تصنيف الرجولة

تصنيف الرجولة | مرابط

الكاتب: محمد سعد الأزهري

295 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

لا تأخذ تصنيف الرجولة ممن يريد التلاعب بالرجولة لغرض في نفس يعقوب!

فهناك من يصنّف الرجولة بأنها المهاودة والمشاركة والصبر على الزوجة مهما فعلت، فمهما تعصّبت أو صرخت أو قالت كلامًا سيئًا فهي معذورة، والرجولة الحقيقية هي التغافل عن تصرفاتها!

حتى لو نزلت من بيتها غاضبة دون استئذان لتتمشى قليلًا لتفك عن نفسها، فما عليك إلا النزول والبحث عنها وإلا فأين الرجولة؟!

وإذا كلمت أمّك بشكل سيء فما عليك إلا تحملها، فهي مضغوطة بالوظيفة والأولاد والأكل والشرب والغسيل، وإذا فعلت غير ذلك فأين الرجولة؟!

وإذا ذهبت لأهلها وأرادت المبيت بدون استئذانك فالرجولة الحقيقية هي التغاضي عن هذه التصرفات لأن العاقل يتعامل مع هذه المشاهد باحتواء وحنية وتفهّم!

فالرجولة الحقيقية عندهم هي أن تلبي لها طلباتها، وأن تتحمل تقلباتها، وأن تترفّع عن جموحها، وأن تدرك دائمًا أنها مظلومة ومُجهدة وخيركم خيركم لأهله!

الرجولة عندهم أن تكون قوامتك شراكة وليست قيادة، لأن القيادة معناها سائق وركاب، رئيس ومرؤوس، قائد وأتباع، وهذا كله بالنسبة لهذا النوع من النساء ليس من الرجولة الحقيقية، بل هي ذكورية متسلطة تريد أن تستولي على الدركسيون بمفردها وعدم اعتبار الشراكة بحال!

مع أن الطبيعي في الحياة أن الرجولة الحقيقية هي المسئولية، ولا مسئولية بدون صلاحيات، ولا صلاحيات دون قرارات، فأي رجل مسئول طبيعي جدًا أن يحمي زوجته ويهيء لها الحياة المناسبة، وكذلك يمنعها مما يضرها.
وإلا فالمدرب الذي بلا صلاحيات لن يضع تشكيل المباراة، والرئيس الشرفي مهمته المقابلات البروتوكولية والتصوير مع الزعماء، دون قرار ولا شبه قرار!

الخلاصة: هناك خطاب متلاعب بالرجل، يضعه في ركن من أركان الحياة ثم يستقبل كل الضربات ومن جميع الجهات، وفي نفس الوقت يُقال له: الرجل الحقيقي لا يشتكي من الضرب، ولا يتألم منه، ولا يترك الركن الذي يُضرب فيه لأن هذا هروب منه من المسئولية!!

الرجولة الحقيقية مسئولية ولا مسئولية بدون صلاحيات وقرارات وثواب وعقاب، ومن داخل هذا يتزين الرجل بالتغافل والصبر والرحمة والرفق والحزم واللين والحكمة، أما أن نلعب على صفات رخوة ونلصقها به ونمحي سواها، فهذا من فعل الخيَّاطة إيّاها، لا من فعل الرجال!

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الرجولة
اقرأ أيضا
القياس الفاسد لشرعنة الاختلاط | مرابط
المرأة

القياس الفاسد لشرعنة الاختلاط


هؤلاء الكتبة رأوا النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن في اختلاط الرجال والنساء في المطاف والطريق ولم ينكر ذلك وهو اختلاط في زمن يسير عارض فجاء هؤلاء وقاسوا على ذلك مشروعية الاختلاط في التعليم والعمل وهو اختلاط مكث في زمن يطول وأهدروا اعتبار الفارق بين الزمن اليسير والزمن الكثير بين الاختلاطين.. وهذا قياس فاسد وشبهة رائجة بين يديكم رد مفصل عليها.

بقلم: إبراهيم السكران
356
جهاد النفس ومنعها من شهواتها | مرابط
مقالات

جهاد النفس ومنعها من شهواتها


حدثني محمد بن عبيد الله ثنا عثمان بن مطر عن ثابت عن مطرف بن عبد الله أنه كان يقول: يا إخوتاه اجتهدوا في العمل فإن يكن الأمر كما ترجو من رحمة الله وعفوه كانت لنا درجات الجنة وإن يكن الأمر شديدا كما تخاف وتحذر لم نقل: ربنا أرجعنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل نقول: قد عملنا فلم ينفعنا ذلك

بقلم: ابن أبي الدنيا
684
صفات الخوارج في السنة النبوية | مرابط
مقالات

صفات الخوارج في السنة النبوية


الخوارج من الكلمات التي كثر تردادها في الآونة الأخيرة وإطلاقها على بعض الجماعات والتنظيمات بحق وباطل فكان لا بد من وقفة نتبين بها صفات الخوارج كما وردت في السنة النبوية حتى ننزل كل قوم منزلتهم اللائقة بهم حسب قربهم من هذه الأوصاف وبعدهم عنها ولم يأت في السنة النبوية تحذير من فرقة بعينها من فرق هذه الأمة إلا الخوارج فقد ورد فيها أكثر من عشرين حديثا بسند صحيح أو حسن وما ذلك إلا لضررهم الجسيم على الأمة والتباس أمرهم على الناس واغترارهم بهم إذ ظاهرهم الصلاح والتقوى ولأن مذهبهم ليس قاصرا على الآ...

بقلم: الشيخ عمار الصياصنة
1214
لا تستعجل النتائج | مرابط
اقتباسات وقطوف

لا تستعجل النتائج


إن القرآن يوجه القلوب والعقول ألا تستعجل النتائج فهي لا بد آتية حسب السنة الماضية التي لا تتبدل وأعمار الأفراد ليست هي المقياس والجولة العارضة ليست هي الجولة الأخيرة قد ينتصر الباطل فترة من الوقت ويزدهر ويتمكن ويعلو في الأرض ولكن هذا ليس نهاية القول ولا نهاية المطاف إنه جزء من سنة الله المتشعبة الجوانب

بقلم: محمد قطب
824
الشعر الجاهلي واللغة ج2 | مرابط
مناقشات

الشعر الجاهلي واللغة ج2


تعتبر مقالات محمد الخضر حسين من أهم ما قدم في الرد على كتاب طه حسين في الشعر الجاهلي وهذه المقالات تفند جميع مزاعمه وترد عليها وتبين الأخطاء والمغالطات التي انطوت عليها نظريته التي قدمها فيما يخص الشعر الجاهلي وكيف أن هذه الأخطاء تفضي إلى ما بعدها من فساد وتخريب وبين يديكم مقال يقف بنا على زعم طه حسين بأنه لا يسلم بصحة هذه الكثرة المطلقة من الشعر الجاهلي وأن هذا الشعر لا يمثل اللغة العربية ولا يعبر عنها بحال

بقلم: محمد الخضر حسين
760
الابتلاء بالشدة والضر | مرابط
اقتباسات وقطوف

الابتلاء بالشدة والضر


فمن تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن ينزل بهم الشدة والضر وما يلجئهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين ويرجونه لا يرجون أحدا سواه وتتعلق قلوبهم به لا بغيره فيحصل له من التوكل عليه والإنابة إليه وحلاوة الإيمان

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
560