عن التوسط بين الفرقاء

عن التوسط بين الفرقاء | مرابط

الكاتب: د. فهد بن صالح العجلان

349 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

عندما تقع حالات منع بعض النساء من حجابهم الكامل، فيفرض عليهم كشف الوجه .. يقارن بعض الناس بين فرض الحجاب بالكامل، وبين فرض الكشف، فيتحدث عنهما في سياق واحد من حيث الغلو والتجاوز، ليبقى قوله متوسطًا بين الطرفين.

وهذه الطريقة في حب التوسط بين الفرقاء توقع الشخص في نزعة تطرف قبيحة؛ فالإلزام بالحجاب الكامل هو في أقل أحواله إلزام بأمر مشروع بإجماع العلماء، فلا أحد يقول بأنه مجرد أمر مباح مستوي الطرفين، بل الجميع متفق على مشروعيته، والخلاف في إباحته.

وحتى على القول بالإباحة ثم من يوجبه في حال وجود فتنة، وعليه يفسرون ما نقل من اتفاق أئمة المسلمين على منع خروج النساء حاسرات الوجوه، فيرون هذا من المنع السياسي المعتبر، ويحكون عليه الإجماع.

ومن يلزم به أيضًا هو يلزم برأي فقهي، وليس في الإلزام برأي فقهي في بعض المسائل بأمر مستغرب، بل هذا هو جادة المذاهب كلها، فكل مذهب وإن كان لديهم اعتبار واسع للخلاف والاجتهاد، فعندهم إلزام بمذهبهم في بعض الأمور لاعتبارات فقهية او مصلحية.

كيف تسوي هذه القضية مع كل هذا -حتى ولو غلَّطتَ أصحابها- بمن يعتدي على المرأة المسلمة فيفرض عليها ترك ما تدين الله به وتعتقد وجوبه؟

وهو من الأمور المشروعه بالاتفاق، فهو عدوان على الشريعة، وعدوان محض على الناس، يرفضه حتى من لا يعتد بالشريعة.

فما مثل من يضع هذه المقارنات إلا مثل من يقول: من يلزم الناس بالصلاة في الجماعة، وينهى عن التفريط فيها، هو في غلو، مقارن لغلو من ينهى عن الصلاة مطلقا ويعاقب على فعلها!

فوجود منع في كلا المسألتين، لا يضعنا بين طرفين، ينبغي البحث بينهما عن وسط. ! هي نزعة توسط مغالية في المقارنة، لا يبرئها من نزعة الغلو كونها تسعى لعلاج الغلو، ولا يعفيها من ذلك أن تتعذر بأنها لم تساو بين الطرفين في الحكم، فيكفي وضعهما في سياق واحد، وجعل الوسط المعتبر بينهما.

الوسطية الشرعية هي ثمرة اتباع الشريعة، وليست موقفًا متوسطًا بين فرقاء، وفقه هذا مما يزهد الشخص في كثير من المقارنات المعاصرة، والتي يتكلف أصحابها وضعَ أقوالهم وخصوماتهم في المكان الوسط!

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الوسطية-الشرعية
اقرأ أيضا
دليل مباشر على وجود الخالق سبحانه | مرابط
تعزيز اليقين الإلحاد

دليل مباشر على وجود الخالق سبحانه


أيها الملحد! إذا أعطيتك كتالوج كتاب- به كل مواصفاتك وبرمجة كاملة لمنظوماتك الوظيفية طولك ولون عينيك ووظائف أعضائك ونوع شعرك وكمية البروتين التي تحتاجها عضلاتك والقوانين التي تحكم أجهزة جسدك وسرعة النبضة الكهربية في أعصابك ومعدلات ضخ الدم في قلبك ومعدلات إفراز الهرمونات في غددك إلى جانب كل ذلك تفصيل دقيق لكل وظائفك الحيوية وطريقة تصنيع كرات دمك وأنظمة الهضم والإخراج والأيض وكل ما يختص بالوظائف البيولوجية لجسدك.. هل ما زلت تجادل في خالقك؟

بقلم: د. هيثم طلعت
307
المعرفة بحاسة البصر | مرابط
فكر اقتباسات وقطوف

المعرفة بحاسة البصر


المعرفة بحاسة البصر معرفة يتساوى فيها الإدراك كما يتساوى إدراك الآلة وإدراك الحيوان فهل هذه هي المعرفة التي تليق بالإنسان المسئول عن ضميره الباحث عن هدايته المترقي بسعيه واجتهاده؟ وهل يطلبون أن يتساوى الناس في مدركات الضمير وحدها أو يطلبون أن يتساووا في مدركات الحواس وملكات الأجسام والأفهام ومقادير الأعمار والأيام

بقلم: عباس محمود العقاد
312
التأثر بالأصول الكلامية | مرابط
مقالات

التأثر بالأصول الكلامية


وأهل العلم بالحديث أخص الناس بمعرفة ما جاء به الرسول ومعرفة أقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان فإليهم المرجع في هذا الباب لا إلى من هو أجنبي عن معرفته ليس له معرفة بذلك ولولا أنه قلد في الفقه لبعض الأئمة لكان في الشرع مثل آحاد الجهال من العامة.

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
387
الأمة الوسط الجزء الثاني | مرابط
تفريغات

الأمة الوسط الجزء الثاني


من المتفق عليه أن الخصيصة الأولى والمقوم الأساسي للأمة الوسط هو كونها أمة ربانية وهذه الخصيصة خاصة بهذه الأمة لا تشاركها فيها الأمم الأخرى فالأمة الإسلامية أمة ربانية في عقيدتها وتصورها وتشريعها وأخلاقها وقيمها لأن هذا كله منزل من عند الله تبارك وتعالى

بقلم: عمر الأشقر
843
عن ركعات قيام الليل | مرابط
مقالات

عن ركعات قيام الليل


قيام رمضان لم يؤقت النبي فيه عددا معينا بل كان هو لا يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة لكن كان يطيل الركعات فلما جمعهم عمر على أبي بن كعب كان يصلي بهم عشرين ركعة ثم يوتر بثلاث وكان يخفف القراءة بقدر ما زاد على الركعات

بقلم: حسين عبد الرازق
425
الجندر: المفهوم والحقيقة والغاية الجزء الثاني | مرابط
الجندرية

الجندر: المفهوم والحقيقة والغاية الجزء الثاني


ظهر مصطلح الجندر في سبعينيات القرن الماضي ولكنه أحدث رجة عنيفة في الساحة الفكرية والاجتماعية بعدما تم إدخاله في كل المجالات تقريبا وتم إعادة صياغة المصطلح ليعبر عن الأدوار الاجتماعية والميول الشخصية فقد يشعر الرجل أنه امرأة وتشعر المرأة أنها رجل أما مصطلح الجنس فهو لا يعبر إلا عن الجانب البيولوجي أو العضوي الجنسي ومن هنا انفتح الباب على مصراعيه أمام الشذوذ وظهرت أشكال جديدة للعلاقات وللأسرة

بقلم: حسن حسين الوالي
2448