقد تعوَّد النَّاس أن يعوا لغة الحال؛ لأنَّها أبلغ من لغة المقال، وما تأخَّر المسلمون، وأصابهم ما أصابهم من الهوان إلا يوم أصبحت وسائل الدَّعوة، والعاملون بها خاضعين لِلُغة المادَّة؛ إذ ينتظر الواحد منهم مرتَّبه، ويومها تحوَّل العمل إلى عملٍ ماديٍّ؛ فقَد الرُّوح، والحيويَّة، والوضاءة، وأصبح للأمر بالمعروف موظَّفون، وأصبح الخطباء موظَّفين، وأصبح الأئمَّة موظَّفين. إنَّ الصَّوت الَّذي ينبعث من حنجرةٍ وراءها الخوف من الله، والأمل في رضاه، غير الصَّوت الَّذي ينبعث ليتلقَّى دراهم معدودة، فإذا توقَّفت؛ توقف الصَّوت، وقديمًا قالوا: «ليست النَّائحة كالثَّكلى»؛ ولهذا قلَّ التأثير، وبَعُدَ النَّاس عن جادَّة الصَّواب.

 

10 – الدَّاعية يَعفُّ عن أموال النَّاس:

لـمَّا عفا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن سراقة؛ عرض عليه سراقة المساعدة، فقال: «وهذه كنانتي فخذ منها سهمًا؛ وإنَّك ستمرُّ بإبلي، وغنمي في موضع كذا، وكذا، فخذ منها حاجتك». فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حاجة لي فيها» [أحمد (1/3) ومسلم (3014/م)]. فحين يزهد الدُّعاة فيما عند النَّاس، يحبُّهم الناس، وحين يطمعون في أموال النَّاس، ينفر النَّاس منهم، وهذا درسٌ بليغٌ للدُّعاة إلى الله تعالى.

 

11 – الجندية الرَّفيعة والبكاء من الفرح:

تظهر أثر التَّربية النَّبويَّة، في جندية أبي بكرٍ الصِّدِّيق، وعليِّ بن أبي طالب رضي الله عنهما؛ فأبو بكرٍ رضي الله عنه عندما أراد أن يهاجر إلى المدينة، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تعجل؛ لعلَّ الله يجعل لك صاحبًا»؛ بدأ في الإعداد والتَّخطيط للهجرة؛ فابتاع راحلتين، واحتبسهما في داره يعلفهما إعدادًا لذلك، وفي رواية البخاريِّ: «وعلف راحلتين كانتا عندهُ ورقَ السَّمُر – وهو الخَبَط – أربعة أشهر» [البخاري (3905) والبيهقي في الدلائل (2/473)] لقد كان يدرك بثاقب بصره رضي الله عنه – وهو الَّذي تربَّى؛ ليكون قائدًا -: أنَّ لحظة الهجرة صعبةٌ.

قد تأتي فجأةً، ولذلك هيّأ وسيلة الهجرة، ورتَّب تموينها، وسخَّر أسرته لخدمة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعندما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبره: أنَّ الله قد أذن له في الخروج، والهجرة؛ بكى من شدَّة الفرح، وتقول عائشة رضي الله عنها في هذا الشأن: «فوالله! ما شعرت قطُّ قبل ذلك اليوم: أنَّ أحدًا يبكي من الفرح؛ حتَّى رأيت أبا بكرٍ يبكي يومئذٍ»، إنَّها قمَّة الفرح البشريِّ أن يتحوَّل الفرح إلى بكاءٍ، فالصِّدِّيق رضي الله عنه، يعلم: أنَّ معنى هذه الصُّحبة: أنَّه سيكون وحدَه برفقة رسول ربِّ العالمين، بضعة عشر يومًا على الأقلِّ، وهو الَّذي سيقدِّم حياتـه لسيِّده، وقائده، وحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم، فأيُّ فوزٍ في هذا الوجود يفوق هذا الفوز: أن يتفرَّد الصِّدِّيق وحدَه من دون أهل الأرض، ومن دون الصَّحب جميعًا برفقة سيِّد الخلق صلى الله عليه وسلم وصحبته كلَّ هذه المدَّة.

وتظهر معاني الحبِّ في الله في خوف أبي بكرٍ، وهو في الغار من أن يراهما المشركون؛ ليكون الصِّدِّيق مثلًا لما ينبغي أن يكون عليه جنديُّ الدَّعوة الصَّادق مع قائده الأمين حين يحدق به الخطر من خوفٍ، وإشفاقٍ على حياته؛ فما كان أبو بكر ساعتئذٍ بالَّذي يخشى على نفسه الموت، ولو كان كذلك؛ لما رافق رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في هذه الهجرة الخطيرة، وهو يعلم: أنَّ أقلَّ جزائه القتلُ؛ إن أمسكه المشركون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولكنَّه كان يخشى على حياة الرَّسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وعلى مستقبل الإسلام؛ إن وقع الرَّسول صلى الله عليه وسلم في قبضة المشركين.

ويظهر الحسُّ الأمنيُّ الرَّفيع للصِّدِّيق في هجرته مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، في مواقف كثيرةٍ؛ منها: حين أجاب السَّائل: مَنْ هذا الرَّجل الَّذي بين يديك؟ فقال: هذا هادٍ يهديني السَّبيل، فظنَّ السائل بأنَّ الصِّدِّيق يقصد الطريق، وإنَّما كان يقصد سبيل الخير. [البخاري (391)]، وهذا يدلُّ على حسن استخدام أبي بكرٍ للمعاريض فرارًا من الكذب، وفي إجابته للسَّائل توريةٌ، وتنفيذٌ للتَّربية الأمنيَّة؛ الَّتي تلقَّاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ الهجرة كانت سرًّا، وقد أقرَّه الرَّسول صلى الله عليه وسلم على ذلك.

وفي موقف عليِّ بن أبي طالبٍ مثالٌ للجنديِّ الصَّادق المخلص لدعوة الإسلام؛ حيث فدى قائده بحياته، ففي سلامة القائد سلامةٌ للدَّعوة، وفي هلاكه خذلانها، ووهنها، وهذا ما فعله عليٌّ رضي الله عنه ليلة الهجرة؛ من بياته على فراش الرَّسول صلى الله عليه وسلم؛ إذ كان من المحتمل أن تهوي سيوف فتيان قريش على رأس عليٍّ رضي الله عنه، ولكنَّ عليًّا رضي الله عنه لم يبالِ بذلك، فحسبه أن يَسْلَم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيُّ الأمَّة، وقائد الدَّعوة.

 

12 – فنُّ قيادة الأرواح، وفنُّ التَّعامل مع النُّفوس:

يظهر الحبُّ العميق؛ الَّذي سيطر على قلب أبي بكرٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة، كما يظهر حبُّ سائر الصَّحابة أجمعين في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذا الحبُّ الرَّبَّانيُّ كان نابعًا من القلب وبإخلاصٍ، لم يكن حبَّ نفاقٍ، أو نابعًا من مصلحة دنيويَّةٍ، أو رغبةٍ في منفعةٍ، أو رهبةٍ لمكروه قد يقع، ومن أسباب هذا الحبِّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم صفاته القياديَّة الرَّشيدة، فهو يسهر؛ ليناموا، ويتعب؛ ليستريحوا، ويجوع؛ ليشبعوا، كان يفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، فمن سلك سنن الرَّسول صلى الله عليه وسلم مع صحابته، في حياته الخاصَّة والعامَّة، وشارك النَّاس في أفراحهم، وأتراحهم، وكان عمله لوجه الله، أصابه شيءٌ من هذا الحبِّ؛ إنْ كان من الزُّعماء أو القادة أو المسؤولين في أمَّة الإسلام. وصدق الشَّاعر اللِّيبيُّ عندما قال:

فَإِذَا أَحَـــبَّ اللهُ بَاطِنَ عبدِهِ      ظَهَرَتْ عَلَيْهِ مَوَاهِبُ الفَتَّاحِ

وإِذَا صَفَتْ للهِ نِيَّــــةُ مُصْلِحٍ      مَــالَ العِبَــــــادُ عَلَيْـــــهِ بالأَرْوَاحِ

إنَّ القيادة الصَّحيحة هي الَّتي تستطيع أن تقود الأرواح قبل كلِّ شيءٍ، وتستطيع أن تتعامل مع النُّفوس قبل غيرها، وعلى قدر إحسان القيادة، يكون إحسان الجنود، وعلى قدر البذل من القيادة يكون الحبُّ من الجنود، فقد كان صلى الله عليه وسلم رحيمًا، وشفيقًا بجنوده، وأتباعه، فهو لم يهاجر إلا بعد أن هاجر معظم أصحابه، ولم يبقَ إلا المستضعفون، والمفتونون، ومن كانت له مهمَّاتٌ خاصَّةٌ بالهجرة.

 

13 – وفي الطَّريق أسلم بُريدة الأسْلَمِيُّ رضي الله عنه في ركبٍ من قومه:

إنَّ المسلم الَّذي تغلغلت الدَّعوة في شغاف قلبه، لا يفتر لحظة واحدةً عن دعوة النَّاس إلى دين الله تعالى، مهما كانت الظُّروف قاسيةً، والأحوال مضطربةً، والأمن مفقودًا؛ بل ينتهز كلَّ فرصـةٍ مناسبةٍ لتبليغ دعوة الله تعالى، فهذا نبيُّ الله تعالى يوسف عليه السلام حينما زُجَّ به في السِّجن ظُلْمًا، واجتمع بالسُّجناء في السِّجن لم يندُبْ حظَّهُ، ولم تشغله هذه الحياة المظلمة عن دعوة التَّوحيد، وتبليغها للنَّاس، ومحاربة الشِّرك، وعبادة غير الله، والخضوع لأيِّ مخلوقٍ.

قال تعالى: ﴿قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخرةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إبراهيم وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ * يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ *مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾[يوسف: 37  40]. وسورة يوسف عليه السلام مكِّيَّة، وقد أمر الله تعالى رسوله محمَّدًا صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بالأنبياء والمرسلين في دعوته إلى الله؛ ولذلك نجده صلى الله عليه وسلم في هجرته من مكَّة إلى المدينة – وقد كان مطاردًا من المشركين، قد أهدروا دمه، وأغروا المجرمين منهم بالأموال الوفيرة، ليأتوا برأسه حيًّا أو ميتًا – لا ينسى مهمَّته، ورسالته، فقد لقي صلى الله عليه وسلم في طريقه رجلًا يقال له: بُرْيَدة بن الحُصَيب الأسلميُّ رضي الله عنه، في رَكْبٍ من قومه، فدعاهم إلى الإسلام، فآمنوا، وأسلموا.

وذكر ابن حجرٍ العسقلانيُّ – رحمه الله -: «أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم في طريق هجرته إلى المدينة لقي بُريدة بن الحُصَيْب بن عبد الله بن الحارث الأسلميَّ، فدعاه إلى الإسلام، وقد غزا مع الرَّسول صلى الله عليه وسلم ست عَشْرَة غَزْوة، وأصبح بُرَيْدَةُ بعد ذلك من الدُّعاة إلى الإسلام، وفتح الله لقومه «أسْلَم» على يديه أبوابَ الهداية، واندفعوا إلى الإسلام، وفازوا بالوسام النَّبويِّ؛ الَّذي نتعلَّم منه منهجًا فريدًا في فقه النُّفوس. قال صلى الله عليه وسلم: «أسْلَمُ سالمها الله، وغِفَارُ غَفَرَ الله لها، أَما إنِّي لم أَقُلْهَا، ولكنْ قالها اللهُ» [البخاري (3514) ومسلم (2516)].

 

14 – وفي طريق الهجرة أسلم لصَّان على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

كان في طريقه صلى الله عليه وسلم بالقرب من المدينة لصَّان من أَسْلم، يقال لهما: المُهَانَانِ، فقصدهما صلى الله عليه وسلم، وعرض عليهما الإسلام، فأسلما، ثمَّ سألهما عن اسميهما، فقالا: نحن المهانان، فقال: بل أنتما المُكْرمان، وأمرهما أن يقدما عليه المدينة [أحمد (4/74)] وفي هذا الخبر يظهر اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالدَّعوة إلى الله؛ حيث اغتنم فرصةً في طريقـه، ودعـا اللِّصَّين إلى الإسلام، فأسلما، وفي إسلام هذين اللِّصين مع ما ألفاه من حياة البطش، والسَّلب، والنَّهب دليلٌ على سرعة إقبال النُّفوس على اتِّباع الحقِّ؛ إذا وجد مَنْ يمثِّله بصدقٍ وإخلاصٍ، وتجرَّدت نفس السَّامع من الهوى المنحرف، وفي اهتمام الرَّسول صلى الله عليه وسلم بتغيير اسمي هذين اللِّصين، من المُهَانَيْن إلى المُكْرَمَيْن دليلٌ على اهتمامه صلى الله عليه وسلم بسمعة المسلمين، ومراعاته مشاعرهم، إكرامًا لهم، ورفعًا لمعنوياتهم.

وإنَّ في رفع معنوية الإنسان تقويةً لشخصيته، ودفعًا له إلى الأمام؛ ليبذل كل طاقته في سبيل الخير، والفلاح.

 


 

المصدر:

الموقع الرسمي للدكتور علي الصلابي

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#السيرة-النبوية
اقرأ أيضا
ليس هذا زمن اليأس! | مرابط
مقالات

ليس هذا زمن اليأس!


وقد وجد يعقوب ريح يوسف -عليهما السلام- مع ما بينهما من الحجب والمسافات.. وإن لضياء الفجر مقدمات لا يبصرها النائمون وإنما يستأثر برؤيتها القائمون. فيا لطول حسرة اليائسين القاعدين إذا رأوا العاملين وقد قطفوا -في الغد- الثمار ويا لشدة حسرة المنتكسين إذا أبصروا الثابتين وقد حمدوا -عند الوصول- السرى وطول الأسفار.

بقلم: أحمد يوسف السيد
297
الخوف من الله حقيقته وفضله ج2 | مرابط
تفريغات

الخوف من الله حقيقته وفضله ج2


من العبث ومن الكلام الباطل المعسول أن ينقل عن بعض المتصوفة سواء كانوا نساء أو رجالا أن أحدهم كان يقول في مناجاته لربه تبارك وتعالى: ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك إلى آخر الخرافة المزعومة لا يتصور من إنسان عرف الله حق معرفته ألا يخشى من ربه تبارك وتعالى بل -كما ذكرنا- كلما كان مقربا إلى الله كلما كان أخوف من الله وأخشى لله عز وجل وما المقصود من مثل هذه الخرافة الصوفية إلا أن يحمل الناس أن يعيشوا هكذا ليس هناك خوف منهم لله يحملهم على تقواه ولا -أيضا- عندهم رغبة فيما عند الله يطمعهم ف...

بقلم: محمد ناصر الدين الألباني
626
الفائدة في خلق ما يؤذي | مرابط
اقتباسات وقطوف

الفائدة في خلق ما يؤذي


إن قال قائل: أي فائدة في خلق ما يؤذي؟! فالجواب: أنه قد ثبتت حكمة الخالق فإذا خفيت في بعض الأمور وجب التسليم ثم إن المستحسنات في الجملة أنموذج ما أعد من الثواب والمؤذيات أنموذج ما أعد من العقاب وما خلق شيء يضر إلا وفيه منفعة.

بقلم: ابن الجوزي
215
مكانة السنة النبوية | مرابط
تعزيز اليقين فكر

مكانة السنة النبوية


إن دراسة السنة من أهم العلوم وأفضلها وأشرفها عند الله سبحانه وتعالى وإن من أعظم ما يتقرب به المتقربون إلى الله سبحانه وتعالى ويسعى إليه الساعون هو طلب أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك العناية بصحيحها وسقيمها فإن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحي من الله سبحانه وتعالى أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل وهي قرينة للقرآن من جهة الاحتجاج ولذا فإنه قد أجمع أهل السنة على أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحي من الله سبحانه وتعالى

بقلم: عبد العزيز الطريفي
1045
شرح حديث إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة | مرابط
تفريغات

شرح حديث إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة


عنأبي هريرةقال: بينما النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال وقال بعضهم: بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال: أين أراه السائل عن الساعة قال: ها أنا يا رسول الله قال: فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال: كيف إضاعتها قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة

بقلم: أبو إسحق الحويني
1412
حضارة الصورة | مرابط
فكر ثقافة

حضارة الصورة


الحضارة الحديثة هي حضارة الصورة التي تدور حول مركزية البصر والاستعراض والثقافة الاستهلاكية التي تعطي القيمة الكبرى للجسد في مسار حياتها مقابل إهمال الروح وكل عناصر حضارة الصورة معادية للسر والغموض إذ ترتبط غايتها بمسألة التداول والشفافية المالية حول الإنسان والأشياء

بقلم: سامي الحربي
1127