لماذا الاحتفال بغير أعيادنا ليس أمرا شكليا؟

لماذا الاحتفال بغير أعيادنا ليس أمرا شكليا؟ | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

344 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

لماذا الاحتفال بغير أعيادنا ليس أمرًا شكليًّا ولا يصح للمجاملات؟!

سبب خاص بك كمسلم، ورد كل علاقاتك بالعالم لعلاقتك بالله وتصورك عن الله.. فتتذكر وتُذكِّر أن الله واحد "أحد"، وأن الله فرد "صمد"، وأن الله "لم يلد ولم يولد"، وأن الذي يغفر هو الله، والذي يرحم هو الله، المهدي من هداه الله وحده، والمآل إلى الله وحده..

فتصير كل ذرة فيك تتبتل بحق العبودية وتُسبِّح في أعماقك بعظمة الله، وتتحرك بأمر الله.. امتثالًا لما علَّمك النبي صلى الله عليه وسلم أن تقول: "خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي لله رب العالمين"، أي خضع وأطاع وأنقاد لله وأعرض وتورع عن كل ما يغضبه..

وسبب خاص بالأُمة مجتمعة، فعزة الأمة تعني قطع أوصال الناس بعاداتها التي تربطها بالأُمم الأخرى، ببناء بنية اجتماعية تختلف في ثقافتها ومكوناتها عن التي تضادها وتُخالفها في الأعراف، وإعادة توجيه الالتزامات والواجبات داخل هذه البنية الجديدة، ليكون الولاء والبراء على المعتقد الذي ترجع إليه عاداتها وأعرافها الخاصة سواء كانت تعبدية أو اجتماعية!
ومنه تفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أبْدلكُم بهما خيرًا منهما؛ يوم الأضحى، ويوم الفطر"..

ولذلك انظر كيف حرص النبي صلى الله عليه وسلم على قطع عادات الجاهلية ووجه عنايته لها.. فالقصد لم يكن مجرد إحداث قطيعة مع شعائر الماضي، بل بناء نظام اجتماعي جديد للأُمة، وما كان هذا ليحدث لولا القطيعة مع شعائر الماضي وعاداته وأعرافه!

قطعًا هذا الأمر ثقيل على النفس، لضغط الداعي الاجتماعي، لذلك لا تملك زمامه إلا النفوس القوية.. القرآن نفسه عبَر عن ثقله في أمر مشابه عندما حدثت واقعة "تغيير القِبْلَة" لإعادة بناء قداسة الكعبة في أذهان الصحابة، حتى يقطع الإسلام علائق الماضي تمامًا، وينفي أي احتمال للاتباع؛ ألفةً لأديان أو أسلاف أو أعراف قديمة مهما كانت قداستها..
فعَبر القرآن عن ثقل هذا الأمر في قوله "وإن كانت لكَبِيرَةً" لشدة الحرج الاجتماعي الذي وقعوا فيه بالانصياع لأمر الله تعالى!

لماذا كل هذا؟!
حتى تصرف كل طاقة الانتماء النفسية في الدين؛ الفرح، الحزن، الود، الرضا، الغضب.. إلخ، فيصير كل الهم همه، وكل العمل لأجله، تبعًا لقيمة التوحيد وحقيقة أنه الغاية الأساسية من الخلق

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الأعياد
اقرأ أيضا
تميز السلف بكثرة الحفظ لإخلاصهم وهمتهم العالية | مرابط
تفريغات

تميز السلف بكثرة الحفظ لإخلاصهم وهمتهم العالية


إنك عندما تنظر إلى هؤلاء الأعلام وإلى عزائمهم وتنظر إلى المتأخرين مع توفر الإمكانات وسهولة الحركة والتنقل ومع ذلك لا ترى عند هؤلاء -المتأخرين من أهل العلم- عشر معشار ما عند المتقدمين فالواحد لا يستطيع أن يحفظ مائة حديث مسند فيدخل حديثا في حديث ويدخل متنا في متن وتضطرب عليه الكلمات أما أولئك فكانوا يحفظون الألوف المؤلفة من الأسانيد وقصة البخاري المشهورة لما دخل بغداد فقلبوا عليه الأحاديث خير دليل على ذلك فالبخاري كان يحضر مجلسه مائة ألف ولم يكن في وجهه شعرة حتى كان بين المستملي والمستملي عشر...

بقلم: أبو إسحق
769
الليبرالية السعودية والتأسيس المأزوم ج3 | مرابط
أبحاث الليبرالية

الليبرالية السعودية والتأسيس المأزوم ج3


المراقب الواعي إذا تجول في مخرجات التيار الليبرالي ووقف على أبرز محطاته وسلط الأضواء على مرتكزاته المعرفية تصيبه الدهشة بسبب ما يراه من الفقر الشديد في مؤهلات النمو الصحي وبسبب ما يلحظه من الهشاشة الكبيرة في مرتكزات شرعية وجوده في الساحة الفكرية وسيكتشف أن الليبرالية السعودية تعاني من أزمة فكرية ومنهجية عميقة أزمة في المصطلح وأزمة في الخلفيات الفلسفية وأزمة في السلوكيات اليومية وأزمة في الالتزام بالقيم وأزمة في الاتساق مع المبادئ وأزمة في الاطراد وأزمة في التوافق بين أسس الليبرالية وبين قطع...

بقلم: سلطان العميري
1561
مخالفة المرجئة لمنهج السلف: إخراج العمل عن الإيمان | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين تفريغات مناقشات

مخالفة المرجئة لمنهج السلف: إخراج العمل عن الإيمان


ومنهج أهل السنة والجماعة في قضايا الإيمان والتوحيد أن الإيمان قول وعمل واعتقاد وهذا خلافا للمرجئة فالإيمان بإجماع أهل السنة والجماعة: تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان والإيمان قول وعمل القول باللسان فإذن قول القلب وعمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح الإيمان حقيقة مركبة من هذه الأشياء الأربعة وفي هذا المقال بيان لحقيقة الإيمان وخلاف المرجئة فيه

بقلم: محمد صالح المنجد
1276
رواية الأحاديث بالمعنى لم تدخل ضررا على الدين ج2 | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين مقالات

رواية الأحاديث بالمعنى لم تدخل ضررا على الدين ج2


مقال مختصر يرد فيه الكاتب محمد أبو شهبة على بعض الشبهات والأباطيل التي أثارها محمود أبو رية حول السنة النبوية ومن ذلك زعمه أن الأحاديث رويت بالمعنى وأن هذا ربما أدخل ضررا على الدين بل وقال أن الرواية بالمعنى هى الأصل والقاعدة والرواية باللفظ هي العارض أو النادر وبالطبع يؤسس بهذا لفكرة أخرى وهي أن الأحاديث لم تسلم من التغيير والتبديل والتحريف وأنها لم تصلنا بلفظها كما نطقها النبي ويرمي في النهاية إلى توهين الانقياد والاستسلام للسنة النبوية بشكل عام

بقلم: محمد أبو شهبة
2432
نظرات في فاتحة الكتاب الحكيم الجزء الثاني | مرابط
تعزيز اليقين فكر مقالات

نظرات في فاتحة الكتاب الحكيم الجزء الثاني


بين يديكم مقالة تحليلية للكاتب محمد عبد الله دراز يتناول فيها فاتحة الكتاب ليخرج لنا الكثير من الكنوز والأسرار واللفتات والإضاءات التي ربما لم نلحظها أو لم ننتبه إليها من قبل فهو لا يتناول السورة بمعزل عن سور القرآن وإنما ينظر إلى مقاصدها وخطابها ومعانيها مقارنة ببقية السور وفي ضوء مقاصد الدين ورسالة الإسلام

بقلم: محمد عبد الله دراز
2683
مجمل الإيمان | مرابط
اقتباسات وقطوف

مجمل الإيمان


فعامة الناس إذا أسلموا بعد كفر أو ولدوا على الإسلام والتزموا شرائعه وكانوا من أهل الطاعة لله ورسوله فهم مسلمون ومعهم إيمان مجمل ولكن دخول حقيقة الإيمان إلى قلوبهم إنما يحصل شيئا فشيئا إن أعطاهم الله ذلك وإلا فكثير من الناس لا يصلون لا إلى اليقين

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
711