إن هذه القراءة النِّسويَّة للإسلام هي بعينها القراءة النِّسويَّة الغربيَّة للنصرانية واليهوديَّة، فالقراءة هنا تتم بعيون غربيَّة للقرآن الكريم والسنة النبويَّة الشريفة، وذلك من خلال الدعوة إلى مناهضة ما يسمى بالتَّفسير الأبوي الذكوري للإسلام، والعمل على تأسيس ما يعرف بالتَّفسير النِّسوي الذي يركز على النوع والجنوسة، من أجل القضاء على كافة أشكال التَّمييز ضد المرأة، أيضًا من خلال التَّركيز على دور النِّساء في التَّاريخ الإسلامي، والقول بأنه لا تعارض بين النِّسويَّة والإسلام. ومن الواضح هنا استخدام مصطلح القراءة الأبويَّة أو التَّفسير النِّسوي، من محاولة إسقاط المنهجيَّة النِّسويَّة الغربيَّة على الإسلام، بما تحمله هذه المنهجيَّة من سمات محليَّة خاصة بالواقع الفكري الغربي، والنظرة الماديَّة إلى الإنسان، مما يشير إلى أن الخطاب الإسلامي المعاصر غير موجود في بعض اتِّجاهاته، إذ يعد من هذه الناحية عبارة عن استعارة صرفه من الفكر الغربي في بعض جوانبه، بالإضافة إلى تلك المعرفة الناقصة والمشوهة والنمطيَّة بالعلوم الإسلاميَّة ومناهج البحث فيها، فمن المعروف أن التَّفسير تحكمه في الإسلام مجموعة من القواعد الأساسيَّة التي وضعها العلماء للتفسير، ولا تعتمد على أساس الذكورة والأنوثة
المصدر:
سامية العنزي، الاتجاه النسوي في الفكر المعاصر