
الحفظ يستعان عليه بثلاثة أمور: موهبة، وهمة، وإدمان نظر ومراجعة.
أما الموهبة فهبة من الله، والناس متفاوتون فيها.
وأما الهمة وإدمان النظر فقد سئل الإمام البخاري رحمه الله عن دواء للحفظ، فقال: (لا أعلم شيئًا أنفع للحفظ من نهمة الرجل، ومداومة النظر)…
وأهل العلم كان يكررون قراءة الكتاب الواحد مئات المرات، فمثًلا نجد الإمام المزني رحمه الله يقول: «قرأت الرسالة خمسمائة مرة، ما من مرة إلا واستفدت منها فائدة جديدة»...
وقال النووي: «تنازعوني في الوسيط، وقد طالعته أربعمائة مرة»...
وقال أبو بكر الأبهري: «قرأت مختصر ابن عبد الحكم خمسمائة مرة، والأسدية خمسًا وسبعين مرة، والموطأ كذلك، والمبسوط ثلاثين مرة، ومختصر ابن البرقي سبعين مرة».
وقال عبد اللطيف افتخار الدين الكرماني الحنفي: «طالعت المحيط للبرهاني مائة مرة».
والنقول في ذلك أكثر من أن تحصر.
الحاصل أنك تستعين عليها - بعد بفضل الله سبحانه - بأمرين: همة عالية، وإدمان نظر ومراجعة.
أما تنمية الحفظ فنعم، الحفظ مثل النبات الذي كلما سقيته كبر، فكلما اجتهدت فيه زاد قوته، وإذا أهملته صعب عليك.