لماذا الاحتفال بغير أعيادنا ليس أمرا شكليا؟

لماذا الاحتفال بغير أعيادنا ليس أمرا شكليا؟ | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

270 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

لماذا الاحتفال بغير أعيادنا ليس أمرًا شكليًّا ولا يصح للمجاملات؟!

سبب خاص بك كمسلم، ورد كل علاقاتك بالعالم لعلاقتك بالله وتصورك عن الله.. فتتذكر وتُذكِّر أن الله واحد "أحد"، وأن الله فرد "صمد"، وأن الله "لم يلد ولم يولد"، وأن الذي يغفر هو الله، والذي يرحم هو الله، المهدي من هداه الله وحده، والمآل إلى الله وحده..

فتصير كل ذرة فيك تتبتل بحق العبودية وتُسبِّح في أعماقك بعظمة الله، وتتحرك بأمر الله.. امتثالًا لما علَّمك النبي صلى الله عليه وسلم أن تقول: "خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي لله رب العالمين"، أي خضع وأطاع وأنقاد لله وأعرض وتورع عن كل ما يغضبه..

وسبب خاص بالأُمة مجتمعة، فعزة الأمة تعني قطع أوصال الناس بعاداتها التي تربطها بالأُمم الأخرى، ببناء بنية اجتماعية تختلف في ثقافتها ومكوناتها عن التي تضادها وتُخالفها في الأعراف، وإعادة توجيه الالتزامات والواجبات داخل هذه البنية الجديدة، ليكون الولاء والبراء على المعتقد الذي ترجع إليه عاداتها وأعرافها الخاصة سواء كانت تعبدية أو اجتماعية!
ومنه تفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أبْدلكُم بهما خيرًا منهما؛ يوم الأضحى، ويوم الفطر"..

ولذلك انظر كيف حرص النبي صلى الله عليه وسلم على قطع عادات الجاهلية ووجه عنايته لها.. فالقصد لم يكن مجرد إحداث قطيعة مع شعائر الماضي، بل بناء نظام اجتماعي جديد للأُمة، وما كان هذا ليحدث لولا القطيعة مع شعائر الماضي وعاداته وأعرافه!

قطعًا هذا الأمر ثقيل على النفس، لضغط الداعي الاجتماعي، لذلك لا تملك زمامه إلا النفوس القوية.. القرآن نفسه عبَر عن ثقله في أمر مشابه عندما حدثت واقعة "تغيير القِبْلَة" لإعادة بناء قداسة الكعبة في أذهان الصحابة، حتى يقطع الإسلام علائق الماضي تمامًا، وينفي أي احتمال للاتباع؛ ألفةً لأديان أو أسلاف أو أعراف قديمة مهما كانت قداستها..
فعَبر القرآن عن ثقل هذا الأمر في قوله "وإن كانت لكَبِيرَةً" لشدة الحرج الاجتماعي الذي وقعوا فيه بالانصياع لأمر الله تعالى!

لماذا كل هذا؟!
حتى تصرف كل طاقة الانتماء النفسية في الدين؛ الفرح، الحزن، الود، الرضا، الغضب.. إلخ، فيصير كل الهم همه، وكل العمل لأجله، تبعًا لقيمة التوحيد وحقيقة أنه الغاية الأساسية من الخلق

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الأعياد
اقرأ أيضا
تغريدات حول التقوى وآثار الذنوب | مرابط
اقتباسات وقطوف

تغريدات حول التقوى وآثار الذنوب


حفظ الجوارح من المعاصي في أول العمر معين من الله على حفظها في الكبر من أمرين: من أن يختم له خاتمة سوء أو يقع في الخرف والهذيان ومن حفظ الله للطائع في صغره حفظ العقل من البلاء بأنواعه عند الكبر قال ابن عباس: من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر

بقلم: عبد العزيز الطريفي
698
وأقم الصلاة لذكري | مرابط
اقتباسات وقطوف

وأقم الصلاة لذكري


ولما ذكر الله الصلاة في سورة طه أشار إلى غاية تغيب عن بال كثير من المصلين فضلا عمن دونهم ربما يتحدث الواحد منا عن عظمة الصلاة في الإسلام وأنها أعظم ركن بعد الشهادتين وأنها الخط الفاصل بين الكفر والإيمان ونحو هذا من معاني مركزية الصلاة ولكن لماذا شرع الله الصلاة وأحبها وعظمها سبحانه؟ إنها بوابة استحضار الله وتذكره يقول الله سبحانه وأقم الصلاة لذكري

بقلم: إبراهيم السكران
321
ينابيع النزعة الدينية في النفس البشرية | مرابط
فكر مقالات

ينابيع النزعة الدينية في النفس البشرية


ما هذه إذن تلك القوة الغلابة التي لا تزيدها المقاومة إلا عنفا واشتعالا والتي تقهر في النهاية أنصارها وأعداءها على السواء أليست هي قوة الفطرة التي إن تورق وتثمر كلما عاودها الربيع فبلل ثراها وسقى أصولها بلى وإن هذا الربيع قد تكفي منه قطرة وربما تبلور في نظرة فما هي إلا طرفة من تأمل الفكر أو لحظة من يقظة الوجدان أو أزمة من صدمات العزم فإذا أنت تسبح بخيالك في عالم الغيب الذي منه خرجت أو في عالم الغيب الذي إليه تصير

بقلم: محمد عبد الله دراز
2143
ما ذنب من لم يقتنع بالإسلام | مرابط
أباطيل وشبهات

ما ذنب من لم يقتنع بالإسلام


يخرج علينا بعض المشككين بتساؤل جديد وهو: ماذا إذا لم يقتنع الشخص بالإسلام ما ذنبه في ذلك لماذا يحاسب على هذا أو حتى يلام على قناعاته العقلية لماذا يدخل النار والحقيقة أن هذا التساؤل فيه خلط وأباطيل كثيرة وفي هذا المقال الموجز والمختصر رد على التساؤل وتوضيح ما به من خطأ

بقلم: موقع هداية الملحدين
1211
قياس إبليس | مرابط
اقتباسات وقطوف

قياس إبليس


اعلم أن أول من قاس قياسا فاسد الاعتبار ابليس حيث عارض النص الصريح الذي هو السجود لآدم بأن قياس نفسه على عنصره وقاس آدم على عنصره فأنتج من ذلك أنه خير من آدم وأن كونه خيرا من آدم يمنع سجوده له المنصوص عليه من الله.

بقلم: محمد الأمين الشنقيطي
329
عن قبح اللوطية وانعكاس الفطرة | مرابط
الجندرية

عن قبح اللوطية وانعكاس الفطرة


ثم أكد قبح ذلك بأن اللوطية عكسوا فطرة الله التي فطر الله عليها الرجال وقلبوا الطبيعة التي ركبها الله في الذكور وهي شهوة النساء دون الذكور فقلبوا الأمر وعكسوا الفطرة والطبيعة فأتوا الرجال شهوة من دون النساء ولهذا قلب الله سبحانه عليهم ديارهم فجعل عاليها سافلها وكذلك قلبوا هم ونكسوا في العذاب على رؤوسهم.

بقلم: ابن القيم
426