لا أريد أن أنكد عليك ولكن

لا أريد أن أنكد عليك ولكن | مرابط

الكاتب: د إياد قنيبي

814 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

لا أحب أن أنشر صورًا مفزعةً لمعاناة مسلمي الروهينجا من السلطات البوذية..
ومسلمي تركستان من السلطات الصينية..
ومسلمي كشمير من السلطات الهندوسية..

لأن الإكثار من نشر هذه الصور وتناقل تفاصيل الأخبار المؤلمة دون إعطاء خطوات واقعية للحل كثيرًا ما يكون له أثر سلبي: إحباط، تنغص عيش بلا جدوى، ثم تبلد إحساس وتهرب من الاهتمام بأمر المسلمين..

لكن في الوقت ذاته، "مش معقول" أن تكون هذه الأحداث الأليمة تحدث الآن.. الآن في زماننا، ومع ذلك لا زال كثير من أبنائنا في المربع الأول، يناقشون:

(لماذا قاتل النبي المشركين وفرض الجزية على أهل الكتاب؟)!!!
(لماذا يقول الله: وقاتِلوهم حتى لا تكون فتنة؟)!!!
(لماذا الإسلام دين "مش متسامح"؟)!!!

وإذا ما واجههم الـمُشَكِّكون بأمور ترتبت على الحروب في تاريخ المسلمين كمُلْك اليمين ترى من أبنائنا من يضع رأسه في التراب ويستحي من دينه وقد يريد الانسلاخ منه!!

"مش معقول" أن يعيش المسلمون هذه الحالة من الفصامية عن الواقع، فلا يدركوا أن هذه الآيات والأحاديث التي يستحون منها!!! هي لمنع حالة الإجرام والتوحش التي تعيشها البشرية اليوم.

لا أدري أيها المسلم، كيف تتحمل أن يُعَيِّرك أعداء دينك بالآيات التي تأمر المسلمين أن يبسطوا سلطان الإسلام في الأرض (حتى لا تكون فتنة) وأنت ترى مسلمات الروهينجا تُغتصب إحداهن اغتصابا جميعا من مجموعة ذئاب بوذية، يُلقى زوجها وأولادها أمام أعينها في النار، وإذا شكوا أنها حامل بقروا بطنها وهي حية!! ويتكرر مثل ذلك وشبيه به للآلاف من المسلمات!!

لا أعرف كيف تتمالك نفسك ألا تبصق في وجه من يسخر من آيات القتال وأنت ترى مسلمي تركستان يُجبَرون على السجود لشرطي صيني أو لتمثال ماو تسي تونغ،ويُجبَرون على شرب الخمر وأكل الخنزير، وينتزع منهم أبناؤهم ليُرَبَّوا على الكفر!!

لا أعرف كيف تتحمل أن ترى وجهك في المرآة إن كنت ممن يصفقون وينافقون للساسة في بلاد المسلمين، الساسة الذين يؤيدون ما تفعله الصين في تركستان، ويبطلون مشروع استنكار –مجرد استنكار لما تفعله الصين- في "الأمم المتحدة"!!! بل ويوطدون العلاقات ويعطون المكافآت -من أموال أمتنا !!- لميانمار والهند على قمعهما للمسلمين!!

لا أعرف كيف تتمالك نفسك ألا تتقيَّأ قرفًا وأنت تسمع من يندد بـ"الإرهاب" ويربطه بالمسلمين، وأنت ترى إخوانك في كشمير تتُهدم مساجدهم ويطعنون بالسكاكين ويتلذذ قتلتهم بتعذيبهم قبل القتل.

هذا غير الجراح النازفة والبيوت التي تهدم على إخواننا وأخواتنا الذين لا يفصل بيننا وبينهم إلا حدود وضعها المحتل..

لا أريد أن أُنَكِّدَ عليكم بالصور والفيديوهات المؤلمة، لكن "مش معقول" أنه حتى الدروس العقدية لا يتعلمها أبناؤنا ليعتزوا بدينهم ويدركوا حاجة البشرية إليه، فتكون هذه اليقظة الداخلية خطوة أولى على طريق التحرر من رق النظام الدولي.

"مش معقول" أن يبقى يُضحك على أبنائنا بمواثيق النفاق الدولي ويمارَس التدجيل عليهم في المناهج والإعلام في العالم الإسلامي..مع أننا لا نتكلم عما مارسه أعداء الإسلام في قديم الزمان!! بل عما يمارسونه الآن..الآن ونحن نقرأ هذه الكلمات!

لا أريد أن أنكد عليك ولكن أقول لك: ارفع رأسك بكل آية من كتاب الله عاليًا، واجعل ألمك لإخوانك المسلمين دافعًا لليقظة والعمل، وتذكر: (ولولا دفعُ الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين).

 


 

المصدر:

صفحة الفيسبوك الخاصة بالدكتور إياد قنيبي

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الصين #تركستان #الروهينجا
اقرأ أيضا
من الذي اخترع لفظ الاختلاط ج1 | مرابط
فكر مقالات المرأة

من الذي اخترع لفظ الاختلاط ج1


يعتبر الاختلاط بين الجنسين من أكثر المناطق الشائكة التي يصطدم فيها المنهج الإسلامي مع المنهج العلماني بين القبول والرفض بين الإباحة والمنع ونحن في هذا المقال نقف على عدد من التساؤلات والنقاط هل لفظ الاختلاط دخيل على الإسلام هل صحيح أن المذاهب الفقهية الأربعة لم تعرف مسألة الاختلاط بين الرجال والنساء وهل فعلا المجتمع الغربي لا يعرف فكرة الفصل بين الجنسين وما هي ملامح أزمة الاختلاط في واقعنا المعاصر وغير ذلك من النقاط الهامة

بقلم: إبراهيم السكران
1317
تعدد طرق الضلال | مرابط
اقتباسات وقطوف

تعدد طرق الضلال


الشبهات هي شبهات عظيمة في ذاتها وشبهات هي يسيرة في ذاتها ولكنها عظيمة في قلب الإنسان لقلة معرفته بالحق فالله سبحانه وتعالى جعل للإنسان طريقا مختصرا بينا يميز به الإنسان الخير من الشر ويجعل هذا الطريق هو طريق الفيصل بين الطرق كلها وقد ذكر الله عز وجل في هذه الآية أن الصراط صراط واحد وأما السبل فهي متعددة لأن طريق الحق هو طريق واحد كحال العافية فالعافية واحدة وأما الأمراض فمتعددة

بقلم: عبد العزيز الطريفي
432
التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة | مرابط
اقتباسات وقطوف

التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة


ثم الدعاء والتضرع يفتح له من أبواب الإيمان بالله عز وجل ومعرفته ومحبته والتنعم بذكره ودعائه ما يكون هو أحب إليه وأعظم قدرا عنده من تلك الحاجة التي همته. وهذا من رحمة الله بعباده يسوقهم بالحاجات الدنيوية إلى المقاصد العلية الدينية

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
469
العبر من الحروب الصليبية الجزء الأول | مرابط
تفريغات

العبر من الحروب الصليبية الجزء الأول


عندما نختار أن نأخذ مرحلة الحروب الصليبية بالذات فإن ذلك له دلالته الخاصة من جهة أنها تحكي أو تشابه الواقع الذي نعيشه الآن والمرحلة التي تحياها هذه الأمة في ظل هذه الهجمة الخبيثة الماكرة التي يستجمع الغرب فيها قواه مرة أخرى فما أشبه الليلة بالبارحة إن المؤرخين يقولون: التاريخ يعيد نفسه ونحن نقول: سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا هذه هي سنة الله تعالى في الأمم وبالذات في الأمة الإسلامية كل حياتها كر وفر وكل مواقفها إقبال وإدبار

بقلم: سفر الحوالي
729
من صور الاعتداء على حقوق الآخرين | مرابط
فكر

من صور الاعتداء على حقوق الآخرين


من صور الاعتداء على حقوق الآخرين: التدخين في مكان عام يشارك فيه المدخن أناس يتأذون من رائحته الكريهة وفيهم المريض وصغير السن فكم هو مقدار الأنانية في مكنون هذه الشخصية العجيبة يا أخي إن كنت مصرا ولا تقبل النصيحة فتقلع عن التدخين فاقتل نفسك بعيدا عنا ولا نحب لك ذلك.

بقلم: د. جمال الباشا
404
ثمن الكرة الذهبية! | مرابط
فكر

ثمن الكرة الذهبية!


في لاعب مشهور اسمه زلاتان إبراهيموفتش ويقال أنه كان يستحق يفوز بالكرة الذهبية في وقت ما.. لكنه لم يفز بها.. اللاعب ده صرح بإن الكرة الذهبية لا يفوز بها إلا mr. nice guy .. ويقصد بها الأشخاص المرضي عنهم! .. ألا يذكرك هذا بصورة ميسي وهو يرتدي القبعة الصهيونية ويقف أمام حائط المبكى

بقلم: علي محمد علي
503