الوسواس القهري في باب العقيدة

الوسواس القهري في باب العقيدة | مرابط

الكاتب: هيثم طلعت

632 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

12 قاعدة لابد أن يحفظها المُبتلى بالوسواس القهري في العقيدة:

1- الوساوس القهري هو: تصوُّرات كفرية على شكل أفكار قهرية تقفز فجأةً إلى عقلك، فهي أفكار لا تُحتمل تجعل صاحبَها يظن أنَّه قد هلك.

2- الوسواس القهري يحصل للبعض بمجرد الالتزام أو العزم على الثبات، والسرُّ في ذلك هو أنَّ: الوسواس في الأساس يكون نتيجة الشعور بالتقصير.. نتيجة الشعور بعدم تحقيق المثالية.. فهو يزداد في أول فترة بعد الالتزام ثم يختفي تدريجيًا مع الوقت.

3- الوسواس القهري ينتعش بسماع الشبهات: لأن صاحب الوسواس يشعر في هذا الوقت أن إيمانه في خطر، فيحصل بالضبط ما حصل في القاعدة السابقة.

4- إياك أن تبحث عن جواب لشبهة ناشئة عن وسواس قهري، لأن الوسواس هو فروض عقلية وأفكار مُلحَّة لامنطقية ولا تنتهي، فيأتي بصورة شبهة، لكن الفرق أنك لو أجبته سيقفز لذهنك وسواس آخر وهكذا.. فالاهتمام بالوسواس هو تعزيز للفكرة الوسواسية وترسيخ لها.

5- الوسواس القهري مهما كان شكله أو طبيعته أو صورته سواءاً كان خيالات أو تصورات أو سلوكيات أو نُطق بكلمات، فلا شيء فيه ولا ذنب على صاحبه، وقد ورد في صحيح مسلم: جاءَ ناسٌ مِن أصْحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلُوهُ: إنَّا نَجِدُ في أنْفُسِنا ما يَتَعاظَمُ أحَدُنا أنْ يَتَكَلَّمَ به، قالَ: وَقَدْ وجَدْتُمُوهُ؟ قالوا: نَعَمْ، قالَ: ذاكَ صَرِيحُ الإيمانِ.

6- الوسواس القهري فيه أجر من الله ورَفْع درجة، ففي الحديث المتفق على صحته: "ما مِن مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أذًى، مَرَضٌ فَما سِوَاهُ، إلَّا حَطَّ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ ورَقَهَا".. تخيل عندما يأتيك الوسواس وتظن أنك قد هلكت وألحدت أو نافقت، وأنت في الواقع تجري حسناتك وترتفع درجتك.

7- أسرع طريقة لإنهاء الوسواس القهري هي في التجاهل التام، قال النبي صلى الله عليه وسلم في علاج الوسواس: "فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ وَلْيَنْتَهِ" متفق عليه.

8- لا تسترسل مع الفكرة الوسواسية مهما كانت صورتها، واحرص على التعامل معها كمجنون يهمس في أذنيك، فلتصرخ وقتما شاءت ولتهدأ وقتما شاءت... تعامل معها كسراب وهمي في صحراء.

9- الفكرة الوسواسية خبيثة، فهي تُشكِّل نفسها بشكل جديد تمامًا في كل لحظة، بحيث لا يتعرَّف المريض بالوسواس عليها، فتأتيه بصور غريبة، وأشكال غير مألوفة، حتى يظُنَّ مريض الوسواس أنَّ: هذا الوسواس الجديد شبهة وليس وسواسًا.. وهذه لعبة الوسواس الأشهر أنَّه: يتشكَّل في ألف شكل وصورة. فالعلاج مهما تشكلت وتغيرت هو في التجاهل التام.

10- الفكرة الوسواسية تستمدُّ قوتها من صراعك معها.... من تفاعلك معها... من بحثك عن الرد عليها... من محاولتك الهروب منها. 
الفكرة الوسواسية تستمدُّ قوتها من قلقك... من خوفك منها... من اهتمامك بها.. فأسرع طريقة لعلاجها هي: الانتهاء التام الصحيح. فما يحصل من بعض مرضى الوسواس هو "وَهْم التجاهل"! عندما تنتهي عنها وتتجاهلها ستأكل بعضها بعضًا ثم تختفي.

11- لا تفعل شيئًا من أجل الفكرة الوسواسية، ولا تترك شيئًا من أجلها..
لا تتوقَّفْ عن عبادة كنت تعملها خوفًا من زيادة الوسواس.

12- اجعلِ الوسواس البلاء الجميل!
اجعله البلاء الذي يرفع الله به درجتك في الدنيا والآخرة، بالصبر عليه، وتجاهله، وعدم تركك للطاعات، وبالدعاء والتضرع لله.

حافظ على صلاتك على وقتها، حافظ على القرآن بتدبر.
اجعل لك وردًا من القرآن كل يوم.
ابتعد عن أماكن الشبهات تمامًا.
وابتعد عن أماكن مقارنة الأديان مؤقتًا.
تعلّم العلم الشرعي.
اعزم على مشروع دعوة إلى الله.

وفي الأخير أوصيك بكتيب “ورقات لكل مبتلى بالوسواس القهري”.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#العقيدة #الوسواس-القهري
اقرأ أيضا
المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم ج1 | مرابط
تفريغات المرأة

المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم ج1


يقولون: إن المرأة تتحجب لتخفي عيوبها عن زوجها الذي يريدها فهؤلاء أقوام رأوا في أوروبا الحضارة والمدنية والرقي فظنوا أن المرأة كانت مستعبدة لا تملك من أمرها شيئا فجاءت الحضارة والمدنية الحديثة وأعطت للمرأة شيئا من حقها ولكنهم لم يقفوا عند مرحلة الاعتدال فظنوا أن من الحرية أن تختلط المرأة بالرجل والرجل بالمرأة ومن العدالة أن تتمرد المرأة على تعاليم السماء ومن المساواة أن تعمل المرأة عمل الرجل والرجل عمل المرأة فكانوا بين إفراط وتفريط

بقلم: عمر الأشقر
696
الاستعمار الإمبراطوري الليبرالي | مرابط
اقتباسات وقطوف

الاستعمار الإمبراطوري الليبرالي


إن الاستعمار الإمبراطوري الليبرالي لن يهزم قضية الحرية فقط في الأماكن التي يفرض فيها بل هو سيميل أيضا إلى هدم الحرية في قاعدتها الوطنية وإن الاستعمار الإمبراطوري الليبرالي يحتاج إلى العضلات العسكرية الضخمة لتنتشر في الأرض المعادية

بقلم: ريتشارد كوك وكريس سميث
487
لماذا يحل زواج المسلم من الكتابية لا العكس؟ | مرابط
أباطيل وشبهات

لماذا يحل زواج المسلم من الكتابية لا العكس؟


في كل نظام اجتماعي في العالم توجد قاعدة أساسية هي حفظ النظام الاجتماعي أو تماسك النظام الاجتماعي .. كل تشريع كل قانون في أي نظام اجتماعي يجب أن يخدم هذه القاعدة سواء كانت دولة قانون أو دين أو أعراف.. وإلا انهار النظام الاجتماعي المشكل للدولة كلية!

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
389
كلام محرج للاختلاطيين | مرابط
مقالات المرأة

كلام محرج للاختلاطيين


هل مجرد وجود الرجال والنساء في مكان واحد بغير تقارب لا يدخل في الاختلاط المحرم؟ هل المقصود بالاختلاط المحرم في كلام العلماء هو الامتزاج والتلاصق وتقارب الرجال بالنساء وذلك مثل ما يوجد في عامة الأفراح أو ما يوجد في الجامعات المختلطة من التقارب والتلاصق أو ما يوجد في الموالد؟ هل مجرد وجود النساء والرجال تحت سقف واحد بغير تقارب بأن يكون هؤلاء في جانب وهؤلاء في جانب ليس هو الاختلاط المنهي عنه في كلام العلماء أصلا؟ يجيبكم الشيخ قاسم اكحيلات.

بقلم: قاسم اكحيلات
468
سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الخامس ج1 | مرابط
تفريغات

سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الخامس ج1


من الكلمات الجميلة جدا يقول صلى الله عليه وسلم: وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع يعني: عندما تأتي لطلب العلم تقابلك الملائكة في الطريق -وأنت لا تراها لكن هي تراك- فتضع أجنحتها لك تواضعا لك وتعظيما لك وتكريما وتبجيلا لك تقف لك الملائكة في الطريق هكذا لأنك تذهب إلى مجلس علم تلتمس علما انظر إلى عظم الأمر تغيرات كونية هائلة تنزل الملائكة وتضع أجنحتها لا تحرسك فقط بل تتواضع لك وتبجلك وتعظمك

بقلم: د راغب السرجاني
728
تفسير سورة العصر 2 | مرابط
تفريغات

تفسير سورة العصر 2


سورة العصر سورة عظيمة فيها من النصح وفيها من التوجيه وفيها من بيان الأحكام وفيها من دلالة الإنسان وإيقاظ عقله وقلبه وتنبيهه أيضا إلى رشده ما يستيقظ منه الغافل لو تدبر وتأمل هذه السورة التي يقول فيه الإمام الشافعي رحمه الله: لو ما أنزل على أمة محمد إلا هذه السورة لكفتهم يعني: سورة العصر وهذه السورة فيها من المعاني العظيمة التي يتوقف الإنسان عندها حائرا مما تضمنته مع قصرها فهي من قصار سور القرآن ولكنها عظيمة المعاني

بقلم: عبد العزيز الطريفي
1181