صدقة السر

صدقة السر | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

316 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

سمة مميزة جوهرية في الشريعة، ليست لغيرها؛ هي فكرة عمل السر ..
ليس من جهة إخلاص الفاعل فقط، بل أكثر من جهة حفظ ماء وجه الضعيف وحماية نفسه ورعاية مشاعره، ورفع أي حرج عنه تدفعه إليه طبيعة الحاجة والضعف التي يضطر معها لقبول ما لا يقبله غيره من إراقة ماء الوجه!

تأمل قول الله تعالى: "إن تُبدوا الصدقات فنِعمَّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم".. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقة السر تُطفئ غضب الرب".. 
بل جعلها أحد أسباب سبعة لاستحقاق ظل الله يوم القيامة: “ورجلٌ تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينُه”

لماذا؟!
لأنه أمر شاق شديد على النفس، ولو لم يكن كذلك لما رُغب فيه بمثل هذا الترغيب.. فالناس بطبيعتها تحب الشهرة والمحمدة والتعظيم..

فانظر مدى حرص الشريعة على هذا الأمر الذي يبدو شكليًا بسيطًا، وهو في غاية العمق في جوهره، وفيه ما فيه من حرص على الناس وعدم إخراجهم من هيئة التعَفُّف، وحرص على تماسكهم الاجتماعي حقيقةً لا مظهريًا، وحرص على أفعال الخير من الضياع.. مصداقًا لقول الله عز وحل: "وكان بالمؤمنين رحيمًا"..
فالشريعة لا تعتني بالسلوك الظاهري فقط، بل تعتني أكثر بالنوايا والمقاصد والأفكار..

ولذلك يمكن أن نرصد في تاريخ العبادة عند السلف كمًا هائلًا من الوقائع والمرويات التي تبين حجم اعتنائهم بـ "إسرار الأعمال" حتى صار عرفًا عرفانيًا عندهم ونال من القداسة ما يمكن اعتباره في ذاته نوعًا من العبادة!

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#صدقة-السر
اقرأ أيضا
شخصية مريم المؤمنة | مرابط
تفريغات

شخصية مريم المؤمنة


مريم المسلمة المؤمنة العابدة القانتة الطائعة لربها التي جعلت لها محرابا تصلي فيه وتعبد ربها ومحراب المرأة أيتها النساء في قعر بيوتهن كلما كان أعمق في البيت كلما كان أفضل تصلي فيه الفرائض والنوافل.. تجلس لتقرأ القرآن وتحاول أن تقوم بهذه العبادات لله عز وجل كما أمرها الله سبحانه وتعالى

بقلم: محمد المنجد
383
شبهات حول الإجماع | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين مقالات

شبهات حول الإجماع


وصل الحال عند بعض من ينكر حجية الإجماع إلى تجويز إطباق جميع الأمة على مدى أربعة عشر قرنا على الخطأ وهذا الموقف يخالف ما أخبر الله به أن هذه الأمة خير الأمم وأنها أمة وسط لتكون شاهدة على الناس لعدالتها وصدقها فكيف يجوز مع ذلك أن تتصرم قرونها وهي متفقة على الباطل غير عارفة بالحق ولا قائمة به

بقلم: أحمد يوسف السيد
3176
قضايا يدور حولها الجدل: الحرية | مرابط
أباطيل وشبهات فكر مقالات

قضايا يدور حولها الجدل: الحرية


إن رسالة الرسل كان فيها من معاني الحرية ما هو أكثر من ذلك وهي تخليص الإنسان من معاني العبودية الخفية التي لا يشعر بها كالخضوع للمال وعبادته أو للشهوة وعبادتها وفي هذا المقال يقف بنا المؤلف على مفهوم الحرية لفحص ما أثارته من الجدل وتوضيح معناها السليم

بقلم: أحمد يوسف السيد
1897
ذم الترف والتبذير | مرابط
تفريغات

ذم الترف والتبذير


إن الدنيا متقلبة لا تدوم وهي لا تسير على حال واحدة ووتيرة واحدة فعرس يقام فتنصب له خيمة بأربعين ألف دينار فتستعمل مرة واحدة فقط فكم بطن جائع تطعم بقيمة هذه الخيمة ولقد وصل الترف وللأسف إلى المسلمين الذين يؤمون المساجد ولعل بعض الإخوة الحاضرين من هؤلاء يقيمون الحفلات في الفنادق الضخمة وينفقون على ذلك الألوف من الأموال التي تذهب إلى جيوب السفهاء الذين يضيرون أمة الإسلام

بقلم: عمر الأشقر
597
تصنيف الرجولة | مرابط
مقالات

تصنيف الرجولة


الرجولة عندهم أن تكون قوامتك شراكة وليست قيادة لأن القيادة معناها سائق وركاب رئيس ومرؤوس قائد وأتباع وهذا كله بالنسبة لهذا النوع من النساء ليس من الرجولة الحقيقية بل هي ذكورية متسلطة تريد أن تستولي على الدركسيون بمفردها وعدم اعتبار الشراكة بحال!

بقلم: محمد سعد الأزهري
297
القياس والاجتهاد عند الصحابة | مرابط
اقتباسات وقطوف

القياس والاجتهاد عند الصحابة


الصحابة - رضي الله عنهم - مثلوا الوقائع بنظائرها وشبهوها بأمثالها وردوا بعضها إلى بعض في أحكامها وفتحوا للعلماء باب الاجتهاد ونهجوا لهم طريقه وبينوا لهم سبيله وهل يستريب عاقل في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان

بقلم: ابن القيم
589