هذه قواعد، هي أسس عند كل مسلم، وهي عنده محل اليقين، فاحفظها في نفسك وقولك وعملك، ثم تأمل بعد ذلك ما شئت في مسألة التعرض للمرأة بما تكره:
القاعدة الأولى:
أن الله عز وجل إذا أمر بشيء أو نهى عن شيء: فإن ذلك لحكمة وعلة، ينصلح بها أمر معاش الإنسان في الدنيا، ويثاب عليها في الآخرة أيضا إذا امتثل، وليست المصلحة أخروية فحسب، أو للدنيا فقط.
القاعدة الثانية:
كل امرأة لم تتبع أمر الله لها بالتستر، أو بالحشمة في الملبس، أو بعدم الخضوع بالقول، أو بعدم التعرض للرجال في الطرقات، أو بعدم الخلوة برجل أجنبي، أو غير ذلك من هذه الأوامر المعروفة: فهي مفسدة في الأرض، قد أفسدت ما شرعه الله لصلاح الدنيا وانتظامها، وصلاح نفوس البشر وحفظها والارتقاء بها.
وبعض تلك الأفعال: تستحق به المرأة العقوبة الشرعية في الدنيا، وهي بواحدة من ذلك: داخلة في وعيد بعقوبات الآخرة، بسبب إفسادها نظام الأرض وإفسادها نفسها وفطرتها ونفوس من حولها وفطرتهم، فهي معارضة لأمر الله الذي تكفل بذلك، وآثمة بسبب عدم اتباعها أوامر الله.
وهذا: سواء تعرض لها متعرض بسوء، أو لم يتعرض لها أي أحد بأي شيء.
القاعدة الثالثة:
كل رجل تعرض لامرأة أجنبية عنه، بنظر شهوة، أو قول شهوة، أو مسّ شهوة، فهو آثم عاص مفسد في الأرض.
وبعض ذلك: يستحق به الرجل العقوبة الشرعية في الدنيا، وهو بواحدة من ذلك: داخل في الوعيد بعقوبات الآخرة،
بسبب إفساده نظام الأرض وإفساده لنفسه ولفطرته السوية ولنفوس من حوله ولفطرتهم، فهو معارض لأمر الله الذي تكفل بذلك، وهو آثم بسبب عدم اتباعه أوامر الله.
وهذا: سواء وافقت المرأة أو رضيت بفعله، أو لم توافق ولم ترض.
البحث وراء الأصول
فاعلم يرحمك الله:
أن البحث وراء هذه الأصول، قد يكون مفيدا، ولكنه لا يغير من هذه الحقائق والأصول شيئا، فاربط قلبك عليها، وإلا شردتَ.
فيجب أن تكون هذه الأصول واضحة عندك، حتى لا تندثر في وسط مد (المنطلقات العلمانية) المنتشر المستشري، الذي يقع من كثيرين بحماقة غير مقصودة، أو بقصد خبيث.
وكذلك حتى لا تندثر الأصول والقواعد وسط مد (المنطلقات الإلحادية)، أو (الإنسانوية) أو (الحقوقية)، التي ينشرها بعض الحمقى غير قاصدين، أو ينشرها القاصدون بخبث وإلحاد عن آيات الله.
فالإنكار على العاصية وتجريمها، لا بد أن يبقى ويستمر أبدا، وكذلك الإنكار على العاصي المتجني، سواء كانت هي سببا في إغوائه، أو لم تكن، فتلك قضية أخرى.
معارضة الأصول
واعلم يرحمك الله:
أن أكثر الذين يتكلمون في المسألة فيهرفون؛ لو صرح باعتقاده في هذه الأصول، سواء كان موافقًا أو معارضًا، لما تراه أعلاه: لرأيتَ العجب من معارضة الحركات النسوية له، أو من بعض النساء الجاهلات المسترجلات، أو الرجال المخنثين، أو غيرهم، ولم تكن لترى هذا الاجتماع والتآلف الكاذب بين طوائف المتخالفين المخالفين هؤلاء..
لكن كثيرا ممن يتناول المسألة؛ أغمض عن هذه الأصول، فأفسد.. علم أو لم يعلم.. اختار ذلك أو غلبته غفلتُه، وبهرجة الأرقام في هذه المواقع الضارة!
ثم:
ما بقي بعد ذلك من البحث في الترابط بين التبرج والتحرش، والأسباب واللوازم، فهو مهم.. لكنه في الدرجة الثانية من الأهمية، ويحصل به النفع لو تكلم فيه العاقل بعدل وعلم.
والله أعلم.