إن لاأخلاقية التدمير الإسرائيلي الوحشي لم تثر كثيرًا من الجدال السياسي أو الأخلاقي بين هؤلاء الذين يفترض أن يفرقوا بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية، أو بين الإرهابيين والناس العاديين. المشكلة أن وسائل الإعلام الأمريكية أغفلت مرارا وتكرارا أي تفريق بين أي من كل ذلك، محوّلة بهذه الطريقة العدوان الإسرائيلي إلى حالة دفاع عن النفس. مثل هذا الإغفال كان مقبولًا ظاهريًا بسبب وجود عنصرية متعمقة ضد العرب في الولايات المتحدة تعمل على إزالة الصفات البشرية عن العرب، وتختزل الظواهر الاجتماعية والثقافية المعقدة في العالم العربي إلى مستوى البربرية غير العاقلة..، في الواقع طبقًا لوسائل الإعلام الأمريكية كل عنف عربي هو إرهاب، هذه الوسائل لم تحدد أبدًا أي معيار نتج عنه مثل هذا الحكم، وفي الغالب لأن المعيار ليس سوى افتراضات متسرعة موحى بها من قبل الدافع العنصري، الذي يتصور أن العرب ليس لديهم السبب الوجيه على الإطلاق لارتكاب العنف، وبالتالي هم غير عقلاء، بينما الأمريكيون لا يمكن أن يكونوا غير عقلاء، كي يرتكبوا أعمال العنف دون سبب وجيه. الافتراضات انتزعت من سياقاتها من تفاصيل تاريخية ذات صلة -على سبيل المثال: خطف إسرائيل لمواطنين لبنانيين- ويصور ذلك على أنه أحكام محايدة نتنج عن مبرر موضوعي.
المصدر:
ستيفن سالايتا، الحروب الهمجية، ص14