مآسي الروهنجيين

مآسي الروهنجيين | مرابط

الكاتب: عبد الله عبد القادر أحمد

441 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

الرجل الروهنجي لا يبكي على مال كان معه ثم ضيعه، لا يبكي على منزل أتى الحقد البوذي عليه فاقتلعه، إنه يبكي أسفًا على أمة بلغت المليار، ولم تردع عنه بطش الكفار، يبكي على الإنسانية التي ماتت تحت ظروف غامضة.

الروهنجيا أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم، هذه الجملة وحدها تكفي لإدراك كم تعاني هذه الأقلية المسلمة من أهوال.

لم يكتف هذا العالم بالسكوت عن مجازر البوذيين، بل غض طرفه عن المئات من الروهنجيين، الذين تخطفتهم أيادي تجار البشر واستعملوهم كعبيد، أو عمال سخرة، أو حتى لأغراض جنسية في الدول المجاورة لبورما، تعددت الأسباب والمظلوم هو نفسه.

لقد التف الروهنجيين أشهر ثالوث يبيد الأمم، ويزيلها عن الوجود، ثالوث الفقر  والجهل، والمرض، فلم يجد هذا الشعب ما يدفع به الجهل، لأنه لم يجد أصلا ما يدفع به الفقر والمرض، فكل أطراف هذا الثالوث مرتبط ببعضه فالفقر يورث الجهل والمرض.

لم تنفع صرخات المنظمات الإنسانية، والإغاثية، والصحية، في إيقاظ ضمير هذا العالم الميت، فواصل الثالوث عمله دون توقف، يحصد كل ما يقابل في طريقه من أرواح.

لقد أحاط الموت بالروهنجيين منذ مئات السنين، فمن لم يمت تحت يد بوذي مات غرقا، ومن لم يمت غرقا مات جوعا كل هذا تحت سمع العالم وبصره، كأن هذا الشعب من سقط متاع البشرية.

حتى أنك ترى طفلا من تحت القش ينادي، أبي أدركني، ووالده رعبا يشير بكفه، وتعجز عن رد الموت أنامله.

هذه الصورة التي تتكرر كثيرا في أركان، ولا مدرك للابن، ولا معين للأب، فأين هذا العالم ليدرك أمة تباد قبل فوات الأوان.

 


 

المصدر:

شبكة الألوكة

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الروهينجا
اقرأ أيضا
الانفعالات وتكوين النفس البشرية | مرابط
تفريغات ثقافة

الانفعالات وتكوين النفس البشرية


هل الصحيح أن يكون الإنسان منفعلا أو لا يكون منفعلا؟ الصحيح أن يكون منفعلا لأن الشخص الذي لا ينفعل أبدا ولا تهزه الحوادث إما أن يكون مجنونا لا يعي ما حوله أو أنه مدمن مخدرات مثلا فهو مصاب بتغليف لذهنه ومخه وقلبه فلا يحس بشيء ولكن المهم الآن أن نعرف متى تكون الانفعالية إيجابية ومتى تكون الانفعالية سلبية

بقلم: محمد صالح المنجد
145
الفصل فيما يتناجى الناس به | مرابط
اقتباسات وقطوف

الفصل فيما يتناجى الناس به


مقتطفات من كتاب جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم للإمام زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين الشهير بابن رجب رحمه الله وهو من أشهر وأبرز المؤلفات الجامعة لأصول وكليات الدين

بقلم: ابن رجب الحنبلي
2255
الميزان المقلوب الجزء الأول | مرابط
تفريغات

الميزان المقلوب الجزء الأول


فقد ورد في بعض الأحاديث: أن رجلا مر بالرسول صلى الله عليه وسلم فسأل صحابيا عنده: ما تقول في هذا -وكان رجلا وجيها في قومه وصاحب مال وله مكانة في نفوس أهل الدنيا- فقال: هذا حري إن خطب أن يزوج وإن شفع أن يشفع ثم مر رجل آخر فقير فسأله عنه فقال: هذا حري إن خطب ألا يزوج وإن شفع ألا يشفع فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: هذا خير من ملء الأرض من مثل ذاك أو كما قال المصطفى صلوات الله وسلامه عليه

بقلم: عمر الأشقر
368
هل يمكن أن نعيد رسم التاريخ الجزء الأول | مرابط
تاريخ فكر مقالات

هل يمكن أن نعيد رسم التاريخ الجزء الأول


في حياة الشعوب كثير من المنعطفات التي غيرت مسار التاريخ صعدت بها إلى الأعلى أو هبطت بها إلى الأسفل والتاريخ -في نهاية الأمر- ليس إلا رجل وموقف وعبر سلسلة من الرجال والمواقف يكتب التاريخ أحداثه لذا فنحن قادرون على رسم التاريخ وأن نورث لأبنائنا تاريخا خيرا من الذي ورثناه عن أجدادنا فلقد ورثنا عنهم من الخبرة مالم يتوفر لهم كما سنورث أبناءنا من الخبرات ما يجعلهم قادرين على أن يورثوا أولادهم تاريخا خيرا مما ورثوه منا كل ذلك شريطة أن يتولى رسم المسار رجال يؤمنون بالتعايش بين بني الإنسان فيتصرفون...

بقلم: راغب السرجاني
983
وقاحة الأدب | مرابط
فكر مقالات

وقاحة الأدب


نحن لا نشك في حقيقتين ظاهرتين متمايزتين متحزبتين بطبيعة الفطرة الإنسانية الاجتماعية: فالحقيقة الأولى: هي مطالب الفرد لنفسه ورغباته وأمانيه وأحلامه والحقيقة الأخرى: هي مطالب الجماعة المكونة من الأفراد على اختلاف نزعاتهم في أنفسهم وخاصتهم وكل عمل فردي لا يكاد يفلت أثره في الجماعة وتوجيهه في الحياة الاجتماعية عامة إلى جهة بعينها وخاصة إذا كان مرد أعمال الأفراد إلى قاعدة عامة تطلق لهم من الحرية ما يجعل أعمال الفرد استقلالا على طريقة المصلحة الفردية التي لا تحترم قيود الجماعة

بقلم: محمود شاكر
1008
قراءة الأحداث بعيون زرقاء | مرابط
فكر

قراءة الأحداث بعيون زرقاء


رغم أن الأعين الزرقاء لم يأت بجديد في قراءة الأحداث إلا أن ضحايا الاستبداد الثقافي يتلهفون دائما للحصول على ختم الصلاحية لأفكارهم وعقائدهم ولذلك يفرحون إذا وافقتهم الثقافة الغربية في فكرة أو فكرتين.. ويطيرون إذا قال الرجل الأبيض شيئا موافقا لثقافة وأفكار المسلمين! فهذا يأتي بمثابة صك الصلاحية وكأن لسان حالهم: الآن لا نخجل مما نعتقده الآن لا حرج على أفكارنا!

بقلم: محمود خطاب
125