صديقات السوء

صديقات السوء | مرابط

الكاتب: إبراهيم الدويش

353 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

أعتذر إليك أيتها العفيفة! فما قادني لهذا العنوان إلا ما نسمعه عن بعض الصديقات مع الزميلة، فهي تدلها كل صباح على كل شر، فمرة خذي هذا الرقم وجربي، ولا تكوني معقدة ومتخلفة، وهي مجرد تسلية، ومرة انظري لصورة هذا الشاب، كم هو جميل، هل تحبين أن تكلميه؟ ثم بعدها: هل تحبين أن تقابليه؟ ومرة خذي هذه الهدية، شريط غناء أو فيلمًا أو مجلةً ساقطة، ومرة دعوة على مأدبة الدش الفاضح، أو التسكع في الأسواق، أو استراحة الراقصة، أو مناسبة آثمة... وهكذا.

 

هكذا انتهت الدلالة على الفساد بوسائله، علمت أو لم تعلمي، أصبحت مفتاحًا للشر، هي مفتاح للشر كل يوم وكل صباح وربما في محاضن التعليم وللأسف.

 

عجبًا لك يا ابنة الإسلام! كيف تستخدمين صلة العلم التي هي أشرف الصلات وأكرمها في المدارس والكليات لتبادل الأرقام والأفلام؟! كيف تجرأت على القلم الذي هو أفضل أداة للخير، وأعظم وسيلة للفضيلة، وواسطة للآداب والكمال، فخططت به الأرقام ورسائل الحب والغرام ونشر الحرام؟! ألم تسمعي للحبيب صلى الله عليه وسلم يقول (ويل لمن كان مفتاحًا للشر مغلاقًا للخير).

 

فيا ويلك من الله! هل تستطيعين أن تتحملي وزرك لوحدك يوم حملت أوزار الأخريات؟! أنا على يقين أنك لم تقفي وتفكري بقول الله تعالى: "لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ" [النحل:25].

 

اسألي نفسك الآن: كم فتاة كنت السبب في دلالتها على الضلال؟ فبادري بالتوبة واستغفري وكفري بالدلالة على الخير ووسائله، والتحذير من الشر وأبوابه قبل فوات الأوان، فيكفيك ذنبك وضعفك.

 

أيتها الفتاة الطيبة! فتشي في صداقاتك، واحذري رفيقات السوء، فإنهن لا يقر لهن قرار، ولا يهدأ لهن بال، حتى تكوني مثلهن وأداة طيعة في أيديهن، إما لكراهيتهن امتيازك عنهن بالخير، وإما حسدًا لك، فإن الله تعالى أخبر عن المنافقين فقال: "وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً" [النساء:89] وقال عثمان رضي الله عنه: [ودت الزانية لو زنا النساء كلهن].

 

فإياك وقطاع الطريق إلى الآخرة اللاتي يصددن عن ذكر الله كما قال الله: "وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا" [الكهف:28].

 

اعلمي أخيتي! أن رفقة السوء بداية كل شر، وهي النقطة الأولى للانحراف والضياع، فكم من الفتيات هلكن بسببهن، وكانت النهاية فضائح وسجون، وهل ينفع حينها الندم؟! بل هل ينفع الندم يوم القيامة عندما تقولين: "يَا وَيْلَتِى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا" [الفرقان:28] لماذا وهي صاحبة الشِلل والجلسات؟! لماذا وهي صاحبة المرح والمزاح؟!

 

فتأتي الإجابة: "لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولًا" [الفرقان:29] نعم. لأنها ما أعانتني يومًا على ذكر الله، بل كلما انتبهت أو تذكرت، أو نصحني ناصح سخرت مني واستهزأت، نسأل الله أن يحفظ بنات المسلمين أجمعين.

 

أيتها الأخوات أبشركن أن: (85%) من فتيات الاستبانة قلن: نعم نفكر في طريق الاستقامة، وذكر (11%) أنهن مترددات، ولم يقل (لا) سوى (4%)، وقال (82%) بأن الشخصية المستقيمة ممتازة، وأتمنى أن أكون مثلها.

 

فأقول: لم لا تتحول الأمنية إلى حقيقة؟ ما الفرق بينك وبين تلك المستقيمة؟ إلى متى وأنتن تحرمن أنفسكن السعادة والراحـة؟ ما الذي يمنعكن من الاستقامة. أجاب (60%) هوى في النفس، و(11%) البيت والأسرة، و(10%) الصديقات وغيرها من الأسباب. وأقول: كل هذه الأسباب هي كبيت العنكبوت أمام الهمة والعزيمة الصادقة.

 


 

المصدر:

محاضرة الفتاة ألم وأمل

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#صديقات-السوء #الصحبة
اقرأ أيضا
بكم الجاكيت؟ | مرابط
فكر

بكم الجاكيت؟


من يتأمل في كثير من أحوالنا يجد أننا نمارس حيلة الجاكيت الغالي ولكن بمستويات مختلفة نعلم أن الحق في المسألة كذا ولكنه يحتاج ثمنا لا نريد دفعه فنتظاهر بالحيرة بين أقوال الفقهاء ثم ننسحب إلى أهوائنا.

بقلم: بدر آل مرعي
256
فرية ضرب عثمان بن عفان لعمار بن ياسر: رد على عدنان إبراهيم ج1 | مرابط
أباطيل وشبهات

فرية ضرب عثمان بن عفان لعمار بن ياسر: رد على عدنان إبراهيم ج1


ادعى الدكتور عدنان أن عثمان بن عفان رضي الله عنه ضرب عمار بن ياسر رضي الله عنه بقدمه في محاشه أي عورته حتى كان عمار لا يحتبس بوله واستدل على ذلك بما رواه ابن شيبة في تاريخ المدينة الجزء الثالث وطبعا نعلم جميعا ما لدى الدكتور عدنان من خلط وحقد يمرره بشكل ناعم في حلقاته وفي هذا المقال يناقش أبو عمر الباحث هذه الشبهة ويرد عليها

بقلم: أبو عمر الباحث
4740
أسلوب الوصاية | مرابط
فكر مقالات

أسلوب الوصاية


والوصاية ضد الشبهات التي تسبب رقة التدين مطلب شرعي سواء كان الذي يشيع هذه الشبهات زنديق علماني أو من متفقهة التغريب الذين يغرسون في الناس النظرة المادية للحياة ويهونون من تعظيمهم للنص باسم الخلاف ويشحنون الناس ضد المحتسبين والدعاة دوما بالسذاجة والتهور وضيق الأفق وقلة الوعي وأنهم يغرقون في كأس ماء ونحوها من العبارات التي يتشربها المستمع فتؤثر في نظرته لأهل العلم والدعاة بعامة ويجمدون مشاعر الغيرة والحمية باسم الرزانة والحكمة والهدوء ونحو ذلك

بقلم: إبراهيم السكران
2216
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ج3 | مرابط
تفريغات

صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ج3


إن الله سبحانه وتعالى قد فرض فرائض وشرع شرائع وأمر بلزومها ومن أعظم هذه الشرائع هي أركان الإسلام الخمسة التي أمر الله عز وجل بها وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بركنيتها للإسلام كما جاء في حديث عبد الله بن عمر في الصحيحين وغيرهما في قوله عليه الصلاة والسلام: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا

بقلم: عبد العزيز الطريفي
640
اهضم مبدعا | مرابط
فكر ثقافة

اهضم مبدعا


هناك فكرة جميلة يسمونها في الغرب اسرق مبدعا وليس معنى ذلك أن تسطو على أعماله وتنسبها لنفسك وإنما معناه أن تقصد إلى نتاج مبدع في مجاله وفنه وتعكف عليه عكوف المتبتل لا تدير وجهك عنه حتى تتشربه وتقف عليه وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه حتى تهضمه ويسلس لك قياد أعماله.

بقلم: د. طلال من فواز الحسان
367
المدارس العالمية وتعلم اللغات | مرابط
فكر لسانيات

المدارس العالمية وتعلم اللغات


لي تجربة مع ولدي كان العمل يعطيني بدلا للتعليم يدخله أغلى مدرسة دولية لكنني فضلت لغة دينه وأمته ثم لما اطمأننت عليها دفعته قبل الجامعة بعام أو عامين لتعلم الإنجليزية فأتقنها وها هو الآن يدرس بها فلا هو ضيع لغته ودينه ولا هو تأخر عن غيره من أهل اللغة التي يدرسونها منذ نعومة أظفارهم على حساب لغة قرآنهم وأمتهم.

بقلم: د.خالد حمدي
403