دعاة تحرير المرأة

دعاة تحرير المرأة | مرابط

الكاتب: أبو إسحق الحويني

606 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

 

قاسم أمين صاحب الدعوة الباطلة المنحرفة لما جاء بدعوى تحرير المرأة أخذ يدعو إلى باطله السنوات الطوال حتى حصل على مراده في تغيير البنية الاجتماعية بعد سنة ثمانية وعشرين وإلى الآن ما زلنا نتجرع غصص هذا التحرر، وهذا الكتاب والتوصيات فهذا صاحب دعوة باطلة فكيف بدعوة الحق، فكن طويل النفس، ولا تكن مستعجلًا. تنظر تحت قدمك، سيأتيك الفرج لو صدقت النية، والدليل على ذلك قصة المرأتين وحكاية موسى عليه السلام: قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ [القصص:23]،.. انتبه للحالة هذه، صار له ثمانية أيام يمشي، ليل نهار، يأكل ورق الشجر، ثم أنه خائف، لو رأى شخصًا يحد النظر فيه لقال: هذا من حاشية فرعون، شخص خائف يتصور أن الشارع كله جواسيس، لو أن شخصًا قال له: من أين أنت؟ لقال: هذا يعرفني، عندما وصل موسى عليه السلام إلى مدين ورأى المرأتين، سألهن ما خطبكما؟

فأهل مدْيَن كلهم يتزاحمون على بئر، وكل واحد عنده عدد من الغنم، ويريدون أن يسقوا حتى يعودوا، ماذا تفعل امرأة أو امرأتان في وسط هؤلاء الرجال؟ تَذُودَانِ [القصص:23]، لا يردن للغنم أن يختلطن مع الأخرى؛ لأنه لو اختلطت أغنامهما فقد تضيع الغنم: قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ [القصص:23]، وما أخرجنا إلا أن أبانا شيخٌ كبير، وهذا أيضًا من الأمارات أنه لم يكن شعيبًا، لو كان شعيبًا؛ لكان له مكانة عندهم، فعلى الأقل كان سيجد من الطائفة المؤمنة من يفعل ذلك..

فموسى لم يحتمل هذا المنظر؛ لأنه أبيّ النفس قام فَسَقَى لَهُمَا [القصص:24]، مكدود متعب جائع، ومع ذلك لما رأى المنظر هذا لم يتحمل، وهكذا أصحاب النفوس الأبية الكريمة، لا تبيت على الضيم طرفة عين، وتأباه فطرة وطبعًا، فَسَقَى لَهُمَا [القصص:24]، سقى لهما في وسط المجموعة هؤلاء، فما الذي فعله؟ قام موسى وأحضر البهائم وسقاهن، وهذا كان بقوة موسى عليه السلام، وكان أيضًا بالوقار والمهابة التي كانت عليه.. وفي نفس الوقت كان قويًا. يذكرون في الإسرائيليات: أن الجماعة بعدما سقوا أغنامهم قاموا كلهم ووضعوا صخرة عظيمة على فم البئر لكي لا يستطيع أن ينزعها، لكنه قام لوحده فنزع تلك الصخرة العظيمة، وسقى غنم المرأتين، فلذلك المرأة عرفت أنه قوي.

فلما سقى لهما، مشى ولم يلتفت إليهما، ولم يقل: أي خدمات، أنا موجود إذا أردتموني، سلموا لي على الوالد!! لا. لذلك عرفت المرأة أنه أمين.

فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ [القصص:24]، هذا في حر شديد، وقت قيلولة، فَقَالَ رَبِّ [القصص:24]، لاحظ لمن توجه؟ لم يطلب أجرة، ولا قال: أعطني خروفًا مقابل ما سقيت لكما، لا. جرّد القصد لله، لذلك ماذا قالت الآية بعد ذلك: فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ [القصص:25]، مباشرةً جاء الفرج، ليس بعد يوم أو يومين أو ثلاثة أو أربعة، لا. عندما يكون الرجل خائفًا؛ فإن الله عز وجل يؤمنه -كما تدين تدان- فَسَقَى لَهُمَا [القصص:24]... فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا [القصص:25]، الجزاء من جنس العمل.

فاحذر أن تستعجل! احذر أن تستعجل وتقول: هذا المجتمع كله مخالفات، وأنا لو التزمت وأجلست بناتي أو أجلست امرأتي في البيت وغير ذلك، فما الذي سأفعله أنا في هذا المجتمع كله؟! نقول: لا.

لا تحتقر نفسك ولا تحتقر جهدك؛ لأن الذي يبارك في الجهد القليل هو الله، وربنا سبحانه وتعالى قال: إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ [يونس:81].

اعلم أن كل هذا الذي يفعلونه سيكون كما قال الله عز وجل: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الفرقان:23]، كل الذي يفعلونه، ها هو النقاب مثلًا الحرب ضده قائمة على قدم وساق، ما من صباح ينشق فجره إلا وترى النساء قد التزمن بالنقاب، هناك نساء تركن العمل حرصًا على النقاب، ولو قلنا لهن: اجلسن قبل أن يعتقدن ضرورة الالتزام بالحجاب لما جلسن، إن الله عز وجل هو الذي يبارك في هذه الصحوة، فأنت لا تحقر نفسك، واجعل لك دورًا؛ حتى تذهب إلى الله عز وجل وأنت مرفوع الرأس.

وهذا أحد الصحابة لما دخل على القتال قال: اللهم لقني عدوًا شديدًا حرده، -يعني: شديد الغيظ عليَّ- شديدًا بأسه -شديد القوة عليَّ- فيقتلني ثم يبقر بطني، ويجدع أنفي، ويقطع أذني، فتسألني فيم يا عبد الله؟ فأقول فيك يا رب، هذا هو الجهاد، أنا لا أريده أن يقتلني فقط، أريده أن يمثل بجثتي. يفتح بطني، ويقطع منخري، ويقطع أُذُني، وتسألني لماذا يا عبد الله؟ فأقول: فيك يا رب.

وفي الحديث الصحيح لما تجلى الله عز وجل على الشهداء قال لهم: (تمنوا.. -ما الذي تتمنوا؟- يقولون: يا رب نرجع فنقاتل فنقتل فيك).

ربك عزيز جدًا، عزيز.. لو فعلت ما فعلت، ما أعطيته حقه ولا عُشر حقه، لماذا أنت واقف هكذا؟ يقول لك: ارجع ولا تريد أن ترجع!! لماذا هكذا؟ لا يكن الجماد خيرًا منك!! إن الله عز وجل قال للسماوات وللأرض: اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا [فصلت:11].. ائتيا هكذا أو هكذا، قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ [فصلت:11]، لماذا لا تعود وحدك، وترجع إلى ربك مختارًا، بدلًا من أن ترجع مكرهًا ولا جميل لك؟. فتكون راجعًا مكرهًا، فارجع مختارًا.

إذًا: الصحوة هذه لابد أن يكون لها قدوات، تقتدي الجماهير بها، وإذا كان أصحاب الالتزام لا يقومون بواجبهم حق القيام، فمن يقوم به؟.. فهل يقوم به أهل الدنيا الذين لم يحققوا الالتزام حتى الآن؟ لكن اصبر على الحق المر ولو كنت وحدك، فإن الصبر من اسمه مُر.

نحن نحتاج يا إخواننا! أن ننقل هذا إلى بيوتنا، ونعمل لله تبارك وتعالى، وربنا سبحانه وتعالى قال لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى [الأحزاب:34] أين؟. في المدرسة؟ في الجامعة؟. فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:34]. فالمرأة إنما تتعلم في بيتها، هذا هو الأصل. إذا كانت هناك مدارس خاصة للبنات، ولا يوجد فيها رجال، فأدخِل البنت فيها ولا بأس، تتعلم العلوم الشرعية.. تتعلم أحكام الله عز وجل، ما الذي يمنع منها الله عز وجل؟ وما الذي لا يحل لها فعله؟، فالبيت هو الأساس.

إذًا: تتعلم القرآن، وتتعلم السنة، وتتعلم حق الزوج، أول ما تتزوج يرى زوجها المرأة التي إن أقسم عليها أبرته، وإن نظر إليها سرته، وإن غاب عنها حفظته في عرضها، وفي نفسها، وفي ماله.

إذًا المرأة هذه ستربي لنا شبابًا صالحًا، ونرى أن البنية الاجتماعية ستتغير، لماذا؟ لوجود أم صالحة وأب صالح.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
كيف تقرأ كتابا ج2 | مرابط
تفريغات

كيف تقرأ كتابا ج2


لا بد أن تكون قراءتنا -أيها الإخوة- قراءة واعية المنهج الجاهلي يقول: القراءة للقراءة الفن للفن أي أنهم يجعلون القراءة غاية وليست وسيلة ولذلك فهم يقرءون ما هب ودب دون تمحيص ولا تمييز أما المسلم فإن القراءة عنده وسيلة لتحقيق الهدف وهو أشياء متعددة وعلى رأسها طلب العلم الذي يعرف به المسلم كيف يعبد ربه هذا الهدف الوسيلة: القراءة

بقلم: محمد صالح المنجد
451
ماذا تعملين يا سيدتي؟ | مرابط
فكر

ماذا تعملين يا سيدتي؟


بالتدريج نعرف أن هذه الزوجة المسكينة التي لم تفعل شيئا من منظور مادي بسيط فعلت الكثير من منظور إنساني أكثر تركيبا ولكنها استبطنت الخطاب المعرفي المادي ولذا فعليها أن تخرج من المنزل فورا حتى تعمل أي حتى تتقاضى أجرا فتستعيد احترامها لنفسها. قد يفسد الأطفال وقد تنهار الأسرة وتضيع خصوصية الحضارة فالأم هي التي تعلم الأطفال الحضارة والقيم ولكن هذه أمور ثانوية.

بقلم: عبد الوهاب المسيري
425
حول زواج السيدة عائشة رضي الله عنها | مرابط
أباطيل وشبهات

حول زواج السيدة عائشة رضي الله عنها


يناقش هذا المقال الشبهة المتكررة حول زواج السيدة عائشة رضي الله عنها ويبين لنا الكاتب قاسم اكحيلات أن الزواج في سن مبكرة مشهور عبر التاريخ لكن أعداء الدين لا يشهرون غير ما في الإسلام.. ويذكر الكثير من الأمثلة الواضحة على ذلك في التاريخ الغربي والأوروبي.

بقلم: قاسم اكحيلات
301
صناعة الحياة | مرابط
فكر

صناعة الحياة


استثمار النفس وبناء المستقبل وصناعة الحياة كلمات نسمعها كثيرا ولا مشاحة في الاصطلاح ولكن ثمة ملحظ على أغلب من يردد هذه المصطلحات.. وهذا الملحظ هو أنهم يريدون بهذا الإطلاق المعنى المادي الدنيوي الخالص ويغفلون عما هو أهم وهو المستقبل الحقيقي بعد الموت ذلك المستقبل الأبدي الذي لا يفنى.

بقلم: د. طلال بن فواز الحسان
373
وضوح عقيدة الإسلام في الخالق | مرابط
تعزيز اليقين

وضوح عقيدة الإسلام في الخالق


إن الإسلام قد تميز على سائر الديانات بوضوح العقيدة في الإله من جهة الكمالات المتعلقة به ولذا فإن العقل لا يجد تكلفا في قبول الاعتقاد الإسلامي في الله سبحانه بخلاف الخرافات والأساطير الموجودة في تصورات كثير من البشر تجاه الإله وهذه القضية من أظهر القضايا في دين الإسلام والاستدلال عليها لا يحتاج إلى كبير عناء فالقرآن من أوله إلى آخره تمجيد وتعظيم وتنزيه لله سبحانه وتعالى والسورة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها أعظم سورة في القرآن هي السورة التي تبدأ بحمد الله والاعتراف بأنه رب العالمي...

بقلم: أحمد يوسف السيد
1163
مقالة مفيدة لسفيان الثوري | مرابط
مقالات

مقالة مفيدة لسفيان الثوري


عليك بالصدق في المواطن كلها وإياك والكذب والخيانة ومجالسة أصحابها فإنها وزر كله وإياك يا أخي والرياء في القول والعمل فإنه شرك بعينه وإياك والعجب فإن العمل الصالح لا يرفع وفيه عجب ولا تأخذن دينك إلا ممن هو مشفق على دينه فإن مثل الذي هو غير مشفق على دينه كمثل طبيب به داء لا يستطيع أن يعالج داء نفسه وينصح لنفسه كيف يعالج داء الناس وينصح لهم؟

بقلم: أحمد بن عبد الله الأصفهاني أبو نعيم
229