شخصية القدوة

شخصية القدوة | مرابط

الكاتب: حسين عبد الرازق

301 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

الجانب الأهم في شخصية كل قدوة لا ينحصر فيما أنجز من الأعمال؛ بل في قدر العوائق والابتلاءات والمِحن التي تعرّض لها في طريقه ومع ذلك استمرّ وسعى.

 

وأعلى الناس مقاما من حيث المطالب والوسائل والصبر والسعي هم أولو العزم من الرسل، ومِن بعدهم سائر الأنبياء وأتباعهم وهم درجاتٌ عند الله. وأحسنُ الناس اتباعا لهم ذلك الذي يطلبُ الطريق الذي سلوكها كلَّها فيعرف واقع كلٍّ منهم وحال قومه، وإلى ماذا دعاهم وكيف، ومن أين بدأ، وكيف تلقوا دعوته، وماذا لاقاه من المحن والابتلاءات، وكيف تصرَّف فيها، وبماذا كان يتصبّرْ، وبماذا كان يدعو الله ويسأله إياه، وحالُه في السراء والضراء..

 

فمن طلب ذلك كلّه من كتاب الله وحديث رسوله والتمس منه الهدى، واستقام عليه، وأخذ أحسنه مما يناسبه وفعَْله في مطالبه وصبر عليه=فليس في هذه الدنيا أهدى سبيلا منه، وهو الذي كان له في قصصهم عِبرة. 

 

ثم أي ناجح بعدهم في أي مجال نافع تريد أن تنتفع منه فلا تقتصر على التعرُّف على حاله بخصوص مجاله فحسب، بل في ظروفه والصعوبات التي كانت في طريقه ورغم ذلك أنجز ما أنجز، وكثير من الناس: يُقدّر أن الناجحين حوله أناسٌ مخصوصون، أو موهوبون بالفطرة، أو محظوظون، وليس عندهم مشاكل، ولا يواجهون عقبات، ومفطورون على قوة العزم، ولا يحتاجون عناء الصبر الذي يحتاجه هو

 

فمن وجهةٍ: يُقلل من قيمة إنجازهم حيث إن طريقهم مفروشة بالورود
ومن جهة: يُبرّر لنفسه قعودَها حيث إن ظروفة صعبة، ومحدّش في الدنيا بيعاني مثله، ولو أحد عنده خمسة بالمائة من مشاكله كان زمانه انتحر

 

فالحمد لله إنه لسه عايش؛ فيريد منك أن تشكره وتُثمّن له أنه - رغم كل ما يمُر به- ما يزال على قيد الحياة! وهذا الصنف من الناس اغسلْ يدك منه، ولا تُكثر معه الكلام في تغيير نفسه، لأنه ميّت.. فعلا

 

فأنت تنفخ في رماد، واجعل نُصحك فيمن يستحق، ذلك الذي يعلم أن سبيل التغيير يشقُّه بيده، ويسعى ويصبر، وأنه سبيلٌ ممكن، وأن الله مع المحسنين الذين يجاهدون أنفسهم.. ومَن لا يُكرّمْ نفسه لا يُكرَّمِ

 


 

المصدر:

صفحة الكاتب على فيسبوك

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#القدوة
اقرأ أيضا
معارضة الوحي بالعقل: ميراث الشيخ أبي مرة | مرابط
اقتباسات وقطوف

معارضة الوحي بالعقل: ميراث الشيخ أبي مرة


مقتطف من كتاب الصواعق المرسلة لابن قيم الجوزية يدور حول معارضة الوحي بالعقل ويقف بنا أمام القياس العقلي المركب في قول إبليس أنا خير منه والفاضل لا يسجد للمفضول والاحتجاج بأنه مخلوق من نار بينما آدم مخلوق من طين أي من خلق من نار خير ممن خلق من طين

بقلم: ابن القيم
794
في أخبار الآحاد | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين

في أخبار الآحاد


أخبار الآحاد هو أن يخبره عدل يثق بخبره ويسكن إليه بأمر فيغلب على ظنه صدقه فيه أو يقطع به لقرينة به فيحمل ذلك مستندا لحكمه وهذا يصلح للترجيح والاستظهار بلا ريب ولكن هل يكفي وحده في الحكم هذا موضع تفصيل

بقلم: ابن القيم
679
الأعمال تشفع لصاحبها | مرابط
مقالات

الأعمال تشفع لصاحبها


الأعمال تشفع لصاحبها عند الله وتذكر به إذا وقع في الشدائد قال تعالى عن ذي النون فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون وفرعون لما لم تكن له سابقة خير تشفع له وقال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل قال له جبريل آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين.

بقلم: ابن القيم
414
السفر للخارج للتعليم | مرابط
مقالات

السفر للخارج للتعليم


في الحقيقة لا يوجد مانع بين التعليم وبين الآخرة ولكن إذا كان هناك تعارض بين التعليم الدنيوي والصلاح والاستقامة فطبيعي سنقدم الاستقامة والصلاح. وإذا كان ظني بأولادي حسن وهم على دين وخلق فالعاقل لا يرمي بهم في موطن يبيح الزنا والخمر والربا ولحم الخنزير واللواط وغيره ثم أقول بفضل الله أولادي متربيين تربية كويسة!!

بقلم: محمد سعد الأزهري
361
صحبة البطالين | مرابط
اقتباسات وقطوف

صحبة البطالين


مقتطف ماتع لابن الجوزي رحمه الله يتحدث فيه عن قيمة الوقت وعن حياة البطالين وصحبتهم وكيف أنه يحاول الهروب منهم ومن لقائهم بشتى الطرق حتى إذا وجد أنه لا مفر جهز بعض الأعمال البسيطة التي لا تحتاج إلى جهد ولا فكر ولا حضور قلب ليقوم بها في أوقات حضورهم فلا يضيع وقته معهم ولا يستمع إلى أحاديثهم التي لا تخلو من غيبة

بقلم: ابن الجوزي
2609
النساء وهوس العمل | مرابط
المرأة

النساء وهوس العمل


قضية صلاح المرأة ترتبط بداية بعقيدتها ودينها وخلقها فمن كانت تنشد القرار في البيت الأصل مساعدتها لا إعلان الحرب عليها ونبذها ومهاجمتها كأنها الفاسدة. ويعلم الله أن هناك أخوات مسلمات يعانين الأمرين من أب وزوج لا يصلي ومع ذلك لا نسمع صوتا يوجه لهؤلاء! وكم من امرأة صلحت على يد رجل!

بقلم: د. ليلى حمدان
757