ستبقى أمريكا تعاني من التفرقة

ستبقى أمريكا تعاني من التفرقة | مرابط

الكاتب: د إياد قنيبي

2278 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

ستبقى أميريكا تعاني من التفرقة بين البيض والسود ما دامت العقيدة التي يدرسها الأطفال في المدارس عقيدة داروينية، تعارض شعارات المساواة المعلنة لديهم، وما دام داروين يُعظَّم على أنه "مكتشف الحقيقة" عن أصل الإنسان والكائنات.

 

أصل الإنسان

في كتابه (أصل الإنسان)
(The Descent of Man)

 

يتكلَّم دارون عن الإنسان الأوروبي الأبيض على أنه "أرقى تطوريًا" بينما باقي الأمم في مرحلة وسطى بين "الأسلاف الحيوانية" والإنسان، لم يكتمل تطورهم بعد! لأنهم في نظره أقرب من الأوروبيين إلى الحيوانات في بعض الصفات، كلون البشرة أو محيط الرأس أو تفلطح الأنف أو بروز الجبهة للأمام أو كبر حجم الفك أو الشفتين.

 

ثم استنتج دارون أن الأعراق الراقية من الإنسان لن تتابع الارتقاء التطوري إلا من خلال الصراع لإبادة الأعراق المنحطة، وهذا هو أساس الداروينية الاجتماعية، والتي تعني تنزيل قوانين داروين في الأحياء على علم الاجتماع.

 

ثم يقول في الفصل السادس: "At some future period, not very distant as measured by centuries, the civilized races of man will almost certainly exterminate & replace the savage races throughout the world.” (Charles Darwin (1871) The Descent of Man, 1st edition, pages 168 -169.)

 

أي: (في فترة مستقبليةٍ ما ليست ببعيدة إذا ما قيست بالقرون، ستقوم الأجناس المتحضرة من الإنسان وبشكل شبه مؤكد بإبادة واستبدال الأجناس الهمجية عبر العالم)!

 

 

العنصرية وشعارات المساواة

هذه "عقيدة" صاحب خرافة التطور التي تدرس لأطفالهم على أنها أم الحقائق البيولوجية. فلا تستغرب بعدها من التصرفات المشوهة التي تعود من فترة لأخرى على الرغم من شعارات المساواة.

 

في أميريكا أناس بيض وأناس من مختلف الأجناس يرفضون التفرقة ووقفوا بجانب السود في أزمة (جورج فلويد)، لكن ستبقى المآسي تتكرر ما لم يتم تجفيف منابع الإرهاب في المناهج، الإرهاب الذي يؤصل في العمق واللاوعي للتفرقة بين الناس على لون البشرة !

 

ديننا الإسلام

فالحمد لله القائل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

 

الحمد لله على دينٍ يقول نبيه صلى الله عليه وسلم: «يا أيُّها النَّاسُ ألا إنَّ ربَّكم واحدٌ وإنَّ أباكم واحدٌ. ألا لا فضلَ لِعَربيٍّ على أعجميٍّ ولا لعَجميٍّ على عربِيٍّ ولا لِأحمرَ على أسودَ ولا لِأسودَ على أحمرَ إلاَّ بالتَّقوى».

 

الحمد لله على دينٍ جعل أمير المؤمنين قاهر الفرس والروم رمز العدل عمر بن الخطاب العربي القرشي شريف النسب يقول: (أبو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وأَعْتَقَ سَيِّدَنَا -يَعْنِي بلَالًا)، والأثر رواه البخاري عن جابر بن عبد الله. وبلالٌ رضي الله عنه حبشي أسود.

 

الحمد لله على نعمة الإسلام.

 


 

لا يهدف المنشور لاختزال مصدر العنصرية في الغرب بما يسمى بـ"نظرية التطور".

 

فالعنصرية واستعباد الناس بناء على لون بشرتهم كان موجودا قبلها كما هو معلوم، ولن تزول هذه العنصرية بزوال "النظرية" من مناهجهم الدراسية...ونعلم أن الوصول إلى مجتمع سوي خالٍ من هذه الأمراض لا يحدث إلا تحت شرع الله الذي معيار التفاضل فيه التقوى والعمل الصالح.

 

وفي الوقت ذاته فهذه "النظرية" المزعومة قد ساهمت وبشكل موثق تاريخيا في العديد من التصرفات العنصرية والكوارث الإنسانية كما بينا في حلقة (رصاصة دارون على الإنسانية):
الجزء الأول: https://youtu.be/_ENJRhTbqyo
الجزء الثاني: https://youtu.be/Kcx6pnh2SUk

 

ولمن يقول أن هذا لا يبطل "النظرية". فنقول: إبطالها بالأدلة العلمية كنموذج على المغالطات المنطقية والعلم الزائف تم عبر عشرات الحلقات في رحلة اليقين، ولم نستدل بفساد تبعاتها.
 
 


 

المصدر:

صفحة الفيسبوك

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#إياد-قنيبي #أمريكا #العنصرية
اقرأ أيضا
حتى لا تذبل الزهور: قواعد مختصرة لمواجهة الخلافات الزوجية | مرابط
المرأة

حتى لا تذبل الزهور: قواعد مختصرة لمواجهة الخلافات الزوجية


لا تقارنوا حياتكم بغيركم وخاصة النساء لأن النساء عندهن في الأصل شغف بالكماليات والجماليات والتحسينيات فبالتالي إذا قارنت حياتك التي أنت تعيشينها مع زوجك في حياة من قد فتح الله عليهم أو ربما استدرجهم سبحانه بهذا المال ولا تعلمين حقائق ودخائل الأمور التي بينهم فلن تهنئي بعيش عليك بالرضا بما قسم الله -سبحانه وتعالى- لك.

بقلم: حمود بن ثامر
746
علمانية الحكم الجزء الأول | مرابط
فكر مقالات العالمانية

علمانية الحكم الجزء الأول


امتدت العلمانية إلى كل مجالات الحياة تقريبا بداية من الحكم مرورا بالاقتصاد وصولا إلى الأخلاق والشعور بل وحتى عالم الفن والأدب والكتابة اجتاحته العلمانية كذلك وفي هذا المقال يفصل لنا الكاتب سفر الحوالي علمانية الحكم وبداياتها في القرون الوسطى في ظل تمتع الكنيسة بسلطاتها الكبيرة رغم ذلك كان الحكم علمانيا حتى لو كان ظاهريا تحت مظلة الكنيسة

بقلم: د سفر عبد الرحمن الحوالي
2091
المرأة المسلمة ج2 | مرابط
تفريغات المرأة

المرأة المسلمة ج2


كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على رغم صغر سنها يوم دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم وهى بنت تسع سنين كما في الصحيح وتوفى عنها وعمرها 18 سنة ومع ذلك فقد كانت أنموذجا للحفظ والضبط والعلم حتى إنها حفظت للأمة خيرا كثيرا وقال أبو موسى -رضي الله عنه وأرضاه-: ما سألنا عائشة رضي الله عنها عن شيء إلا وجدنا عندها منه علما فهي معلمة الرجال

بقلم: سلمان العودة
525
الإمبريالية النفسية | مرابط
فكر مقالات

الإمبريالية النفسية


الرؤية المعرفية العلمانية الإمبريالية هي الرؤية المهيمنة على المجتمعات الغربية وعلى الإنسان الغربي في علاقته مع بقية أعضاء المجتمع أو مع أعضاء أسرته أو حتى مع نفسه فهو حينما يبني بيتا يخضعه تماما لعملية الترشيد المادية حيث يبنيه بهدف الإتجار فيه وتحقيق الربح ثم يتركه بعد بضع سنين وكأن المنزل والسلعة لا فرق بينهما وهو حين يدخل في علاقة مع أنثى لا يبحث عادة عن الطمأنينة وإنما يحاول تعظيم اللذة وتتحول العلاقة العاطفية إلى علاقة غزو وهو إنسان بسيط ذو بعد واحد دائم التنقل والترحال لتحقيق الربح و...

بقلم: عبد الوهاب المسيري
1242
ضرورة الحكمة | مرابط
اقتباسات وقطوف

ضرورة الحكمة


كلام بديع لابن قيم الجوزية يتحدث فيه عن قيمة الحكمة وضرورة وجودها في كل شيء تقريبا وكيف يتحول الأمر من قمة الخير إلى قاع الشر إذا حرم الشيء وجود الحكمة فيه حتى لو كان ظاهره خيرا مثل العلم والقدرة والقوة فكل هذا يفصله عن الشر وجود الحكمة

بقلم: ابن القيم
2001
الجندر المفهوم والحقيقة والغاية ج1 | مرابط
الجندرية

الجندر المفهوم والحقيقة والغاية ج1


ومن القضايا التي تحاول البرامج الجندرية التصدي لها: الوظيفة الاجتماعية للرجل والمرأة على افتراض أن الرجل يهيمن على المرأة ويمارس قوة اجتماعية وسياسية عليها ضمن مصطلح المجتمع الذكوري وبالتالي يجب منح المرأة قوة سياسية واجتماعية واقتصادية تساوي القوة الممنوحة للرجل في جميع المستويات حتى في الأسرة

بقلم: حسن حسين الوالي
743