معالجة الإسلام للجريمة ومعالجة المناهج الأخرى

معالجة الإسلام للجريمة ومعالجة المناهج الأخرى | مرابط

الكاتب: عمر الأشقر

726 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

وعندما توجد الجريمة ينبغي أن تعالج، وعلاجها في الإسلام مختلف، فالإسلام يعالجها لا كما تعالجها أوروبا، إذ أن علاجها في أوروبا جعلها تزداد وتنتشر؛ لأنها تعالج علاجًا خاطئًا.

فالإنسان قد يجرم بجريمة واحدة، فيأتي عالم الغرب بعلاج السجن، فيلتقي مع مئات من المجرمين؛ فيعلمونه الإجرام، ويخرج أستاذًا في الإجرام، ويكثر المجرمون، فيحتاج الناس إلى أن يهيئوا لهم السجون، ويهيئوا لهم الحراس، ويهيئوا لهم الذين يطبخون، والذين يعنون بهم، فنحتاج إلى جيوش يقومون على رعايتهم.

أما الإسلام فيعالج الجريمة بما وضع لها من حدود وعقوبات، وقد بين القرآن سبيلها، وأمر أن يكون ذلك أمام طائفة من المسلمين ليأخذوا منه العبرة والعظة، الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [النور:2]؛ وذلك ليعتبروا ويتعظوا، فإذا شاهد الإنسان العقوبة تحل بغيره عند ذلك إذا لم يزعه سلطان الإيمان والخوف من الله خاف من سلطان البشر، ومن العقوبة التي يمكن أن تنزل عليه، وإذا ما رأى غيره وقع به العذاب فإنه يخاف أن يكون يومًا ما مكانه إذا فعل مثل جريمته فيقع به ما وقع بغيره، عند ذلك يتعظ ويخاف ويبتعد.

فمن قتل وكان متعمدًا وأصر أولياء القتيل على قتله يقتل، ومن زنا إن كان محصنًا رجم حتى الموت، وإن كان غير محصن جلد مائة جلدة، ونكون بذلك قد أدبناه وأدبنا بتأديبه من شاهدوه ومن رأوه.

فالعلاج من ناحيتين: تعالج الجريمة باستئصالها من جذورها، حتى تغسل الأرض، وتنظف وتطيب، ويغسل المجتمع حتى لا تترعرع فيه الجريمة، فإذا نشأت الجريمة فإنه يعالجها، ويزيل آثارها، ويربي الناس بها، عند ذلك تكون الجريمة في إطار ضيق قليل، فتكون محصورة لا تؤثر في أمن الناس، ولا تسبب لهم المشكلات، وبغير هذا لن تكون الجريمة موجودة فحسب، بل ستكون منتشرة، وفرق بين وجودها وبين انتشارها.

فنحن نقول للذين يرددون بأن الجريمة موجودة، نحن لسنا مجتمعًا شاذًا، فالجريمة موجودة في أوروبا، وفي بريطانيا، وأمريكا، ففي بعض المدن في أمريكا يحصل اعتداء على كل واحد من ثلاثة أشخاص، فإذا كانت المدينة ثلاثة ملايين فإن ثلثها المليون بكامله يحصل على الاعتداء، فهل ننتظر حتى يصل الأمر بنا كما وصل بتلك الديار؟!

وفي بريطانيا رجل مجرم واحد كلف الدولة أربعة ملايين من الدنانير حتى قبض عليه؛ لأنه كان متخصصًا في قتل النساء، ففزعت المقاطعة كلها، وكان نساؤها لا يستطعن أن يسرن إلا وهن محصنات، فخصصت الدولة جيشًا كاملًا من الشرطة والمباحث لملاحقة هذا الرجل، وبعد سنوات طويلة قبض عليه بطريق المصادفة.

فليس من الطبيعي أن تنتشر الجريمة وتسود، وأن يذهب الأمن من القلوب والنفوس، وأن تعيش النساء في رعب، وأن تحدث جريمة كل سنة أو كل سنتين.

 


 

المصدر:

محاضرة أسباب الجريمة وعلاجها

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الجريمة
اقرأ أيضا
أسباب الانحراف.. وشبهة كبت الشباب | مرابط
أباطيل وشبهات

أسباب الانحراف.. وشبهة كبت الشباب


فدائما ما نسمع أن الكبت في المجتمع المسلم والتضييق على الحريات -كما يقولون- ومنع الاختلاط بين الجنسين كل هذا أدى إلى جعل كثير من الشباب يتحرشون بالنساء في الأسواق والأماكن العامة ويسعى إلى تكوين علاقات محرمة مع النساء التي يتمكن من إيقاعهن في فخ العلاقات المعلوم! وبين يديكم تفنيد لهذه الشبهة

بقلم: حمود بن ثامر
317
أهل البدع يتوارثون الحقد على ابن تيمية | مرابط
تفريغات

أهل البدع يتوارثون الحقد على ابن تيمية


هذا الرجل النبيل الكريم البحر العلم الذي ما يزال يرمى بالكفر حتى هذه الساعة وكثير من المسلمين لا يعرفون شيئا عنابن تيمية حياة شيخ الإسلامابن تيميةحياة لا تعلم إلا بمطالعة كل ما كتب عنه سواء بقلمه أو بقلم أتباعه فإذا كنت ممن يحبه بالغيب تزداد له حبا وإن كنت ممن يتوقف في محبته فتحبه بلا تردد وإن كنت ممن عاديته فتراجع نفسك على أقل تقدير

بقلم: أبو إسحق الحويني
631
وما أدراك ما يوم عرفة! | مرابط
مقالات

وما أدراك ما يوم عرفة!


وها قد بلغك الله الكريم يوم عرفة.. وما أدراك ما يوم عرفة.. ما أشرف هذا اليوم وما أعظمه وأوسع فضله.. يوم بعامين من الأجر والغفران يكفر الله بصيامه ذنوب عام مضى وعام مقبل.. اليوم الذي ما رؤى الشيطان أحقر ولا أذل ولا أصغر منه فى ذلك اليوم إلا في يوم الفرقان يوم التقى الجمعان وأعنى يوم بدر..

بقلم: محمد علي يوسف
293
ما رأيت مثله وما رأى هو مثل نفسه | مرابط
اقتباسات وقطوف

ما رأيت مثله وما رأى هو مثل نفسه


هو شيخنا وشيخ الإسلام وفريد العصر علما ومعرفة وشجاعة وذكاء وتنويرا إلاهيا وكرما ونصحا للأمة وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر.. مقتطف ماتع للإمام الذهبي يتحدث فيه عن شيخ الإسلام ابن تيمية بأوضح عبارة يصف لنا علمه وشيئا من مواقفه..

بقلم: الإمام الذهبي
302
الليبرالية الاستئصالية الجزء الثاني | مرابط
فكر الليبرالية

الليبرالية الاستئصالية الجزء الثاني


مقال تفصيلي يسير بشكل موجز بين أروقة التاريخ ليحدثنا عن الليبرالية الاستئصالية التي ترفع شعار الحرية والمساواة ولكنها على أرض الواقع أبعد ما يكون عن شعاراتها ومبادئها هنا سترى الليبرالية منذ بداياتها مراحل الضعف والانهزام أمام الاشتراكية ثم انهيار الأخيرة وصعود موجات الليبرالية وبداية حقبة جديدة تمتد موجاتها إلى عالمنا الإسلامي

بقلم: إبراهيم بن محمد الحقيل
2213
الأطفال وأحكام الإسلام | مرابط
مقالات

الأطفال وأحكام الإسلام


ينبغي أن يعود الأبناء على أحكام الإسلام منذ الصغر وذا بأن يعلموها ويعمل بها على مرأى منهم أيضا ويشرح لهم لماذا الصلاة والصوم والحجاب ونحو ذلك..

بقلم: قيس الخياري
413