حول تكريم المرأة في الإسلام

حول تكريم المرأة في الإسلام | مرابط

الكاتب: باسم بشينية

447 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

مفهوم التكريم في الأصل يجب أن يعاد النقاش فيه من غير أن نضع مفاهيم "الفيمنزم" أمامنا.. بمعنى أن الكثير من الخطابات الإسلامية تأخذ مفهوم التكريم بصورة تدل على أيقونية وجوهرية المرأة مقابل الرجل، وكأنها خُلقت كقيمة عليا في الوجود، لا بد من تكريمها بهذه التكريمات المادية، وإن وقع منعٌ كمنع مصافحتها للرجال، أخذ أصحاب ذي الخطابات همة في بيان أن الإسلام أحق بالتكريم ذي البعد النسوي من النسويات، فيقال هي لا تصافَح الرجال لأنها أيقونة ولأنها جوهرة، طبعا ذا يقال في المسلمة، لكن الكافرة؟ هل يجوز مصافحتها بما أنها ليست أيقونة؟ أم أنها أيضا لا تصافَح لأيقونيتها؟

ترَون! هنا الخطابات لا تتسق إلا مع الطرح النسوي فقط، مع جعل المرأة المجردة "قيمة عليا" في الوجود. في حين أن عدم المصافحة، وغيره مما يقال فيه أنه تكريم لها، هو شرع تعبَّدنا الله به. لم يكن تعبيرا عن أيقونية جنس دون جنس، بل كل من الجنسين مطالب بعدم المصافحة، وليس لأحدهما زيادة فضل عن الآخر في الامتثال، والرجل بهذا التصور أيضا هو أيقونة لأنه يحفظ قلبه وكذا من اتباع الشهوة، ويتعفف..

الخطابات التي من ذاك الجنس كثيرا ما ترفع الأنثى لدرجة أن يصيب المخاطِب الذهول إذا قالت له: وما قولك في التعدد! أخذ يبرر بما يوافق تلك الأيقونية، هو التعدد مش إجباري، ويشترط في العدل وكذا…

قل هو شرع الله، والله لم ينزل شرعه على ذوقكِ! بل لا تؤمنين إلا إذا كان هواكِ تبعا لما جاء به محمد! لا تقل لها أن القيمة التي تود النسوية رفعك لها هي موجودة في الإسلام، لا، بل الإسلام هو أعلى قيمة عليك أن تحرصي عليها كي تُرفَعي، لا أنك "قيمة باهضة" والإسلام والنسوية يتنافسان على الظفر باتباعك عبر الإغراء بمفهوم التكريم. فهذا الخطاب سيضع المعنى النسوي الواسع داخل القالب الإسلامي فيصير تصور المرأة في الخطاب الإسلامي على أن الشرع يجب أن يكون تابعا لرغبتها في التكريم المادي. لكن الشرع يقول أن المرأة والرجل لن يؤمن كل منهما حتى يكون هواه تبعا لما جاء به محمد، لا العكس. فلا تفتح المجال للمرأة كي تتصور أن الشرع يجب أن يكون تبعا لهواها كما هو الطرح النسوي. لذلك تجد من بعد ظهور أسلمة للنسوية، بفعل نسويات متأسلمات.

يوجد هنالك تأثر كبير في كثير من الخطابات، بالقيم النسوية، في أبسط شيء تجد رفعا للمرأة إلى قيمة عليا، المهم أرضِ عن الشرع يا بنت ولا تصيري فيمنزم، واحنا نجيبلك الشرع على مقاسك.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#تكريم-المرأة
اقرأ أيضا
الأسس الفكرية لليبرالية: الفردية ج1 | مرابط
فكر مقالات الليبرالية

الأسس الفكرية لليبرالية: الفردية ج1


الفردية هي السمة الأساسية الأولى لعصر النهضة وهي من أهم أسس وأعمدة الليبرالية وقد ارتبطت الحرية بالفردية ارتباطا وثيقا فأصبحت الفردية تعني استقلال الفرد وحريته ولكن الفردية نفسها لها أكثر من مفهوم مثل المفهوم البراجماتي والمفهوم التقليدي وفي هذا المقال يستعرض لنا المؤلف المفهومين وكلام رواد الليبرالية حولهما

بقلم: د عبد الرحيم بن صمايل السلمي
2629
شبهة: تغرب الشمس في عين حمئة | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة: تغرب الشمس في عين حمئة


يقول المشككون: تغرب الشمس فى عين حمئة حسب القرآن وهذا مخالف للعلم الثابت فكيف يقال: إن القرآن لا يتناقض مع الحقائق العلمية الثابتة وبالطبع هذه الشبهة تنطوي على الكثير من الأخطاء والمغالطات وهذا ما يناقشه المقال الذي بين يديكم

بقلم: محمد عمارة
990
مآسي الروهنجيين | مرابط
توثيقات

مآسي الروهنجيين


الرجل الروهنجي لا يبكي على مال كان معه ثم ضيعه لا يبكي على منزل أتى الحقد البوذي عليه فاقتلعه إنه يبكي أسفا على أمة بلغت المليار ولم تردع عنه بطش الكفار يبكي على الإنسانية التي ماتت تحت ظروف غامضة الروهنجيا أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم هذه الجملة وحدها تكفي لإدراك كم تعاني هذه الأقلية المسلمة من أهوال

بقلم: عبد الله عبد القادر أحمد
766
حقوق الأبناء على الآباء والأمهات | مرابط
تفريغات

حقوق الأبناء على الآباء والأمهات


فإذا اختارت الأم بعلها واختار الزوج زوجته فإن الله سائلهما فأول حقوق الولد عليك -أيها الأب-: أن تحسن الاختيار لأمه فكم من أم نشأت وربت وأصلحت لما أحسن البعل اختيارها وكم من أم أفسدت وأشقت وأضلت حينما أساء الزوج اختيارها فالله الله في اختيار الأزواج والزوجات إن اختيار الآباء والأمهات مسئولية عظيمة على الأزواج والزوجات فليتق العبد بارئه وليعلم أنه ملاقيه وسائله عن اختياره لزوجه وولده

بقلم: محمد مختار الشنقيطي
2246
أثر الإيمان في بناء الأمم ج2 | مرابط
تفريغات

أثر الإيمان في بناء الأمم ج2


محاضرة هامة عن عن أثر الإيمان في بناء الأمم والأفراد -والكلام القادم- سيكون عن أسباب انهيار الأمم ولماذا تنهار أمم وشعوب ولماذا تبقى غيرها فالأمر يحتاج إلى وقت طويل ولكن خطورة الأمر وأهميته هي التي تجعلنا نتحدث عنه بما يفتح الله تبارك وتعالى به علينا

بقلم: د سفر الحوالي
523
ثمن الكرة الذهبية! | مرابط
فكر

ثمن الكرة الذهبية!


في لاعب مشهور اسمه زلاتان إبراهيموفتش ويقال أنه كان يستحق يفوز بالكرة الذهبية في وقت ما.. لكنه لم يفز بها.. اللاعب ده صرح بإن الكرة الذهبية لا يفوز بها إلا mr. nice guy .. ويقصد بها الأشخاص المرضي عنهم! .. ألا يذكرك هذا بصورة ميسي وهو يرتدي القبعة الصهيونية ويقف أمام حائط المبكى

بقلم: علي محمد علي
505