مآسي الروهنجيين

مآسي الروهنجيين | مرابط

الكاتب: عبد الله عبد القادر أحمد

674 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

الرجل الروهنجي لا يبكي على مال كان معه ثم ضيعه، لا يبكي على منزل أتى الحقد البوذي عليه فاقتلعه، إنه يبكي أسفًا على أمة بلغت المليار، ولم تردع عنه بطش الكفار، يبكي على الإنسانية التي ماتت تحت ظروف غامضة.

الروهنجيا أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم، هذه الجملة وحدها تكفي لإدراك كم تعاني هذه الأقلية المسلمة من أهوال.

لم يكتف هذا العالم بالسكوت عن مجازر البوذيين، بل غض طرفه عن المئات من الروهنجيين، الذين تخطفتهم أيادي تجار البشر واستعملوهم كعبيد، أو عمال سخرة، أو حتى لأغراض جنسية في الدول المجاورة لبورما، تعددت الأسباب والمظلوم هو نفسه.

لقد التف الروهنجيين أشهر ثالوث يبيد الأمم، ويزيلها عن الوجود، ثالوث الفقر  والجهل، والمرض، فلم يجد هذا الشعب ما يدفع به الجهل، لأنه لم يجد أصلا ما يدفع به الفقر والمرض، فكل أطراف هذا الثالوث مرتبط ببعضه فالفقر يورث الجهل والمرض.

لم تنفع صرخات المنظمات الإنسانية، والإغاثية، والصحية، في إيقاظ ضمير هذا العالم الميت، فواصل الثالوث عمله دون توقف، يحصد كل ما يقابل في طريقه من أرواح.

لقد أحاط الموت بالروهنجيين منذ مئات السنين، فمن لم يمت تحت يد بوذي مات غرقا، ومن لم يمت غرقا مات جوعا كل هذا تحت سمع العالم وبصره، كأن هذا الشعب من سقط متاع البشرية.

حتى أنك ترى طفلا من تحت القش ينادي، أبي أدركني، ووالده رعبا يشير بكفه، وتعجز عن رد الموت أنامله.

هذه الصورة التي تتكرر كثيرا في أركان، ولا مدرك للابن، ولا معين للأب، فأين هذا العالم ليدرك أمة تباد قبل فوات الأوان.

 


 

المصدر:

شبكة الألوكة

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الروهينجا
اقرأ أيضا
تصنيف الرجولة | مرابط
مقالات

تصنيف الرجولة


الرجولة عندهم أن تكون قوامتك شراكة وليست قيادة لأن القيادة معناها سائق وركاب رئيس ومرؤوس قائد وأتباع وهذا كله بالنسبة لهذا النوع من النساء ليس من الرجولة الحقيقية بل هي ذكورية متسلطة تريد أن تستولي على الدركسيون بمفردها وعدم اعتبار الشراكة بحال!

بقلم: محمد سعد الأزهري
216
الخوف من الله حقيقته وفضله ج2 | مرابط
تفريغات

الخوف من الله حقيقته وفضله ج2


من العبث ومن الكلام الباطل المعسول أن ينقل عن بعض المتصوفة سواء كانوا نساء أو رجالا أن أحدهم كان يقول في مناجاته لربه تبارك وتعالى: ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك إلى آخر الخرافة المزعومة لا يتصور من إنسان عرف الله حق معرفته ألا يخشى من ربه تبارك وتعالى بل -كما ذكرنا- كلما كان مقربا إلى الله كلما كان أخوف من الله وأخشى لله عز وجل وما المقصود من مثل هذه الخرافة الصوفية إلا أن يحمل الناس أن يعيشوا هكذا ليس هناك خوف منهم لله يحملهم على تقواه ولا -أيضا- عندهم رغبة فيما عند الله يطمعهم ف...

بقلم: محمد ناصر الدين الألباني
627
أيام الصبر | مرابط
تفريغات

أيام الصبر


أهل العلم قالوا: ليس من الممكن أن يستوي من وقف أيام الشدة وأيام الفاقة وأيام الذلة ولما قل الناصر: وقف في ظهر النبي ليقول: أنا هنا مالي موجود وأنا موجود! أنا لن أتخلى عنك! وشخص آخر جاء وقت الرخاء.. نحن الآن في نفس هذه الأيام اليوم الدين ليس له أحد دين الله ليس له أحد الناس تعيش لحياتها أنت تصلي لنفسك وليس لدين الله أنت تصوم لنفسك وليس للدين الدين كل يوم ينقص.

بقلم: محمد سعد الشرقاوي
544
دلالة القرآن على أن السنة وحي الجزء الثاني | مرابط
تعزيز اليقين مقالات

دلالة القرآن على أن السنة وحي الجزء الثاني


نعلم أن سهام منكري السنة تتوجه في الغالب إلى السنة النبوية ذاتها سواء في متنها أو سندها أو حتى حجيتها من الأساس فهم لا يؤمنون بأنها وحي من عند الله وفي المقابل يدعون الإيمان بالقرآن وما جاء فيه ومن هنا ندرك أهمية الوقوف على حجية السنة النبوية من نصوص القرآن الكريم وفي هذا المقال يقدم لنا الكاتب أحمد يوسف السيد أدلة قرآنية تثبت أن السنة النبوية هي وحي من عند الله

بقلم: أحمد يوسف السيد
2529
استفسارات الحرية | مرابط
مناقشات

استفسارات الحرية


هذا الكتاب الذي سماه مؤلفه فضاءات الحرية وهو دراسة تفصيلية غزيرة مليئة بالمناقشات والحجج والاستشكالات والإيرادات والشواهد والمعطيات حول الخطوط الفاصلة بين الحرية في التصور الإسلامي والحرية في التصور الليبرالي الغربي الحديث فالمؤلف بشكل عام- يبتدئ كل فصل بعرض ميادين الحرية الواسعة في الإسلام في هذا المجال ثم يتبعها بمناطق الاختلاف والتمايز عن الحرية الليبرالية الغربية في هذا الباب

بقلم: إبراهيم السكران
2329
نشوء دولة التتار ج2 | مرابط
تفريغات

نشوء دولة التتار ج2


في هذه المحاضرة ألخص ما حدث في هذه الفترة من أحداث وأسأل الله عز وجل أن يمكننا من استعراض كل الأمور بإيجاز نتحدث اليوم عن ظهور قوة جديدة على سطح الأرض في القرن السابع الهجري هذه القوة أدت إلى تغييرات هائلة في العالم بصفة عامة وفي العالم الإسلامي بصفة خاصة قوة بشعة أكلت الأخضر واليابس ولم يكن لها هدف في حياتها إلا التدمير والإبادة

بقلم: د راغب السرجاني
674