
«جلال الدين الرومي ت672هـ هو مؤسسة الطريقة المولوية، وأصحابها يتميزون بإدخال الرقص والإيقاعات في حلقات الذكر، وقد انتشروا في تركيا وآسيا الغربية، ولم يبق لهم في الأيام الحاضرة إلا بعض التكايا في تركيا وفي حلب وفي بعض أقطار المشرق» (1)
وجلال الدين الرومي كان صوفيا كما هو معلوم، وقد نسب إليه القول بوحدة الوجود، وقد قرأت أنه يدعي أن كتابه المثنوي سماه الله، فيقول «وله ألقاب أخر لقبه الله تعالى بها» (2)
ومما ينقله عنه قوله:
انظر إلى العمامة أحكمها فوق رأسي …
بل انظر إلى زنار زاردشت حول خصري …
فلا تنأ عني لا تنأ عني …
مسلم أنا ولكني نصراني وبرهمي وزرادشتي …
توكلت عليك أيها الحق الأعلى …
ليس لي سوى معبد واحد …
مسجدا أو كنيسة أو بيت أصنام …
ووجهك الكريم فيه غاية نعمني …
فلا تنأ عني، لا تنأ عني. (3)
وكان يقول في علي:
منذ كانت صورة تركيب العالم … كان علي
منذ نقشت الأرض وكان الزمان … كان علي
ذلك الفاتح الذي انتزع باب خيبر بحملة واحدة … كان علي
كلما تأملت في الآفاق ونظرت
أيقنت بأنه في الموجودات … كان علي
إن من كان هو الوجود ، ولولاه
لسرى العدم في العالم الموجود إياه … كان علي
إن سر العالمين الظاهر والباطن
الذي بدا في شمس تبريز … كان علي)». (4)
فمن كان هذا حاله، لم يحل نقل كلامه وأشعاره لما تحويه من كلام مبطن وحلول واتحاد، وقد رأيت من ينشر كلامها ظنا أنه كلام غزل وهو في الحقيقة كلام عن الله يشبه كلام العشاق.
الإشارات المرجعية:
- [الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/ 267)].
- [المثنوي ص 33]
- [مجلة العروة الوثقى. عدد 61 لعام 1403 هـ.برئاسة تحرير عبد الحكيم الطيبي].
- [التصوف - المنشأ والمصادر (ص151) إحسان إلهي ظهير].