صدقة السر

صدقة السر | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

248 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

سمة مميزة جوهرية في الشريعة، ليست لغيرها؛ هي فكرة عمل السر ..
ليس من جهة إخلاص الفاعل فقط، بل أكثر من جهة حفظ ماء وجه الضعيف وحماية نفسه ورعاية مشاعره، ورفع أي حرج عنه تدفعه إليه طبيعة الحاجة والضعف التي يضطر معها لقبول ما لا يقبله غيره من إراقة ماء الوجه!

تأمل قول الله تعالى: "إن تُبدوا الصدقات فنِعمَّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم".. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقة السر تُطفئ غضب الرب".. 
بل جعلها أحد أسباب سبعة لاستحقاق ظل الله يوم القيامة: “ورجلٌ تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينُه”

لماذا؟!
لأنه أمر شاق شديد على النفس، ولو لم يكن كذلك لما رُغب فيه بمثل هذا الترغيب.. فالناس بطبيعتها تحب الشهرة والمحمدة والتعظيم..

فانظر مدى حرص الشريعة على هذا الأمر الذي يبدو شكليًا بسيطًا، وهو في غاية العمق في جوهره، وفيه ما فيه من حرص على الناس وعدم إخراجهم من هيئة التعَفُّف، وحرص على تماسكهم الاجتماعي حقيقةً لا مظهريًا، وحرص على أفعال الخير من الضياع.. مصداقًا لقول الله عز وحل: "وكان بالمؤمنين رحيمًا"..
فالشريعة لا تعتني بالسلوك الظاهري فقط، بل تعتني أكثر بالنوايا والمقاصد والأفكار..

ولذلك يمكن أن نرصد في تاريخ العبادة عند السلف كمًا هائلًا من الوقائع والمرويات التي تبين حجم اعتنائهم بـ "إسرار الأعمال" حتى صار عرفًا عرفانيًا عندهم ونال من القداسة ما يمكن اعتباره في ذاته نوعًا من العبادة!

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#صدقة-السر
اقرأ أيضا
محاسن الإسلام في براهينه | مرابط
تعزيز اليقين مقالات اقتباسات وقطوف

محاسن الإسلام في براهينه


إن من أهم ما يوقف الناظر المتأمل على محاسن الإسلام وجماله وبهائه وتميزه هو النظر في البراهين المثبتة لصحته ومقارنتها ببراهين أي فكرة أخرى على وجه الأرض إن دين الإسلام قد جاء مبرهنا على صحة كل أصوله ببراهين قوية متعددة متنوعة وهذا ما لا تجده في أي دين آخر ولا في أي توجه أو تيار أو مذهب أو طائفة

بقلم: أحمد يوسف السيد
1005
ليس هذا زمن اليأس! | مرابط
مقالات

ليس هذا زمن اليأس!


وقد وجد يعقوب ريح يوسف -عليهما السلام- مع ما بينهما من الحجب والمسافات.. وإن لضياء الفجر مقدمات لا يبصرها النائمون وإنما يستأثر برؤيتها القائمون. فيا لطول حسرة اليائسين القاعدين إذا رأوا العاملين وقد قطفوا -في الغد- الثمار ويا لشدة حسرة المنتكسين إذا أبصروا الثابتين وقد حمدوا -عند الوصول- السرى وطول الأسفار.

بقلم: أحمد يوسف السيد
309
مقامات التسليم لله | مرابط
تعزيز اليقين

مقامات التسليم لله


وتتبين حقيقة هذا التسليم على وجهها بمعرفة حال الصحابة رضي الله عنهم وما كانوا عليه من التسليم بخبر الله وأمره دون أدنى تردد أو اعتراض ومما يظهر به فضلهم على جميع الأمة ممن جاء بعدهم أنهم قد عايشوا التنزيل فما كان منهم في جميع أحوالهم إلا الاستجابة لكل ما يتجدد من شرائع الدين وأحكامه بمجرد علمهم بها.

بقلم: عبد الله القرني
423
المجتمع المختلط | مرابط
مقالات المرأة

المجتمع المختلط


كثر كلام الناس في هذه الأيام في الصحف وفي دور العلم وأقسام الفلسفة ومعاهد تخريج المدرسين والإخصائيين الاجتماعيين منها خاصة - عن الكبت الجنسي ومضاره وشاع بين كثير ممن ينتحلون الدراسات النفسية والفرويدية منها خاصة أن السبيل إلى تلافي الأضرار المتولدة عن هذا الكبت هي اختلاط الذكور بالإناث وتخفف النساء من الحجاب ومن الثياب وهو تخفف لا يعرف الداعون إليه مدى ينتهي عنده ولعله ينتهي إلى ما انتهى إليه الأمر في مدن العراة التي نكست فيها المدنية فارتدت إلى الهمجية الأولى!

بقلم: محمد محمد حسين
235
رواية الأحاديث بالمعنى لم تدخل ضررا على الدين ج2 | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين مقالات

رواية الأحاديث بالمعنى لم تدخل ضررا على الدين ج2


مقال مختصر يرد فيه الكاتب محمد أبو شهبة على بعض الشبهات والأباطيل التي أثارها محمود أبو رية حول السنة النبوية ومن ذلك زعمه أن الأحاديث رويت بالمعنى وأن هذا ربما أدخل ضررا على الدين بل وقال أن الرواية بالمعنى هى الأصل والقاعدة والرواية باللفظ هي العارض أو النادر وبالطبع يؤسس بهذا لفكرة أخرى وهي أن الأحاديث لم تسلم من التغيير والتبديل والتحريف وأنها لم تصلنا بلفظها كما نطقها النبي ويرمي في النهاية إلى توهين الانقياد والاستسلام للسنة النبوية بشكل عام

بقلم: محمد أبو شهبة
2345
لقاء العظيمين | مرابط
مقالات

لقاء العظيمين


تخيل معي أنه قد اجتمع اليوم أهم رمزين من رموز الفكر العربي أو أهم رجلين من رجال السياسة في في عالمنا العربي أو دع المقترح يكون أكثر مرونة ولنتخيل اجتماعا انعقد اليوم يضم أهم شخصيتين في العالم الإسلامي برأيك وفي تقديرك: ما هو الموضوع الذي تتوقع أن يفتح على طاولة الاجتماع

بقلم: إبراهيم السكران
857