سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الخامس ج4

سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الخامس ج4 | مرابط

الكاتب: د راغب السرجاني

695 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

استكمال الجانب العلمي في حياة الصحابة

أسد بن الفرات

لقد كان محمد بن الحسن الشيباني لا ينام، هو كإنسان يريد أن ينام، فلا تظنوا هؤلاء الناس لم يكونوا بشرًا فالنووي رحمه الله والبخاري ومحمد بن الحسن الشيباني كان يأتيهم النوم، فالواحد منهم عنده أمور خاصة بأسرته وماله وتجارته! لكن عرف قيمة العلم فبذل الجهد فيه، فمحمد بن الحسن لم يكن ينام، بل كان يستعين على السهر بالماء البارد، وهو من سكان بغداد وفي الشتاء يكون الجو باردًا جدًا، ومع ذلك يأتي بماء بارد ويضعه بجواره، وكلما هجم عليه النوم مسح وجهه بالماء البارد، ويقول: النوم يأتي من الحرارة، والماء البارد يغلبه، فيغسل وجهه كل قليل، يقهر نفسه للجلوس للتعلم.

ومحمد بن الحسن الشيباني وأبو يوسف هما أعظم تلامذة أبي حنيفة رحمهم الله جميعًا.

وهذه قصة عجيبة لأسد بن الفرات رحمه الله عندما ذهب لطلب العلم، وأسد بن الفرات من علماء الأندلس وتونس شمال أفريقيا، أتى من تلك البلاد البعيدة ليتعلم في الشرق، فجاء إلى المدينة المنورة فأخذ علم مالك رحمه الله، ثم رجع إلى بلاده ونشر المذهب المالكي في شمال أفريقيا، وهي الآن تونس والجزائر والمغرب، فكل دول المغرب على المذهب المالكي.

فأسد بن الفرات ذهب إلى المدينة المنورة وتعلم علم الإمام مالك كله، ولم يكتف بذلك بل ذهب إلى العراق من أجل أن يأخذ علم أبي حنيفة عن محمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة، فحين دخل المسجد تفاجأ بوجود أعداد هائلة من البشر، ولم يستطع الوصول إلى محمد بن الحسن، وما زال يأتي مبكرًا إلى المسجد حتى إنه في يوم من الأيام استطاع أ، يصل إلى محمد بن الحسن الشيباني وجلس معه بعد ما سمع الدرس وقال له: أنا رجل غريب من بلاد بعيدة قليل النفقة والسماع منك نذر، ولا أستطيع أن أبقى كثيرًا في بغداد فماذا أعمل؟ فقال محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله: في الصباح تسمع مع أهل العراق الذين يأتون الدرس، والليل اجعله لك أعلمك لوحدك في البيت.

هذه هي العظمة، وتاريخنا كله عظمة، وقد توجد بعض المواقف السلبية في كل أمة، لكن فتش في كنوز التاريخ الإسلامي، هذا هو تاريخنا، وأنا أذكر فقط بعض الأمثلة لا أذكر كل ما وقعت عليه عيني؛ لأن الوقت لا يتسع لذكرها، فهي تحتاج إلى شهور وشهور، بل سنوات وأعمار حتى نتحدث عن تاريخ علمائنا.

فأسد بن الفرات كان يذهب كل ليلة إلى محمد بن الحسن ليعلمه العلم، وكان يسهر مع محمد بن الحسن، وكما ذكرنا أنه متعود على الماء البارد، فكان كلما هجم عليه النوم غسل وجهه، لكن أسد بن الفرات كان إذا هجم عليه النوم قام محمد بن الحسن ورش في وجهه الماء حتى يستيقظ.

هذه لحظات نادرة عظيمة، هذه هي الأعمار وهي أغلى ما تملك، فالعمر رأس مالك، فإن ذهب بعض عمرك يوشك أن يذهب الكل.

وكما تعلمون أن من نام ثمان ساعات في اليوم فإنه لو عاش (60) سنة يكون قد نام 20 سنة من عمره؛ لأن الثمان الساعات هي ثلث (24) فيكون ثلث ال (60) سنة (20) سنة، بالله عليك خبرني ألا تحزن على هذه السنوات (20) سنة تنامها في (60) سنة، هذا لا ينفع، لكن لا تذهب وتنام غير ساعة واحدة، وإنما بتدرج، وسنتكلم إن شاء الله في دروس قادمة على كيف تستيقظ؟ ليس فقط بالماء البارد، لكن أهم شيء أن تعرف قيمة الشيء الذي استيقظت من أجله، حتى تستيقظ له بجد، فمحمد بن الحسن كان يرش الماء في وجه أسد بن الفرات حتى يستيقظ فيعلمه، يجرعه العلم تجريعًا، فبقي أسد بن الفرات في العراق حتى حوى علم أبي حنيفة عن طريق تلميذه محمد بن الحسن وعاد إلى تونس وبدأ يعلم الناس هناك، ونشر مذهب الإمام مالك، وعلم الناس فقه أبي حنيفة رحمه الله، وخرج بعد ذلك مجاهدًا ففتح صقلية واستشهد، هذه قمم في الإنسانية، فأسد بن الفرات رحمه الله صار إلى ذلك بالسهر والسفر لأجل العلم.

وهذا سعيد بن المسيب رحمه الله سيد التابعين كان يقول: كنت أرحل للحديث الواحد الليالي والأيام، هناك مجموعة كثيرة من الناس عاصرت الصحابة، لكن ليس كل الناس علماء، وليس كل الناس سعيد بن المسيب رحمه الله.

والإمام البخاري تعلم على يد ألف شيخ سافر إليهم إلى مختلف البلدان في العالم الإسلامي في ذلك الوقت؛ من أجل العلم.

والرازي رحمه الله كان يقول: سافرت ماشيًا على قدمي في طلب العلم ألف فرسخ، يعني: (500) كيلو يقول: ثم بعد ذلك تركت العدد. يعني: أنه لم يمش (5000) كيلو وتوقف، لا، وإنما توقف عن العد، فصار يمشي من غير أن يعد، فهو عد لنفسه (5000) كيلو ماشيًا على الرجلين؛ من أجل أن يصل إلى العلم.

 

بقي بن مخلد

لقد كان بقي بن مخلد من علماء الأندلس وكان فقيرًا ليس عنده مال، لكن عنده علم كثير وعنده همة عالية، فهو عندما علم أن العلم موجود في الشرق، وسمع عن شخص اسمه أحمد بن حنبل رحمه الله وأنه أعظم وأعلم أهل الأرض في زمانه، وإمام أهل السنة والجماعة رحمه الله، وأنه يسكن في بغداد، وبقي بن مخلد في الأندلس، التي هي في هذا الوقت أسبانيا والبرتغال، فهو فقير وليس عنده مال، فماذا عمل؟

قال: اشتغل بجد واجتهاد من أجل أن أحصل على بعض الأموال التي تكفي مئونة بعض الأيام، فأنتقل بها من مدينة إلى مدينة، فإذا وصلت إلى المدينة الثانية عملت فيها حتى أتكسب بعض المال الذي يكفيني إلى المدينة الأخرى.. وهكذا حتى أصل إلى بغداد، خرج سيرًا على الأقدام من الأندلس، ثم المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، فلسطين، الأردن، بعد كل هذا العناء والتعب وصل إلى العراق مشيًا على رجليه، بقي في الرحلة سنتين يمشي على رجليه، فلما وصل إلى بغداد سأل قال: أليست هذه البلد التي فيها أحمد بن حنبل قالوا: نعم، لكن أحمد بن حنبل محبوس.

انظروا له سنتان يمشي حتى وصل إلى بغداد فيجد الإمام أحمد محبوسًا!!

ليس هذا فحسب، بل بعد أن خرج الإمام أحمد من السجن منعوه من التدريس، ومنعوه من الخطابة، فجلس في بيته تحت الإقامة الجبرية وعليه رقابة من الأمن، فالإمام أحمد بن حنبل يمنع من التدريس خوفًا على الناس من الفتنة، فبقي بن مخلد لما رآه ممنوعًا من التدريس بحث عن شيخ آخر يأخذ منه دروسًا، فقالوا له: هذا يحيى بن معين من أعظم علماء المسلمين، فهو إمام المسلمين في الجرح والتعديل وفي علم الرجال وأسانيد الأحاديث، فذهب يسأله ويتعلم منه. ويحيى بن معين رحمه الله عندما تسأله وتقول له: فلان من رجال الحديث يقول: نعم هو ثقة، وهذا صدوق، وهذا كذاب، وهذا وضاع..

فهو يجرح ويعدل فذهب بقي يتعلم، فلما دخل على يحيى بن معين المسجد وجد زحامًا، فلم يصل إليه إلا بعد أيام، يقول: كنا نذهب إلى المسجد بعد صلاة العصر من أجل أن أحجز مكانًا لفجر اليوم التالي. كيف كان يتصرف؟ هل كان يضع المفتاح مكانه؟ الله أعلم، المهم أنه كان يجلس في مجلس يحيى بن معين قبل الدرس بنصف يوم؛ من أجل أن يضمن السماع؛ لأنه لم يكن هناك (ميكرفونات) نحن في نعمة، والله لتسألن عن النعيم، سنسأل عن هذا النعيم، في هذا الوقت عندنا أشرطة، وكتب، وسيديهات، وكمبيوتر، وفضائيات، وبرامج، وخطب ومساجد، وحلقات، ومع ذلك كله تزهد الناس في العلم.

وذكرنا أن جابر بن عبد الله ذهب إلى الشام من أجل حديث واحد، والواحد منا يكسل أن يذهب إلى المكتبة القريبة من أجل أن يأتي بحديث ويكسل أن يبحث عن مسألة، لكن بقي بن مخلد ذهب إلى مجلس يحيى بن معين فبدأ يسأله، جاءت له الفرصة أخيرًا بعد أيام تبكير وحجز، فقال له: ماذا تقول في فلان؟ فقال: هذا صدوق، وفلان؟ هذا ثقة، وفلان؟ هذا كذاب، فظل يعدل ويجرح، فقال بقية الطلبة: حسبك، نحن نريد أن نسأل أيضًا، لست وحدك في المسجد، أعطنا فرصة، فقال لهم: أنا لي سنتان أمشي من بلادي حتى وصلت إلى هنا من أجل أسأل، فقام وسأل السؤال الأخير: ما تقول في أحمد بن حنبل؟

فقال: مثلي يسأل عن أحمد بن حنبل، هذا إمام المسلمين وخير المسلمين وأفضل المسلمين، فلما سمع هذا الكلام قال: أنا لابد أن أصل إلى أحمد بن حنبل هذا، فماذا عمل حتى يصل إلى الإمام أحمد؟ قام ولبس لبس متسول، وربط على رأسه خرقة، وأمسك عصًا بيده، ثم ذهب يسأل: أين بيت أحمد بن حنبل؟ فدل عليه، لكن الرقابة خارج المنزل، فذهب يدق الباب، ففتح له أحمد بن حنبل، وقال له: أنا سائل. فقال له الإمام أحمد: ادخل أعطك شيئًا، فلما اختلى به قال له: يا إمام أنا قدمت من بلاد بعيدة، قدمت من المغرب من الأندلس، جئت أتعلم فوجدتك في هذه الحالة التي ترى، فهل تأذن لي أن آتيك كل يوم بهذا اللباس وأنا غريب عن البلد ولا يعرفني أحد، فتحدثني الحديث أو الحديثين؟

انظر إلى أي درجة وصل به الأمر من أجل أن يأخذ حديثًا وحديثين وثلاثة.

والآن مسند أحمد بن حنبل موجود عندنا في كل المكتبات، اذهب وافتح وتعلم العلم الذي جعل بقي بن مخلد رحمه الله يسافر سنتين سيرًا على الأقدام؛ من أجل أن يتعلم في كل يوم حديثًا.

ومسند أحمد بن حنبل فيه (30000) حديث غير مكرر، وهو مسند ضخم من أعظم المسانيد التي فيها أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فأحمد بن حنبل رحمه الله وافق وأذن له، مع أنه قد يتعرض لخطر عظيم، لكن هذا شخص أتى من الأندلس ليعلمه، فظل كل يوم يدخل عليه في هيئة سائل، وكان يأخذ حديثًا أو اثنين، وأحيانًا ثلاثة، حتى لا يطيل فيلفت الأنظار؛ لأن الرقابة في الخارج.

ومرت الأيام ورفع الله عز وجل المحنة، وتولى خليفة يعظم السنة فأخرج الإمام أحمد بن حنبل وجعل له مكانًا في المسجد يعلم الناس، قال بقي: فكنت أذهب إليه في المسجد، فيأمر الناس أن يوسعوا لي حتى أجلس قريبًا منه، وكان يهش لي ويبش وفي يوم من الأيام مرض بقي بن مخلد وكان مستأجرًا غرفة في فندق وجلس فيها، فلما افتقده أحمد بن حنبل وقال: أين بقي؟ قالوا: إنه مريض فقام الإمام أحمد بن حنبل ليزوره بنفسه، فلما مشى سار الناس خلفه، وكل منهم يمسك ورقة وقلمًا بحيث إذا تكلم كتبوا لفظه، أي كلمة يقولها يكتبونها، أي فضل هذا؟

هل أناله بمال أو بسلطان أو بنسب أو بعائلة؟ ناله بالعلم فقط، ما يعلو عليهم إلا بالعلم، كان من أفقر المسلمين رحمه الله، سافر إلى كل بلاد المسلمين من أجل أن يتعلم، ذهب إلى الكوفة، والبصرة، ودمشق، والمغرب، وخراسان، والحجاز، واليمن، لما ذهب إلى اليمن يحمل الدقيق للناس بدرهم في اليوم؛ من أجل أن يصرف على نفسه ويتعلم على علماء اليمن، يأخذ أحاديث من علماء اليمن الذين وصلتهم أحاديث ولم تصله، ولما رجع من اليمن تشققت رجلاه؛ لأنه ذهب ماشيًا ورجع ماشيًا، قد يقول شخص: قد آن الأوان ألا يرتحل، ومرت أيام فيقول أحد المعاصرين للإمام أحمد: فسألت عنه فقيل: إنه ذهب يتعلم على يد شيخ في حمص.

فالناس يمشون مع أحمد بن حنبل رحمه الله فدخل الفندق بهؤلاء الناس كلهم، فلم يستوعب الفندق هذه الأعداد، يقول بقي: فسمعت جلبة وارتج المكان الذي أنا فيه، فجاء صاحب المكان إليَّ مسرعًا وقال لي: هذا إمام المسلمين أتى بنفسه ليزورك، فدخل الإمام أحمد بن حنبل ومسح على رأسه ودعا له بالشفاء، ثم خرج، يقول بعد ذلك: ما رأيت خدمة أعظم من هذه الخدمة التي خدموني إياها في الفندق، صاروا يقولون: هذا من تلاميذ أحمد بن حنبل فبقي بن مخلد رحمه الله في بغداد حتى حوى العلم ثم عاد إلى بلاده ومات في الأندلس رحمه الله.

هذه يا إخواني بعض الأمثلة والأمثلة كثيرة جدًا لا أستطيع أن أكملها، وأشعر أنكم يعني قد سهرتم بما فيه الكفاية، ونحن نأخذ الموضوع بالتدرج، والأمثلة الباقية في غاية الروعة، ولذلك سنؤجلها إن شاء الله حتى نستوعبها تمام الاستيعاب، وننتقل بها إلى حيز العمل والحركة، لا نريد كلامًا فقط للاستمتاع، أو أن نقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله فقط، فعلماء المسلمين كانوا عظماء فضلاء، فأين السهر في حياتك لطلب العلم؟ أين السفر في حياتك لطلب العلم؟ أين الكد والتعب والكدح لتكون من علماء المسلمين؟ لا تبنى الأمم إلا بالعلم، ولا يستطاع العلم براحة الجسم.

أسأل الله عز وجل أن يفقهنا في سننه، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه: "فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" [غافر:44].

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#كيف-تصبح-عالما
اقرأ أيضا
أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الأول ج3 | مرابط
تفريغات

أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الأول ج3


من العلماء يقسم أشراط الساعة إلى أشراط كبرى وصغرى وهذا التقسيم على سبيل الاجتهاد المحض وذلك أن فروع هذا التقسيم شروط الساعة الكبرى والصغرى هناك ما يتفق عليه ويقطع به أنه عظيم جليل القدر وهناك ما يتنازع فيه فيجعل العلماء من الكبرى هو ما نص عليها النبي عليه الصلاة والسلام في حديث عوف و أبي هريرة و حذيفة وكذلك الكبرى هي ما كانت تنفرط كالعقد في آخر الزمان والصغرى تسبق ذلك

بقلم: عبد العزيز الطريفي
830
لماذا نصوم الجزء الثاني | مرابط
تفريغات

لماذا نصوم الجزء الثاني


لقد عرفنا الكثير من موجبات صيامنا ومقتضياتها وأول موجب للصيام: أن صيام رمضان قاعدة من قواعد الإسلام الخمس فمن قال: لا أصوم جاحدا منكرا لما شرع الله فقد أسقط بناء الإسلام ولم يبق له حظ فيه كمانع الزكاة الجاحد لفرضيتها وكتارك الصلاة الجاحد لفرضيتها فالكل يكفر والعياذ بالله إذا نصوم لتلك الفضائل التي اشتمل عليها الصيام والميزات العظيمة التي ينالها المؤمنون في الدنيا والآخرة

بقلم: أبو بكر الجزائري
760
نقل الإجماع على أن الإيمان قول وعمل | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين تفريغات

نقل الإجماع على أن الإيمان قول وعمل


ومنهج أهل السنة والجماعة في قضايا الإيمان والتوحيد أن الإيمان قول وعمل واعتقاد وهذا خلافا للمرجئة فالإيمان بإجماع أهل السنة والجماعة: تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان والإيمان قول وعمل القول باللسان فإذن قول القلب وعمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح الإيمان حقيقة مركبة من هذه الأشياء الأربعة وفي هذا المقال بيان لحقيقة الإيمان وخلاف المرجئة فيه

بقلم: محمد صالح المنجد
1586
أمريكا التي رأيت | مرابط
تفريغات

أمريكا التي رأيت


أنا أعرف أن غالبية الناس يقولون: الأمريكان من أذكى الناس ولا يمكن أن يكون الأمريكي إلا ذكيا الذي يعرف وينقل مثلما نقله مختار المسلاتي: أن العقول المنتجة ليست من أمريكا أصلا إنما استوردت والعجيب أنهم يقولون: إن عقل الأمريكي كالبيضة لا يعرف ما وراءه ولذلك الدكتور في الجامعة لا يهتم حتى بالصحف اليومية ولا يدري ما العالم فيه بل يهتم بمادته ويعود إلى بيته ومن بيته إلى هناك حتى أنه لا يعرف الولاية التي بجانبه وهذا أمر معلوم.

بقلم: عائض القرني
535
الجنس الثالث | مرابط
المرأة

الجنس الثالث


وفي الوقت الذي يتجرع فيه الغرب آثار خروج المرأة على فطرتها ووظيفتها كان بعض كتابنا ومفكرينا ينادون بأن نأخذ في ذلك الطريق الذي انتهى بالغرب إلى ما هو فيه من مشاكل اجتماعية واقتصادية هزت دعائم مجتمعه هزا عنيفا أفقده استقراره واتزانه وعرض سلامته وكيانه لأشد الأخطار

بقلم: محمد محمد حسين
358
مسلمو الروهينجا: جذور المشكلة | مرابط
توثيقات

مسلمو الروهينجا: جذور المشكلة


مأساة المسلمين الروهينجا في بورما ميانمار ليست وليدة اليوم أو الأشهر الأخيرة عندما طفت مشكلتهم على السطح جراء تجدد أعمال العنف ضدهم من قبل حشود البوذيين بتحريض من الرهبان وعلى أعين السلطات والحكومة وإنما ترجع تلك المأساة إلى سنوات بعيدة وتحديدا إلى العام 1982م عندما صدر قانون ينص على أن أي أقلية في البلاد لا تستحق الجنسية الميانمارية إلا إذا ثبت أنها كانت موجودة في البلاد قبل عام 1823م أي قبل الحرب الأنجلو-بورمية الأولى

بقلم: مركز التأصيل للدراسات والبحوث
724